الدعوة إلى ترسيخ الإدارة الالكترونية في الجامعات والمؤسسات
نشر بتاريخ: 01/06/2014 ( آخر تحديث: 01/06/2014 الساعة: 14:56 )
رام الله- معا - دعا متحدثون في ندوة نظمتها جامعة القدس المفتوحة بطولكرم يوم الأحد، إلى ترسيخ ثقافة الإدارة الالكترونية في المؤسسات الفلسطينية كافة وبخاصة الجامعات، بهدف إحداث التنمية المطلوبة وتسريع عجلة الإنتاج وتوفير الجهد والوقت على المؤسسات.
وأكد المتحدثون أن النظام التعليمي الفلسطيني الحالي أصبح متحجرًا ولم يعد يلبي احتياجات العصر، مؤكدين ضرورة تبني آليات تعليم حديثة تؤمن بأهمية التعليم الالكتروني باعتباره الوسيلة العصرية المثلى والملائمة لشعب يعيش حصارًا من قبل الاحتلال ولا يمتلك المال الكافي لتوفير المتطلبات التعليمية التي يفرضها التعليم التقليدي.
وكان فرع جامعة القدس المفتوحة في طولكرم نظم ندوة بعنوان "واقع الإدارة الالكترونية في الجامعات الفلسطينية ومعيقات تطبيقها" وذلك بدعم من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وتحت رعاية من رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.
وأشار عطوفة محافظ طولكرم اللواء الدكتور عبد الله كميل في كلمة له، ممثلاً للرئيس محمود عباس، إلى أنه لا يمكن الحديث عن تسريع وتيرة الإنتاج دون الحديث عن الإدارة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا أضحت اليوم أساس أي تقدم عصري.
وقال إن الجامعات باتت اليوم أساس الاشعاع الفكري والحضاري، مبينًا أن خريجي القدس المفتوحة في تخصص التكنولوجيا أضحوا اليوم من أبرز خريجي الجامعات المحلية في هذا المجال.
وأضاف أن الجامعة تخطو جنبًا إلى جنب مع الجامعات الفلسطينية الأخرى نحو ترسيخ مفهوم الإدارة الالكترونية لما لهذه الإدارة أهمية في تعزيز الإنتاج وتوفير الوقت والمال.
وأكد كميل أن العالم بات يعيش حالة متسارعة لترسيخ التكنولوجيا في العمليات الإدارية او الإنتاجية كافة، داعيًا إلى التعاون بين المؤسسات لمحو الأمية الالكترونية من مجتمعنا الفلسطيني.
وتحدث الدكتور صبري صيدم المختص في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن أن جامعة القدس المفتوحة كانت استضافت خلال السنوات السابقة الشبكة الالكترونية الاورومتوسطية حينما لم تستطع الحكومة فعل ذلك بسب ضعف الامكانيات وقلة المال.
وانتقد صيدم غياب الترابط الالكتروني بين الجامعات الفلسطينية قائلًا: "الترابط الالكتروني بين الجامعات الفلسطينية يكاد يكون صفرًا"، مشيرًا إلى أن التعليم الالكتروني ليس كفرًا وينبغي تبنيه وتشجيه في النظام التعليمي الفلسطيني.
وأضاف: "لا يعقل أن شعبًا تحت الحصار ولا يمتلك المال ومقبل على التعليم أن يبقى متقوقعًا في نظام تعليم حجري لا يعترف بالتعليم الالكتروني"، مطالبًا بتبني آليات لاختبار قدرات من يحملون شهادات من جامعات تتبنى التعليم الالكتروني لا التنكر لهم.
ولفت صيدم إلى أن نحو 13 ألف خريج جامعي فلسطيني يهجرون البلد سنويًا بسبب قلة فرص العمل، داعيًا إلى مراجعة شاملة لنظام التعليم الفلسطيني ليكون أكثر ملاءمة لاحتياجات العصر ويعترف بأهمية التعليم الالكتروني.
وأكد صيدم أهمية إلغاء الفوارق الرقمية بين الأجيال، لافتًا إلى أن التعليم يجب ألا يرتكز على المكان والدخول إلى المؤسسة التعليمية بل إن التعليم اليوم يجب أن يركز على تحقيق العناصر المطلوبة من معرفة وتتنمية وغيرها.
وأشار أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة إلى أهمية الإدارة الالكترونية في عصرنا الحديث، لافتًا إلى أن هذا الموضوع بات من الأمور الحياتية الجديدة. وأضاف: "لما كان من طبع البشر أن يكونوا أعداء لما جهلوا وأصدقاء لما علموا، اعتقد ان الناكرين لهذا الموضوع اكثر من المؤيدين له".
ونوه إلى أن الجامعة تطبق الإدارة الاكترونية منذ سنوات طويلة وقد انشأت مركزًا متخصصا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُعد من أبر مراكز الاتصالات في فلسطين.
ولفت إلى أن الجامعة تطبق أبرز وسائل الاتصال الحديث، مشيرًا إلى أنها بدأت خلال السنوات الأخيرة تبني فلسفة التعليم المدمج الذي يقوم على الدمج بين فلسفة التعليم المفتوح، الذي يقوم على أساس اللقاءات الوجاهية مستندًا على وسائط تعليمية عدة، وبين التعليم الالكتروني، حيث استطاعت الجامعة توفير أفضل وسائل الاتصال الحديث لتمكين الطالب من متابعة المحاضرات التعليمية من بيته أو تسجيل المحاضرات ومتابعتها فيما بعد.
ولفت إلى أن الجامعة ومنذ وقت ليس بالقريب أنشأت تلفزيونًا خاصًا بها يبث عبر الشبكة العنكبوتية "الانترنت" وهو ينحى مسارين: تعليمي وآخر إعلامي، مشيرًا إلى أنه لو توفرت الامكانيات المادية للجامعة لخرجت بفضائية إعلامية.
ونوه إلى أن الجامعة تسعى وعبر مستوياتها الإدارية كافة إلى ترسيخ ثقافة الإدارة الالكترونية، داعيًا كل المؤسسات المجتمعية إلى ترسيخ وتشجيع الإدارة الالكنترونية كونها توفر وقتًا وجهدًا بشريًا كما أنها توفر مالاً كثيراً، بالإضافة إلى تمتعها بالدقة مقارنة مع الإدارة البشرية.
وكانت الندوة افتتحت بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم رتلها الشيخ منذر زيود عضو هيئة التدريس في فرع طولكرم، تلاها عزف النشيد الوطني الفلسطيني، فالوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء شعبنا.
وحضر الندوة العديد من الفعاليات الرسمية في محافظة طولكرم بينهم عطوفة محافظ طولكرم اللواء الدكتور عبد الله كميل ورئيس بلدية طولكم م. اياد الجلاد، ورئيس بلدية عنبتا م. ثابت اعمر وأمين سر حركة فتح بمحافظة طولكرم مؤيد شعبان ومدير عام شرطة طولكرم موسى يدك ومديرية التربية والتعليم في المحافظة نائلة فحماوي ود. سليمان خليل عضو مجلس أمناء الجامعة ونواب رئيس جامعة القدس المفتوحة ومدراء فروع الجامعة وعلى رأسهم د. زياد طنة مدير فرع طولكرم ود. فيصل عمر المدير السابق لفرع طولكرم ود. عودة مشارقة مستشار رئيس الجامعة للموارد المالية والمجتمعية؛ كما تولى عرافة الندوة د. جمال رباح المساعد الإداري لمدير الفرع.
وكان الدكتور سلامة سالم رئيس اللجنة التحضيرية للندوة، ألقى كلمة استعرض فيها أهمية تسخير التكنولوجيا في العمليات التعليمية والإدارية في الجامعات، قائلاً إن التعامل مع أفضل وسائل التكنولوجيا سيكون له أثر كبير في تحسين العمليات الإدارية في الجامعات.
وأكد أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات في صقل الأدمغة الفلسطينية، منوهًا إلى أن الجامعات باتت من أهم أدوات الاستثمار في الوطن.
ووجه شكره لمجموعة الاتصالات الفلسطينية لدعمها لهذه الندوة، كما شكر المشاركين فيها وبخاصة الأكاديميون من الجامعات الأخرى.
وأدار الجلسة العلمية التي قدمت فيها العديد من الأوراق والمداخلات العلمية د. عماد الهودلي مساعد رئيس الجامعة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقدم د. مصطفى جرار من جامعة بيرزيت ورقة بعنوان "الحوكمة الالكترونية في فلسطين"، فيما استعرض أ. ماهر عرفات من جامعة النجاح الوطنية بنابلس ورقة بعنوان "مأسسة الإدارة الاكترونية في قطاع التعليم".
وتطرق د. مروان درويش نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة للشؤون الإدارية في ورقة له لواقع وآفاق تطبيق الإدارة الالكترونية في جامعة القدس المفتوحة.
كما قدم د. نزار شهاب من الجامعة العربية الامريكية نبذة عن واقع البوابة الالكترونية للطلبة في الجامعة العربية الأمريكية. فيما استعرض د. نائل السلمان من جامعة فلسطين التقنية واقع الإدارة الالكترونية في جامعة فلسطين التقنية.