المستحيل ليس فلسطينياً
نشر بتاريخ: 02/06/2014 ( آخر تحديث: 02/06/2014 الساعة: 15:29 )
بقلم: عبير عليان
بالرغم من سوء التحضير لبطولة كأس التحدي , و اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للاعب "سامح مراعبة" , و مشكلة المواصلات, وإغلاق المعابر , و صعوبة الأجواء في جزر المالديف حيث الحرارة العالية و الرطوبة الشديدة , فقد توج المنتخب الفلسطيني لكرة القدم بلقب "كأس التحدي الآسيوي" و جعل حلم أستراليا حقيقة , ورد على فوز "مكابي تل أبيب" لكرة السلة بإحدى البطولات الأوروبية برفع اسم وعلم فلسطين في استراليا في بطولة كأس أمم آسيا 2015.
تسعون دقيقة غيروا فيها الكثير و جعلوا من الكرة طريقا إلى الحرية , أصروا أن يوصلوا قضيتهم إلى العالم كما وصلت ملحمة الاوكران و النازية عن طريق الكرة .
أقيمت بطولة كأس التحدي في جزر المالديف , حيث لاقى الفدائي في النهائيات من دور المجموعات "قريغستان" و تغلب عليه ب"غدارة" عبد الحميد أبو حبيب مقابل لا شيء . وواصل الانتصارات بتغلبه على "ميانمار" بهدفين من تسجيل عبد الحميد أبو حبيب وأشرف نعمان , وانتهت مباراته مع "جزر المالديف" بالتعادل السلبي . ليلاقي الفدائي "أفغانستان" في النصف النهائي من البطولة و يتغلب عليه بهدفين بأقدام أشرف نعمان دون مقابل ، فيصل الفدائي إلى النهائي و يواجه "الفلبين" بشباك نظيفة و يحافظ عليها حتى نهاية البطولة مع تحقيق اللقب من ركلة حرة مباشرة , قام بتنفيذها أشرف نعمان . هزت الكرة شباك "الفلبين" , لتصبح الركلة الأغلى في تاريخ الكرة الفلسطينية, و تكن بداية مشوار كروي للفدائي.
بالنسبة لمجريات الشوط الأول من مباراة "الحلم" فكان من الممكن أن يفتتح الفدائي التسجيل في الدقيقة الثامنة عن طريق هلال موسى إلا أن التسديدة جاءت فوق المرمى , وشهد هذا الشوط إهدار فرص عدة من قبل الفدائي، بعد ذلك بدأ منتخب الفلبين بتهديد مرمى الفدائي وتمثل ذلك في الدقيقة (34) عن طريق ركلة حرة غير مباشرة وهجمة في الدقيقة (37) . كما شهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول انفراد أشرف نعمان بالحارس الفلبيني لتحدث دربكة بين الحارس و نعمان و تنتهي بتعطيل أشرف في منطقة الجزاء بطريقة تجعل الفدائي يستحق الحصول على ركلة جزاء, لكن الحكم لم يحتسبها وبذلك ينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي .و بهذا يحافظ الفدائي على شباكه من الأهداف مع المحاولة للوصول إلى مرمى الخصم و القتال من أجل الحلم , هذا بفضل الدفاع المتيقظ و التنسيق بين خط الوسط و الهجوم .
أما بداية الشوط الثاني فقد شهدت تفوقا وخطورة من قبل المنتخب الفلبيني ,لكنها لم تنجح بالتسديدات على مرمى رمزي صالح و سرعان ما استعاد الفدائي قوته عن طريق رأسية المدافع "هيثم ذيب" في الدقيقة (54) لكن القائم حرمه من التسجيل . بعد أربع دقائق اهتزت شباك الفلبين من ركلة حرة مباشرة من تنفيذ أشرف نعمان . بعد الهدف تراجع الفدائي للدفاع محاولا الحفاظ على التقدم الذي لم يجلب الطمأنينة له و لم يستسلم المنتخب الفلبيني و حاول القتال لتعديل النتيجة حتى النهاية , و ازدادت قواه بعد الهجمة التي هددت شباك الفدائي في الدقيقة (87) لكن رمزي صالح كان بالمرصاد و أبعدها بالوقت المناسب . رغم كل المحاولات لم يستطع المنتخب الفلبيني إيجاد ثغرة للتهديف بشباك الفدائي .
و بهذه النتيجة توج الفدائي بأول لقب دولي رسمي , كما حصل أشرف نعمان على لقب "هداف" البطولة , و كان مراد إسماعيل ضمن أفصل لاعبي الوسط , و انتهت البطولة بمحافظة الفدائي على شباك نظيفة . وتقدم الفدائي 74 مركزا في تصنيف الفيفا ليحتل المركز 94 عالميا.
منح الفدائي الجماهير الفلسطينية مشاهد و مواقف لم يرها جيل بأكمله , فلأول مرة أرى أبناء شعبي في الضفة وغزة و الداخل و الشتات يلتقطون أنفاسهم , يحملون علما واحدا , يصرخون , و يكبرون في الوقت ذاته .
مع الفدائي رأيت الوحدة الحقيقية وعشت معهم وحدة ياسر عرفات و أحمد ياسين و جورج حبش . فلنتخذهم قدوة , فهم يعملون من أجل هدف و رسالة واحدة , كلنا الفدائي .