الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عباس زكي - المقاومة الفلسطينية واللبنانية نجحتا في هزيمة اسرائيل - وما حدث في غزة فاجعة مؤقتة ولا بديل عن الحوار الداخلي

نشر بتاريخ: 13/07/2007 ( آخر تحديث: 13/07/2007 الساعة: 12:37 )
بيروت - معا - افتتح "منتدى بيروت الاجتماعي العربي الدولي الأول أعماله في قصر الاونيسكو أمس، بدعوة من "الحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الاميركية والصهيونية" في حضور ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، ممثل قائد الجيش العميد أسعد مخول، ممثل السفير الايراني السكرتير الاول أسد الله كفاشي، وممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ حسن شاهين، والمحامي جورج نخلة ممثلا النائب العماد ميشال عون، وممثل محامي "حزب الله" المحامي ابرهيم عواضة، ممثل "حركة النضال العربي اللبناني" سليم تابت، مفتي فلسطين الشيخ محمد زغموت، رئيس "تجمع الحقوقيين اللبنانيين" المحامي رياض الحركة، وحشد من الشخصيات وممثلي الاحزاب.


كلمة ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي
في مؤتمر لمناهضةِ العولمة والهيمنة الاميركية والصهيونية

بسم الله... باسم فلسطين ... باسم منظمة التحرير الفلسطينية

اشارككم افتتاح منتدى بيروت الاجتماعي العربي الدولي الاول احياءً للذكرى الاولى لانتصار لبنان الشعب والمقاومة... لبنان الدولة والحرية والاستقلال الوطني ويشرفني تلبية دعوة الحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الاميركية والصهيونية، للتحدث في هذه المناسبة الهامة وفي هذا الظرف الدقيق شديد الحساسية والتعقيد وبخاصة ما يتعلق بشرقنا الاوسط وعلى وجه التحديد في لبنان وفلسطين .

لذا اتوجه بالشكر للقائمين على هذا المنتدى الذين اوقدوا شعلة في مواجهة الظلام ورفعوا الصوت عالياً للنضال ضد قوى الاستبداد والقهر في عهد الادارة الاميركية التي رعت العدوان الاسرائيلي على لبنان في مثل هذا اليوم من العام الماضي عدوان وحشي استهدف تدمير لبنان ومقاومته فضلاً عن بنيانه وعمارته وجسوره واقتصاده.

لكن آلة الحرب الاسرائيلية بكل طاقتها وقدراتها التدميرية لم ولن تستطيع تدمير ارادة شعب لبنان الاصيل بخياراته المتجددة خيارات الحرية والديموقراطية والاستقلال والعيش المشترك.

لقد تمكن الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة من كسر الصلف والغرور الاسرائيلي بل وتمريغه في وحل الجنوب اللبناني في حرب تموز 2006- تماماً كما فعلت ثورتنا المعاصرة في معركة الكرامة عام 1968 وانتفاضات شعبنا الفلسطيني وصموده الاسطوري في وجه البطش الاسرائيلي ووضعت حداً لطموحاته في التوسع.

وقد نجحت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية في اسقاط صفة اسطورة التفوق الاسرائيلي، وكشفت نقاط الضعف التي يعاني منها الكيان الصهيوني في عقيدته القتالية وقيادته العسكرية وضعف الروح القتالية لجنوده، و زعزعة اليقين لدى المستوطنين على مستقبل كيانهم .. نقول وبكل فخر ورغم كل ما يحيط بنا من هبوط في الجهد القومي ، اننا قدمنا عبر مسيرة الدم والدموع على مذبح الحرية والاستقلال ما يزيد على ستماية واثني عشر الف شهيداً، ولن اتحدث عن الجرحى والاسرى والمعتقلين ، تلك الحقيقة التي يجهلها البعض وهي المؤشر الصريح على صلابة نضالنا واستمراريته وعلى اصرارنا وعنادنا حتى تحقيق اهدافنا الوطنية وحلم شعبنا في التحرير والعودة.

هذا هو طريقنا نحو القدس عاصمة دولة فلسطين المستعادة اولى القبلتين وثالث الحرمين مهد المسيح عليه السلام ومسرى النبي محمد (ص).

هذا هو شعب فلسطين المنتصر على النكبات يقاوم الاستيطان وجدار الفصل العنصري يتحدى حواجز الاحتلال التي تقطع اوصال الوطن يصبر على الحصار المفروض منذ سنوات، غير قابل للركوع او الاستسلام.

هذا هو شعب فلسطين المكافح شعب زهرة الرماد وطائر الفينيق

السيدات والسادة... ايها الاصدقاء

نود تطمينكم بأن ما حدث مؤخراً في غزة من انقلابٍ دامٍ شوّه الوجه الفلسطيني مؤقتاً لتجاوزه الخطوط الحمر حيث ان الدم الفلسطيني محرّم على الفلسطيني بل وخط أحمر. واي صراعات داخلية تحسم بالحوار وبالحوار فقط وما حدث خارج عن تقاليد العمل عبر مسيرة كفاحنا الطويل وبهذا الفهم ورغم هذه الفاجعة الا اننا مصرون على تجاوز هذه المحنة ولن نسمح بأن يطول فصل غزة هاشم عن الضفة باعتبار ذلك بمثابة اعدام لفكرة الدولة التي نسعى الى قيامها وعلى طريقها بذلنا من المُهَج والارواح الكثير.

وفي هذا السياق ان اذكركم بخطورة الاستهداف الذي يواجهه الشعبان الفلسطيني واللبناني، والمتمثل بالمخطط الذي تنفذه عصابة فتح الاسلام، والفتح والاسلام منها براء، والذي تسبب في تدمير مخيم نهر البارد وتشريد 40 الف فلسطيني من بيوتهم ، وهم يعانون اليوم من مأساة انسانية لا توصف، لقد تسللت هذه العصابة الغريبة عن شعبنا وعن مخيماتنا الى مخيم نهر البارد في ظل ظروف لبنانية وفلسطينية معروفة ، وتمكنت من ايجاد موطىء قدم لها في هذا المخيم، في مدينة طرابلس وبعض المناطق اللبنانية الاخرى ، واستهدفت أمن الشعبين الفلسطيني واللبناني، مما رتب على القيادتين الفلسطينية واللبنانية التوحد في مواجهة هذا الخطر القادم من خارج الحدود ، والتصدي له وملاحقته حتى القضاء عليه.
وقد نجحنا الى حد كبير في منع شظايا نهر البارد من التطايرلاحراق المخيمات الاخرى وهذا بفعل وحدة الخندق اللبناني والفلسطيني في مواجهة الارهاب والوعي الجماعي لشعبينا الشقيقين.

اننا نرى ان ما جرى في غزة وما يجري في النهر البارد وما سبقهما ويرافقهما من انفلات البطش الاسرائيلي المتمادي ضد الشعب الفلسطيني تأتي كلها في اطار تطورات اقليمية ودولية محتدمة في منطقة الشرق الاوسط ، حيث خريطة المنطقة تهتز من اقصاها الى اقصاها ، وحيث تنفتح المنطقة على كل الاحتمالات والسيناريوهات الخطرة التي قد تسفر عن اعادة رسم خريطة المنطقة ، مذكراً بالتهديد الاميركي للرئيس الراحل ياسر عرفات الزعيم العربي الذي قال: "لا" في كامب ديفيد فقالوا له ليس هكذا يخاطب زعماء العالم ، ستعود الى بلاد حدودها وشعوبها قابلة للشطب والتعديل.
وفي مواجهة هذه العواصف العاتية ، فإننا نؤكد اصرارنا على حماية قضيتنا وحقوق شعبنا، والحفاظ على وحدتنا الوطنية ، والعمل على تجاوز النتائج الخطيرة التي سببها انقلاب غزة ومنع العبث بأمن شعبنا في مخيمات اللجوء في لبنان ، كما يجري في النهر البارد.

ايها الاخوات والاخوة.... ايها الاصدقاء الاعزاء
لعل القرن العشرين في حياة البشرية هو الزمن الذي اقترنت فيه الانجازات الكبرى للبشر مع المصائب الكبرى حيث لم تشهد الحضارة الانسانية مآسي ودمار وقتل كما شهدتها في القرن الماضي

فصراع الضواري من الدول الاستعمارية انتج حربين عالميتين كما ان صراع القطبين في حقبة الحرب الباردة انتج حروباً لا حصر لها بديلاً عن الحرب النووية المدمرة

لكننا اليوم امام عناوين جديدة للصراع في عالم القطب الواحد والعولمة المتوحشة وقبل ان نأتي الى مصير الشعوب الصغيرة والمستضعفة في هذا الخضم الدولي خاصة وان الولايات المتحدة ذات التحالف الاستراتيجي الوحيد في العالم مع دولة اسرائيل المحتلة لارضنا فلسطين، هي التي تمده بشرايين الحياة وكل مؤيدات القوة على حساب حقوقنا المشروعة والمكتسبة وتفرض الهيمنة على ثروات ومقدرات وطننا العربي مقطورة بالرؤية الاسرائيلية لحسم الصراع في المنطقة.

وهنا علينا التمعن في تجربة الاتحاد الاوروبي ومغزى السعي الدؤوب لدولة ذات السيادة لانتاج رابطة قارية بديلة عن الدولة القومية لندرك ان الرابطة القارية الاوروبية هي سياج حامي وواقي امام زحف العولمة على الطراز الاميركي وهيمنة القطب الواحد لكنها رابطة لا تلغي الكيانات الوطنية بل تعززها عبر المزيد والمزيد من الديموقراطية كما اختارتها تلك الشعوب


وهنا أتساءل ماذا بشأن الشعوب الصغيرة والاوطان المستباحة بالعدوان في كل يوم في زمن العولمة على الطراز الاميركي؟

الاجابة قدمها الشعبان الفلسطيني واللبناني على مدار السنوات الماضية انها المقاومة والمقاومة بكل اشكالها العسكرية والسياسية والاقتصادية والديبلوماسية انها المقاومة التي تعرف ماذا تريد وكيف ومتى تعرف كيف تدافع عن قضية عادلة تعرف كيف تبني جبهة عريضة وتؤمن الحضور الدولي الفاعل مقاومة تقرأ جيداً ميزان القوى ودينامية المجتمع الدولي مقاومة تعرف اين تصوب نيرانها ومتى وكيف تصبر وتتحلى بالنفس الطويل وتلجم الاندفاعات المغامرة والضارة

مقاومة تجيد استثمار الصمود والنصر وترجمته الى سياسات يستطيع معها كل فرد ان يشعر انه هوالذي انتصر
الاصدقاء الاعزاء
ان مسارنا في فلسطين بالغ التعقيد ونضالنا يحتاج في كل مرحلة الى معرفة التحديات الجديدة وسبل التصدي لها على قاعدة توفير كل مرتكزات القوة ومؤيدات النجاح لاية خطة يتم اعتمادها.

لقد اختار شعبنا طريقه النضالي نحو انجاز الدولة المستقلة وحق شعبنا في العودة وتقرير المصير كما حددها برنامج الاجماع الوطني وسلك في سبيل ذلك دروباً وعرة تارة بالكفاح المسلح واخرى عبر الانتفاضات المتتالية وتتكامل هذه الوسائل النضالية مع وسائل العمل السياسي بما فيها المفاوضات السلمية، باعتبارها وسائل نضالية نتوخى منها تكريس الثوابت وتحقيق الاهداف الوطنية
ونحن في مفاوضاتنا نستند بشكل أساسي الى مرجعية قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت والقمم العربية الاخيرة كما نستند في مقاومتنا الى عمقنا العربي والاسلامي ، والى التعاطف الدولي مع قضيتنا العادلة.

وباختصار فمن مع فلسطين عليه ان يكون مع شعب فلسطين ومع شرعيته الوطنية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية التي مثلت بفعل شلالات الدم الفلسطيني ، الكيانية والهوية والوطن المعنوي واحتلت بجدارة مكانتها العربية والدولية تأكيداً على الحضور الفلسطيني المناضل وباعتبارها راعية خياراته وحارسة نضاله الى ان يتحقق الحلم برحيل الاحتلال وتدمير جدار الفصل العنصري وكنس الاستيطان واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة وفق القرار الدولي 194
متمنياً نتائج ايجابية ملموسة لمنتدى بيروت الاجتماعي العربي الدولي الاول
مثمناً جهود الحركة العالمية المناهضة للعولمة والهيمنة الاميركية والصهيونية
كل التحية للمشاركين
المجد للشهداء لبنانيين وفلسطينيين
الحرية للاسرى والمعتقلين