حواتمة يجتمع بحزب الاستقلال المغربي ويندد بحملة الاستيطان الجديدة
نشر بتاريخ: 06/06/2014 ( آخر تحديث: 06/06/2014 الساعة: 16:50 )
القدس - معا - اجتمع نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ على رأس وفد من الجبهة ضم علي فيصل عضو المكتب السياسي وعلي أسعد عضو لجنة العلاقات العربية والدولية وسامر ابو دقة ممثل الجبهة في المغرب بوفد قيادي من حزب الاستقلال برئاسة محمد السوسي عضو اللجنة التنفيذية للحزب وممثل الأمين العام الذي لم يتمكن من الحضور بسبب وجوده خارج البلاد، وتوفيق احجيره رئيس المجلس الوطني للحزب وحسن الشرفاوي مدير المركز العام للحزب؛ وقد اتسم اللقاء بجوٍ مفعم بالتقدير والأخوة التي تجمع بين ابناء الشعبين الفلسطيني والمغربي، والمكانة المتقدمة التي تحتلها الجبهة لدى مكونات الشعب المغربي وحزب الاستقلال.
حواتمة ادلى بتصريح متلفز عقب انتهاء اللقاء عبّر فيه عن امتنانه لحفاوة الاستقبال التي تعبر عن عمق العلاقات الثنائية بين الجبهة والحزب؛ وعن المكانة التي تحتلها القضية الفلسطينية في قلب الشعب المغربي؛ وحيّا دور الحزب التاريخي في قيادته لحرب الاستقلال الوطني عن الأجنبي؛ مخاطباً الوفد المغربي انتم حققتم الاستقلال الأول وعلى طريق تحقيق الثاني في التنمية الاقتصادية الشاملة، وبناء مغرب المؤسسات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ ونحن لا زلنا نناضل من اجل تحقيق الاستقلال الاول عن الاحتلال الاسرائيلي من اجل بناء الدولة المستقلة وضمان حق العودة.
حواتمة وفي عرض تفصيلي للوضع الفلسطيني الراهن حمّل الحكومة الاسرائيلية ونتنياهو فشل المفاوضات؛ بسببٍ من السياسة الاستيطانية والتنكر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، وفعلها العدائي الدائم كونها تسد المنافذ امام اية تسوية متوازنة، وتقطع الطريق على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود 4 حزيران وعاصمتها القدس، عملا بالقرار الدولي الصادر عن الامم المتحدة عام 2012 وحق عودة اللاجئين وفق القرار الاممي 194.
وأدان حواتمة الحملة الاستيطانية المتواصلة على يد حكومة نتنياهو.
وطالب القيادة الفلسطينية بتقديم شكوى ضد حكومة اسرائيل، والذهاب للأمم المتحدة والانتساب لمؤسساتها القانونية؛ خاصةً محكمة الجنايات الدولية والضغط لتطبيق اتفاقية جنيف لحماية الأرض والشعب الفلسطيني واطلاق سراح الأسرى، ومعاقبة اسرائيل على جرائمها باعتبارها دولة تمييز عنصري وخارجة عن القانون.
واشار حواتمة في تصريحه الى تراجع الدعم العربي للقضية الفلسطينية، جراء حال الانقسام والإحتراب العربي الذي يستنزف ويدمر الطاقات العربية، ويصرف انظار الشعوب عن أولوياتها في دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً على أن تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية لشعوبنا العربية هو دعم اكيد للشعب الفلسطيني وكفاحه، من اجل نيل حقوقه.. كما ادان حواتمة الانحياز الامريكي السافر لدولة اسرائيل على حساب حقوق شعب فلسطين ومصالح امتنا العربية.
من جديد دعا حواتمة الى سياسة فلسطينية جديدة، واداءاً مختلفاً للقيادة الفلسطينية؛ يدفع نحو اعادة بناء عناصر القوة للشعب الفلسطيني، والخروج من دائرة الضعف بإسقاط الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على اساس استراتيجية وطنية شاملة، لإخراج المشروع الوطني من مأزقه، ولفتح الأفق امام المقاومة الشعبية بكل اشكالها والعودة من جديد لمواصلة المعركة السياسية في الامم المتحدة.
ودعياً الى تفعيل دور حركة اللاجئين ودعم نضالها من اجل حق العودة، وسد المنافذ امام اي محاولة لفرض الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، كون ذلك يشكل تصفية مباشرة لحق اللاجئين بالعودة، ومساً بالرواية التاريخية للشعب الفلسطيني ويقلب المشهد رأساً على عقب لصالح الحركة الصهيونية.
وعليه جدد حواتمة دعوته للقيادة الفلسطينية للالتزام بقرارات الاجماع الوطني، وعدم العودة للمفاوضات إلا بالوقف الشامل للاستيطان وبناء العملية السياسية على اساس مرجعية وقرارات الشرعية الدولية والقرار الاممي الأخير عام 2012؛ الذي من شأنه ان يرفع سقف المفاوضات بين دولة محتلة وبحدود وعاصمة وقرارات دولية محددة ودولة احتلال عنصري توسعي.
واعتبر حواتمة تشكيل الحكومة الفلسطينية الواحدة وإن تمت بتوافق ثنائي؛ خطوة أولى تستوجب خطوات أخرى اساسية على طريق انهاء الانقسام المدمر، لجهة توفير المناخات لانتخابات حرة وديمقراطية لمؤسسات السلطة ومنظمة التحرير، وفقا لقانون التمثيل النسبي الكامل، وتوحيد مكونات السلطة واجهزتها الأمنية في اطار تأمين الشراكة الوطنية الفاعلة في صناعة القرار الفلسطيني وادارة المؤسسات من دون احتكار احادي او محاصصة ثنائية.
ممثل الامين العام لحزب الاستقلال محمد السوسي قدم شكره نايف حواتمة ولوفد الجبهة على هذا العرض الشامل لمختلف تطورات القضية الفلسطينية والحالة العربية والدولية، مؤكداً على ان قضية فلسطين هي قضية المغرب بأكمله وقضية كل العرب والاحرار، في المنطقة التي لن تشعر بالأمن والاستقرار إلا اذا تحققت الحقوق الفلسطينية وانتهى الاحتلال الاسرائيلي وأقيمت الدولة الفلسطينية وبعاصمتها القدس، وتحققت عودة اللاجئون الفلسطينيون الى وطنهم ومنازلهم؛ واضاف السوسي: نحن نعتبر نضالنا من اجل الحريات وبناء الديمقراطية الحقيقية وتوفير العدالة الاجتماعية نضال من اجل القضية الفلسطينية التي قدمنا وسنقدم لها كل ما نستطيع.
وختم قائلا اننا نقدر لكم مبادراتكم الخلاقة التي فتحت الأفق امام الحركة النضالية للشعب الفلسطيني، عام 73 التي بنيت عليها قرارات قمة الرباط بجهد مقدر للملك الحسن الثاني، والمتواصل في رعاية الملك محمد السادس لأعمال "لجنة القدس" للحفاظ على عروبتها ومكانتها الدينية والوطنية كعاصمة لدولة فلسطين.
كما نؤيد مبادرتكم التاريخية التي تعتبر حلاً استراتيجياً للصراع العربي الاسرائيلي واحلالاً للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط بإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية التي يتعايش فيها الجميع كمواطنين متساوين في الحقوق ومن دون تمييز عنصري او عرقي.
وفي نهاية اللقاء تم تبادل المطبوعات فقدم حواتمة مجلد شهداء الجبهة "عاشوا من اجل فلسطين" وكتابه "الأزمات العربية في عين العاصفة" ووشاح فلسطين للوفد المغربي الذي قدم بدوره مطبوعات الحزب للأمين العام نايف حواتمة.