الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأغاني الوطنية الفتحاوية وإطلاق النيران في الأفراح .. وسيلة جديدة للمماحكات السياسية بغزة

نشر بتاريخ: 15/07/2007 ( آخر تحديث: 15/07/2007 الساعة: 18:56 )
غزة -خاص معا- حفلات الأفراح المسائية " السهرات الشبابية" في قطاع غزة تعيد إلى الأذهان والآذان تلك الاصوات التي غابت في القطاع منذ ان بسطت حماس سيطرتها عليه في الخامس عشر من الشهر الماضي.

ولأن تلك الاصوات تعيد أمجاد الحركة المتوعكة فإن كوادرها في كافة أرجاء القطاع يتمسكون بها لمنحهم شعوراً بالنشوة والانتصار.

انا ابن فتح ما هتفت لغيرها ..

الأغاني الوطنية الفتحاوية أحدث الوسائل للانتشاء والفرح ومحاولة استشعار الانتصار ولو بالتحايل بين أبناء حركة فتح في قطاع غزة، عدا عن أنها قد تمثل وسيلة جديدة للمماحكات السياسية بين اكبر فصيلين في القاعدة الشعبية العريضة لكل منهما فتح وحماس.

بعض هذه الأغاني مطلعها " انا ابن فتح ما هتفت لغيرها ولجيشها المغوار صانع ثورتي" وبعضها يشيد بالرئيس الراحل ياسر عرفات وبعضها حديث النشأة يشيد بسميح المدهون الذي قتل في الاشتباكات الاخيرة للسيطرة على قطاع غزة وتقول الأغنية:" دمك ما يهون يا ياسر دمك ما يهون.. خلفك زلزال سميته سميح المدهون " وعلى الحان هذه الاغاني يبدا الشبان الصغار بالرقص.

عرسان القطاع الذين يتخذون من هذه السهرات الممتلئة بالأغاني الوطنية وسيلة للتعبير الصادق عن فتحاويتهم وانتمائهم الأصيل لحركتهم يشددون على انهم لن يتخلوا عن ذلك ويصرون على تغليف حفلاتهم باناشيد الحركة فيما يشتكي بعضهم من تدخل القوة التنفيذية في سهراتهم وقيامها باعتقال بعضهم وبعض أقاربهم وتعريضهم للتعذيب والضرب العنيف والشبح والشتائم، ومطالبتهم بتسليم أسلحتهم على اعتبار أن حفلاتهم أطلقت فيها الأعيرة النارية وهو الأمر الذي منعته الحكومة المقالة والقوة التنفيذية ووزارة الداخلية منذ فرض حركة حماس سيطرتها على القطاع وذلك في محاولة لفرض الأمن والأمان بالشارع الغزي والذي اتخذ في بعض أشكاله مصادرة أي سلاح بيد المواطنين عدا عن سلاح المقاومة، والتدخل في أي شجار عائلي الامر الذي أدى في كثير من حالات الشجار العائلي إلى الاشتباك بالأيدي والعصي وأحيانا السلاح الأبيض في غياب واضح للسلاح الناري.

ليلة القبض على العريس !

العريس محمد الشيخ "فتحاوي" كان يعمل مرافقاً لرائد في جهاز الأمن الوقائي يقول في شهادته لوكالة معا:" كانت سهرة عرسي يوم الأحد الماضي أمام منزلي في ميدان الشهداء بمخيم الشاطئ غرب غزة، وجدت أثناء الحفل جيباً للقوة التنفيذية دار حول المكان حتى انتهت السهرة بامان وكذلك الفرح في اليوم الثاني أما في ثالث يوم فقد استيقظت لأجد كتاب تبليغ يطالبني بالحضور لمقر القوة التنفيذية في المشتل " مقر جهاز المخابرات العامة سابقاً، فذهبت وهناك استقبلني احدهم باحترام وادخلني إلى غرفة وفجأة جاء رجلان قاماً بتقييد قدمي ويداي وتعصيب عيني وإلقائي على الأرض ومن ثم بدأ الضرب العنيف وكيل الشتائم لي ".

وأضاف قائلاً :"طلبوا مني تسليم 25 قطعة سلاح و5 قطع آر بي جي فانكرت ذلك فقالوا أنهم يعلمون أن بحوزتي قطعتين فقط وطالبوني بتسليمها وهذا أيضاً غير صحيح وما املكه كما قلت لهم بندقية كانت بحوزة قريب الشهيد علاء العمري وقد قصفته طائرات الاحتلال وهو يحملها فقمت بإحضارها واصلاحها والاحتفاظ بها كذكرى فقالوا لي ليس ذلك بل قطع السلاح الأخرى وتم اعلامي بضرورة مراجعتهم بعد ان تدخل عدد من الوسطاء لإخراجي من بين أيديهم وأنا الآن انتظر مراجعتهم".

واعرب الشيخ عن بالغ استغرابه من المعاملة والتعذيب الذي تعرض لهما من قبلهم قائلاً:" لم أتوقع أن يصل بهم الأمر إلى هذا الحد فانا لم أتعرض في حياتي لمثل ذلك ولم يطلق في حفلة زفافي أي رصاصة في الهواء فلماذا قاموا بهذه الأفعال؟".

وفي حالة ثانية أكد شهود أن إحدى حفلات كتائب أبو الريش في منطقة جنوب غزة شهدت إطلاق نار فقامت القوة التنفيذية المتواجدة بالمكان بإعطاء تحذير لهم ولم يتكرر الأمر ومرت السهرة بشكل طبيعي".

شهوان: لا نتدخل حتى لو غنوا " ابوس الواوا "

القوة التنفيذية من جانبها وعلى لسان ناطقها الاعلامي اسلام شهوان اكدت انها لا تتدخل في أي حفلة كانت حتى لو كانت الاغاني التي تحتويها أي كانت.

وقال شهوان:" لا يمكن للقوة التنفيذية أن تمنع الناس من الفرحة أو ان تفرض عليهم الفرح بالطريقة التي تريدها ولا يمكن أن تصل المرحلة بنا إلى هذا الحد وهذا من وجهة نظري "سقوط أخلاقي " لا يمكن ان نصل له وهو مرفوض جداً من قبلنا".

وأضاف قائلاً:" ما يتم هو فقط إذا سمع إطلاق أعيرة نارية وذلك تنفيذاً للقرار الذي اتخذته الحكومة ووزارة الداخلية بمصادرة أي سلاح عدا سلاح المقاومة لإشعار المواطنين بالأمان والاطمئنان وقد لاحظنا درجة التزام 95% بهذا القرار من قبل الناس أياً كانت انتماءاتهم السياسية".

اخطاء ميدانية .

واعترف شهوان بحدوث أخطاء ميدانية مبديا استعداده شخصياً واستعداد القوة التنفيذية لرد المظالم لأهلها أياً كانت مشيراً إلى ان الآلية التي تعمل بموجبها القوة التنفيذية هي اعتقال من يشتبه في إطلاقه النيران أثناء الحفل إلى حين يتم تسليم قطعة السلاح، مؤكدا عدم التفرقة بين أي فصيل فلسطيني ومدللاً على ذلك بقيام القوة التنفيذية باعتقال ثلاثة من كتائب القسام اطلقوا النيران في حفل زفاف".

وقال:" لا يمكن اعتقال احد او ضربه لمجرد الاغاني فكل الناس متاح لهم الغناء باي اغنية حتى لو كانت "ابوس الواوا".