السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من اين سيأتي فلسطينيو غزة بالماء ؟؟

نشر بتاريخ: 02/09/2005 ( آخر تحديث: 02/09/2005 الساعة: 10:52 )
ترجمة معا- منذ ما يزيد على العشرة سنوات وحتى فترة قريبة عمل عمر وخالد من خان يونس في دفيئات المستوطنين المقامة على اراضي المواصي .

خلال عملهم استمتع الاثنان بماء عذب زلال يتدفق مباشرة من الصنبور مذكرا اياهم بالفرق الهائل عما يعيشونه داخل منازلهم حيث صنابير المياه تعرف كل شئ عدا الماء .
اكثر من مليون وثلاثمئة انسان يعيشون في قطاع غرة ويحتاجون الى 150 مليون متر مكعب من المياه سنويا مما يزيد عن قدرة القطاع الانتاجية بـ90مليون متر مكعب.
والاستغلال المبالغ فيه لمصادر المياه ادى الى تلوثها واذا اخذنا بالاعتبار مصادر التلوث الاخرى مثل الحفر الامتصاصية نجد ان 90% من مياه الفلسطينين في قطاع غزة غير صالحة للاستخدام البشري .

قبل الحديث عن خطة الانفصال بسنوات عديدة فصلت اسرائيل قطاع الماء في غزة عن نظيره داخل البلاد بشكل كامل ومطلق .

ورغم ازدياد عدد سكان غزة والضفة الغربية وبالتالي احتياجات الماء بقيت اسرائيل مسيطرة على مصادر المياه وتتعامل مع قطاع غزة وكأنه جزيرة نائية .

وغزة تماما مثل ايلات وحدة جغرافية واحدة في دولة الوطن الكامل وتشتركان بنفس السمات حيث يستمتع الاسرائيليون بمصادر المياه الوفيرة بغض النظر عن مكان الاقامة ، وحقيقة تمتع 8000 مستوطن بأكثر من 8 مليون متر مكعب من مصادر القطاع وفقا لما صرحت به شركة مكروت لسلطة المياه الفلسطينية والتي اضافة انها استخرجت اكثر من 4،1 مليون متر مكعب خلال عام من 29 بئر حفرتها اسرائيل عدا 3،8 متر مكعب تأتيهم مباشرة من اسرائيل اكبر دليل على تساوي غزة وايلات .

وبلغة الارقام نستطيع ان نفهم كيف استطاع مستوطني غزة السيطرة على اكثر من 5000 دونم من الدفيئات اي ما يعادل ربع دفيئات قطاع غزة حيث يحصل المستوطن الواحد على الف متر مكعب من المياه يوميا في حين يحصل الفلسطيني على 123 متر مكعب يستخدمها في اعمال الزراعة والصناعة بالاضافة الى الشرب والاستخدام البشري المتنوع .
ربما في القريب العاجل يعود عمر وخالد للعمل في احدى الدفيئات التي اشتراها بعض اليهود بمبلغ 14 مليون دولار وقدموها هدية للسلطة الفلسطينية بهدف اعادة تشغيلها واستئناف الانتاج والتصدير للخارج .

احمد اليعقوبي مدير عام المياه في السلطة الفلسطينية قال " ان السلطة لا تستغل سوى نصف الكمية التي سمح بشرائها وفق التفاق اوسلو والبالغة 10 مليون متر مكعب واضاف ان ثمن المياه القادمة من خارج قطاع غزة مرتفعة جدا ولا تناسب المستهلكين وعلى فرض ان توفرت الاموال الضرورية لشراء مياه الشرب فكيف نوفرها لشراء مياه الدفيئات "

عن صحيفة هأرتس - بقلم عميرة هس