الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

على الاسرائيلي ان يختار بين دولة لليكود ام دولة لليهود ؟

نشر بتاريخ: 02/09/2005 ( آخر تحديث: 02/09/2005 الساعة: 13:17 )
ترجمة معا - عادة لا يحب القادة أن يفكروا في النهايات الحتومة لهم, وهذا ما ينطبق بشكل خاص على القادة الاسرائيليين، ذلك انهم يجدون صعوبة في تخيل مغادرتهم مناصبهم, فرؤساء الوزراء في اسرائيل ميالون في العادة الى الاعتقاد أن بقاءهم في مناصبهم هو دائم بلا زوال، الوهم المستمر الذي يعيشونه, هو أنهم سوف يتم اعطاءهم الوقت الكافي لتشكيل الوضع الذي يرغبون به، وهذا الوضع " الخطر" يهدد شارون الآن.

لقد حقق شارون هدفه في آب 2005 ، فقد انفصل عن غزة بعزم وتصميم، وقد طبق استراتيجية أحادية الجانب بشجاعة ومهنية عالية، وقد اثبت أن بمقدوره أن يتعامل مع الفلسطينيين بكفاءة كما تعامل مع اليمين وأتم الانسحاب.

على أي حال فان مشروع شارون لا يزال في بداياته، فهو بنفسه يعلم أن الانسحاب لم يخلق بعد حالة من "التوازن" جديدة، ولم تشكل بعد البديل المناسب لما أفسده الاحتلال، لهذا، فانه اذا ما غادر المسرح الآن، فهو سوف يخلف وضعاً غير مستقر وراءه،، وعليه، فانه وعلى المدى المنظور لا زال وجود شارون ضروري، ومغادرته لسدة الحكم ليس هو الحل ولا هو الخيار، إن سقوطه لا يمكن أن يكون محتملاً ابداً، ويجب أن يبقى في رئاسة الوزراء من أجل قيادة اسرائيل نحو تقسيم ثابت، راسخ ومتزن" لأرض اسرائيل".

السؤال المطروح على الاجندة هو كيف يمكن القيام بذلك، هل يحدث هذا من خلال الليكود، أم من خلال الصراع مع الليكود، من خلال مقر الليكود أم من خارج المقر، والجواب على ذلك ليس سهلاً، فمن جهة، أن تأسيس حزب جديد ليس بالعمل السهل، ومن جهة أخرى فإن فرصه في الليكود ليس بذلك السوء الذي قد يبدو للوهلة الأولى، قد يكون من الممكن أن رغبة البقاء في السلطة " الليكود" تحت قيادته بدلاً من دخول المعترك السياسي تحت قيادة نتانياهو يجلب عليه المزيد من اعضاء الليكود، كذلك من الممكن، أنه وفي لحظة حقيقية معينة ان اعضاء اللجنة المركزية لليكود قد يفضلون شارون " المكروه" ، والذي قد يجلب 40 مقعد في الكنيست ,على نتانياهو " المحبوب" والذي سيجلب فقط 20 مقعداً .

بكل الاحوال، على شارون أن لا يسمح لنفسه بالمخاطرة، بعدما استنفذ العملية في الليكود، عليه المغادرة، ليس فقط لأن من الصعب رؤيته يستقدم جزءاً معقولاً من الليكود الى الكنيست، لكن لأن تأثير الليكود في حياة الناس أصبح لا يطاق، ومن أجل مستقبل اسرائيل فعلى شارون أن " يحل" دولة الليكود.

بعد الانسحاب، هناك الآن وبشكل واضح أن هناك حالتين أو دولتين مختلفتين، دولة اسرائيل من جهة, ودولة الليكود من جهة أخرى.

اسرائيل تريد سيادة، حدود، وهوية وطنية واضحة المعالم، اما دولة الليكود فهي تريد مستوطنات، شعب مختلط وهوية غير واضحة. اسرائيل تريد ديمقراطية، عقلانية، تنوير، بينما دولة الليكود تريد فساداً ينخر في الجسد، وعواطف جياشة مستثارة.اسرائيل تريد حكومة نظيفة تمثل الجميع، بينما تريد دولة الليكود حكومة بيزنطية تهتم فقط بمن هم على علاقة بمراكز القرار والسلطة.

قد يكون صحيحاً أن حكومة ليكودية في السابق كانت تحمل مصداقية في التمثيل الحقيقي للناس، لكن ليس بعد الآن، هذا لم يعد قائماً، اليوم هي لا تمثل شعب اسرائيل، هي تمثل فقط ابناء اليكود، حكومة الليكود ليس انعكاساً لتمثيل حقيقي واسع للشعب الاسرائيلي، وعليه فقد حان الوقت للاختيار, اسرائيل أم الليكود، الدولة "الجمهورية " الاسرائيلية، أم سيطرة " جمهورية" اعضاء اللجنة المركزية لليكود.

إن من الضروري أن يحدث ذلك، بدون أن يتم شق الليكود، من المستحيل أن يتم " شق" أو تقسيم الارض، بدون وضع حدود لليكود، من غير الممكن وضع حدود أو ترسيمها لاسرائيل.

إن العمل ال"بن غوريوني" الذي يقوم به شارون، يحتاج الى حزب ماباي جديد، ان " الصدمة العنيفة" ليس بالضرورة حاجة سياسية، لكنها قد تكون حاجة تاريخية ماسة، ان "الضربة العنيفة" قد تكون ضرورية لحماية شرعية شارون، حتى لو أنه نفسه لم يعد معنا.


كتبها آري شفيت
في صحيفة هآرتس