اسرائيل تطور طائرات تجسس بحجم بعوضة
نشر بتاريخ: 02/09/2005 ( آخر تحديث: 02/09/2005 الساعة: 15:46 )
معا - تتسلل طائرة بحجم بعوضة عبر نافذة وتختبىء في ركن من المنزل وتصور وبعد استكمال مهامها تعود ثانية الى القاعدة. وطائرة تسير بالطاقة الشمسية أو توضع داخل الأنبوب وتنطلق منه لتنفيذمهامها. وطائرة مروحية تقف في الهواء, وطائرة مسافرين ضخمة تنطلق بقمرة طيار خالية.
لقد تحولت اسرائيل الى دولة عظمى في مجال الطائرات بدون طيار. وطورت الطائرات بدون طيار في ظروف غير عادية, وفي الوقت الذي كان يرى فيه العالم الطائرات بدون طيار في أحلامه فقط, أصبحت الحاجة لها من أجل التحليق في الأجواء اللبنانية وفي المنطقة عامة ضرورة ملحة خصوصاً من أجل جمع معلومات استخبارية.
وكان سلاح الجو الاسرائيلي بدأ بتطويرها لحاجاته الخاصة, وتطورت الطائرات من هذا النوع في سنوات الثمانينات وتحولت الطائرة الصغيرة الى صغيرة جداً, وستصبح مايكرو طائرة قريباً وبدأوا يعدون ومنذ الآن لانتاج سوبر مايكرو.
يستخدم سلاح الجو طائرات صغيرة بكثافة كبيرة ولا نعرف عدد الطائرات التي تحلق يومياً في أجواء قطاع غزة والضفة الغربية. اما الطائرات بعيدة المدى فتحلق لمسافات كبيرة.
أميريكا
تستثمر الولايات المتحدة اليوم مبالغ طائلة بتطوير طائرات بدون طيار بعد أن أصبح من الصعب جداً شن الحروب الحالية بدونها. لقد طرأ تحول على الحروب في العقود الأخيرة اذ لم تعد ترتكز على قوافل الدبابات وآلاف الجنود بل ترتكز على نصف "أفخاخ" لقوات صغيرة غير نظامية تنتقل بسرعة كبيرة من مكان سري الى آخر.
الأداة الحربية الرئيسة في ظل هذه الأوضاع هي الاستخبارات الدقيقة بزمن حقيقي. وتكثر الولايات المتحدة من استخدام التطويرات الاسرائيلية, واستخدم الاميريكيون ابان الحرب ضد العراق طائرة "هانتر" من انتاج سلاج الجو الاسرائيلي وتركزن نشاطات هذه الطائرات بجمع معلومات استخبارية ومازالت تعمل حتى اليوم.
لقد تطلبت الحروب الجديدة تحويل خيال "ذبابة على الحائط" تسمح بمشاهدة ما يجري داخل الغرف المغلقة, الى ضرورة واقعية. تخيلت القوات الاميريكية التي تنحت في صخور أفغانستان بحثاً عن حياة تحت الأرض, وجود طائرة بحجم الفراشة تقف على حافة صخرة داخل مغارة يتواجد فيها مسؤولون كبار في منظمة القاعدة يخططون لضربة قادمة. أو بعوضة كهذه تتسلل في ظل الواقع الاسرائيلي الحالي - الى غرفة بمبنى يتحصن فيه رجال منظمات يحتجزون رهائن.
الجيل الرابع من الطائرات
وتزود سلاح الجو الاسرائيلي اليوم بالجيل الرابع من الطائرات بدون طيار, وبعد اثبات أن الطائرات بدون طيار تستطيع استبدال الطائرات الحربية والمروحية بتنفيذ المهام الاستخباراتية, بدأت المجهودات تتركز بتطوير طائرات ميكرو بدون طيار.
تستطيع طائرات كهذه الدخول الى مبنى عبر النافذة أو عبر فتحة تهوية ولا يسمع لها حتى ما يقارب طنين ذبابة, تصور كل شيء وتبث صورها الى القاعدة.
يطلقون على هذه الطائرات في سلاح الجو الاسرائيلي اسم "الحشرات" التي تصبح مع مرور الأيام أصغر وأكثر نجاعة. احدى طائرات الميكرو التي يتم تطويرها في هذه الأيام في مصنع الطائرات بدون طيار التابع لسلاح الجو الاسرائيلي هي "مسكيتو" (البعوضة) والتي يبلغ طولها 30 سم وعرض جناحيها 34 سم ووزنها 250غم وتستطيع البقاء في الجو حتى ساعة, ومزودة بآلة تصوير متطورة, ويكمن مصدر قوتها بمحرك كهربائي صغير.
البطارية
ويركز طول فترة تحليق الطائرة على مدى حياة البطارية ويقول يئير دوبسترمدير مصنع الطائرات بدون طيار "تطور صناعات البطاريات بطاريات أصغر وذات مدى عمر أطول ونحن نتمتع بذلك.
ويطورون في المصنع الذي يعتبر الأكثر تقدماً في العالم طائرة تحلق مثل الفراشة ومازالت التفاصيل سرية لكن يبدو أن شخصاً ما أدرك أن بالامكان تقليد عمل أجنحة الفراشة من أجل تطوير طائرات بدون طيار الأمر الذي يمكّن من تصغير حجم الطائرات ووصول وزنها الى عشرات الغرامات فقط.
الطاقة الشمسية
ويحاولون الآن القفز من الحاجة للبطاريات كمصدر طاقة وتطوير طائرات تسير على الطاقة الشمسية تزن 15 كغم وتستطيع هذه الطائرة التحليق في الجو 24 ساعة.
وترتكز مهام الطائرات بدون طيار بالحصول على معلومات استخبارية ويتم الآن الاعتماد على آلات تصوير صغيرة مثل تلك التي يتم ادخالها الى جسم الانسان بهدف تحديد مشاكل طبية.
وكشف تسفي آرزي مدير المصنع النقاب عن عملهم في هذه المرحلة على تطوير طائرة وزنها سبعة غرامات فقط "مثل نحلة صغيرة" ومن أجل الوصول الى هذا الحجم يعملون الآن على الحصول على أحجام صغيرة لأجهزة التحليق.
شبكة مراقبة
وسحب آرزي شبكة مراقبة تحليق تزن 28 غراماً وقال بأنها تعمل بصورة تماثل شبكة مراقبة طائرات مسافرين, وتسيطر هذه الشبكة على طائرة صغيرة منذ لحظة تحليقها وحتى عودتها وكانه يقوم بقيادتها طيار ذو خبرة طويلة لكن تعتبر هذه الشبكة كبيرة جدا ويتم تصغيرها .
ويقول ارزي " يتم كل اسبوع تخفيض عدة غرامات من وزنها". ويعملون الان على تصنيع طائرة بدون طيار بالامكان طيها ونفخها وهي عبارة عن انبوب يفتح وتنتفخ الاجنحة وخلال ثواني يصبح بالامكان تحليقها.
طائرة شحن بدون طيار ويضيف " في البداية سيتواجد فيها طيار امان يقتصر عمله على قراءة الصحف وشرب القهوة وبعد فترة من ذلك ستحلق وحدها حاملة عشرة اطنان من الاغراض".
بدأ الجيش الاسرائيلي باستخدام الطائرات بدون طيار وطورت شركة " البيط" طائرة
"سكاي لارك" التي يحملها جندي على ظهره داخل حقيبة خاصة وعندما توجد حاجة لمعرفة ما يجري خلف التلة تحلق الطائرة من كف الجندي. ولعدم وجود مهبط ملائم لهذه الطائرات يعمل المهندسون على تطوير شبكة " مخدرات هواء" مثل تلك المستخدمة في السيارات.
سرقة النموذج
وتهبط طائرة " عين العصفور-400" على ظهرها حيث توجد نوابط تمتص قوة السقوط ولان الظهر اقوى من بطن الطائرة التي توجد فيه الات التصوير وباقي الاجهزة.
وكان مجهولون اقتحموا قبل حوالي عام مصنع شركة" ستدسكوفتر" في كريات اتا وتوجهوا مباشرة الى القاعدة التي يوجد فيها النموذج الرئيسي للطائرة بدون طيار ولاذوا بالفرار حاملين معهم الطائرة الاصغر في العالم.
ترجمة عن الكاتب
اريه اجوزي من صحيفة يديعوت احرونوت