الثلاثاء: 31/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل تستغل عملية الاختطاف لمحاربة المصالحة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 16/06/2014 ( آخر تحديث: 17/06/2014 الساعة: 09:40 )
إسرائيل تستغل عملية الاختطاف لمحاربة المصالحة الفلسطينية
بيت لحم – معا - لا توجد معلومات جديدة تتعلق بعملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، الخاطفون غير مرتبطين بقطاع غزة، ما الذي يفعله الأمن الإسرائيلي في الميدان تحت اسم "النشاطات الاستباقية" ؟ كيف يمكن ربط كل ما يجري بسيطرة المتطرفين على العراق ؟ وفي ظل كل ذلك تعترف إسرائيل بأنها تستغل الحادثة لشن حربها على المصالحة الفلسطينية بهذه المجموعة من الأسئلة والأفكار استهل المحلل العسكري لصحيفة " يديعوت بن يشاي" تحليله المنشور اليوم الاثنين تحت عنوان "عصفوران بحجر واحد " .

"تقدر الأوساط الإسرائيلية المختصة بان مجموعة محلية من نشطاء حماس هي من نفذت عملية الاختطاف ولم ترتبط هذه الخلية بأية علاقة أو اتصال مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة، ويبدو إن التحقيقات قطعت شوطا كبيرا جدا رغم عدم وجود أنباء محققة حول مصير المختطفين الثلاثة" قال "بن يشاي".

"على كل حال فان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنطلق من فرضية أنهم ما زالوا على قيد الحياة وهي تعمل وفقا لهذه الفرضية التي تحمل بعض التداعيات الميدانية التي تؤثر على شكل وطبيعة العمليات الجارية، فعلى سبيل المثال تنفذ المؤسسة الأمنية وقوات الجيش عمليات البحث والتمشيط والاعتقال بطريقة وشكل لا يعرض المخطوفين للخطر . |285439|

ويعتقد الأمن الإسرائيلي أيضا بان الخاطفين ومن يساعدهم يشعرون بان الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك يضيقون عليهم الخناق لذلك يسعون في الوقت الراهن للاختفاء وإيجاد مكان امن يلجأو إليه وهذا ما يفسر عدم طرحهم أية مطالب حتى ألان، الأمر الذي سيحدث لو نجحت عملية الاختطاف ولا زال الشبان الثلاثة على قيد الحياة أو لو تعثرت العملية أيضا كما يقدر الأمن الإسرائيلي بان الخاطفين والمخطوفين لا زالوا في منطقة الضفة الغربية ولم يغادروها" أضاف "بن يشاي".

وتجري إلى جانب عمليات البحث والتمشيط والاعتقال المستندة إلى معلومات استخبارية عملية "إحباط استباقية" تستهدف البينة التحتية المدنية التابعة لحماس في الضفة الغربية والقدس وقال مصدر امني إسرائيلي رفيع بان هذه العملية تجري بالتزامن وعلى ضوء صعود الإسلام السياسي المتطرف في العراق وسوريا وانتشار القوى المؤيدة والمتعاطفة مع تنظيم القاعدة في العراق ما يثير الكثير من الخوف والمخاوف لدى إسرائيل خشية تسرب نشطاء الجهاد العالمي إلى مناطق الضفة الغربية .

ويمكننا سماع بعض الجهات السياسية الإسرائيلية تقول بان عملية الاختطاف والأحداث الجارية في العراقي تثبت بما لا يدع مجالا للشك بان الترتيبات الأمنية التي طرحها الأمريكيون خلال المفاوضات مع الفلسطينيين خاصة تلك الترتيبات المتعلقة بالتواجد العسكري الإسرائيلي على طول نهر الأردن ترتيبات غير كافية وتثير القلق كما تثبت عملية الاختطاف بان سيناريو مماثل لما يجري في المنطقة من عمليات يبادر لها الإسلام المتطرف قد تحدث في المناطق الفلسطينية أيضا خاصة في ظل المصالحة بين فتح وحماس التي تمتلك بنية تحتية قوية في الضفة الغربية والقدس لذلك تقوم إسرائيل في الوقت الحالي بالعمل بحسم وقوة ضد البنية التحتية السياسية والاجتماعية وبنية الخدمات الاجتماعية التابعة لحماس في الضفة الغربية التي من شانها ان تشكل رافدا وداعما لنشاط الجناح العسكري التابع لها في المنطقة" قال بن يشاي . |285437|

واختتم مقالته التحليلية بالقول بان العمل ضد البنية التحتية المدنية التابعة لحماس يحقق عدة أهداف منها ممارسة ضغط كبير يهدف الى استخلاص معلومات استخبارية ومعاقبة حماس على عملية الاختطاف فيما تهدف عملية اعتقال قادة الحركة السياسيين إلى منح إسرائيل ورقة مساومة قد تستخدمها إذا ما جرت مفاوضات طلاق سراح "المخطوفين".

وفي النهاية اعترفت مصادر سياسية إسرائيلية بان عملية الاختطاف تساعدهم على نزع شرعية الحكومة الفلسطينية الجديدة تلك الشرعية التي حظيت بها على الساحة الدولية.