"مهرجان الأنوار التهويدي" يسرق الإرث الثقافي والحضاري في القدس
نشر بتاريخ: 17/06/2014 ( آخر تحديث: 17/06/2014 الساعة: 13:45 )
القدس- معا - للعام السادس على التوالي تنجح سلطات الاحتلال في تنظيم مهرجان "نور القدس" التهويدي داخل وفي محيط أسوار البلدة القديمة من القدس، حيث ازدحمت الشوارع والأزقة والساحات بآلاف الإسرائيليين الذين وصلوا إلى المدينة من مختلف المدن، وأفواج السياح الأجانب اضافة الى المواطنين العرب من القدس وخارجها.
و”تزينت” البلدة القديمة وأسوارها بمئات الأضواء والكاشفات والعروض الثابتة والمرئية التي قدمها فنانون ومختصون من كافة أنحاء العالم، بدعم ومبادرة من ما تسمى"سلطة لتطوير القدس" بالاشتراك مع وزارة القدس والشتات، وزارة السياحة، بلدية القدس، وبإدارة وانتاج الشركة البلدية "أرئيل".
وتركزت الفعاليات في ساحة باب الخليل، باب العمود، وقرب مبنى البلدية، وداخل أسوار القدس القديمة، وشمل مهرجان "نور القدس" في عامه السادس على أربعة مسارات ( الأبيض والأحمر والأزرق والأخضر)، وتبدأ من باب الخليل وساحته مُرورا بميدان عمر بن الخطاب، وشارع البطريركية الأرمنية، ، وحارة الشرف "اليهود" وحارة النصارى، وصولا الى باب العامود في 27 موقعا. |285570|
الشيخ بكيرات... مهرجان تهودي لسرقة الحضارة العربية
من جهته قال المختص في شؤون القدس الشيخ ناجح بكيرات لوكالة معا ان بلدية الاحتلال تنظم هذا المهرجان للعام السادس على التوالي لاظهار القدس ومعالمها للعالم بأنها مدينة يهودية، وللسيطرة على المواقع الأثرية والتاريخية في المدينة، حيث يتم عرض الاضواء على طول سور القدس وفي الأماكن التاريخية.
وأضاف الشيخ بكيرات ان بلدية الاحتلال تهدف من خلال هذا المهرجان السنوي لجذب السياحة خاصة الليلية وفي فصل الصيف الى القدس، حيث تصبح المدينة مستهدفة ومستباحة في الليل والنهار. |285571|
وشدد الشيخ بكيرات على ضرورة مقاطعة هذا المهرجان من قبل الفلسطينيين، فهذه أَضواء صاخبة وليست أنوار، ولا تتناسب مع تراث وتاريخ المدينة، فبلدية الاحتلال التي تهدم منازلنا وتصادر اراضينا وتستهدف ابنائنا هي التي تنظم هذا المهرجان.
خطط فلسطينية للمحافظة على التراث في القدس
وأكد الشيخ بكيرات على وضع خطط فلسطينية لحماية كاقة المواقع التاريخية، مُقترحا انارة الأماكن التاريخية والإسلامية والتراثية في مدينة القدس، كالمساجد والمآذن والكنائس والقباب والمدارس والقبور، ليعكس نورها تاريخ المدينة المقدسة.
اقبال فلسطيني "غير مسبوق"
والملفت للنظر الاقبال الفلسطيني عليه من قبل العائلات والشبان، حيث نجحت اسرائيل بتنظيمه سنويا في مدينة القدس، ومن خلال العروضات المختلفة استطاعت جذب الآلاف من المقدسيين، في ظل غياب الفعاليات الفلسطينية بالمدينة، رغم الدعوات لمقاطعته.
وأجرت مراسلة وكالة معا لقاءات مع عدد من المواطنين الذين حضروا لحضور المهرجان، وقال أبو صبحي وهو من سكان بيت حنينا :" جئت مع عائلتي لمشاهدة هذا المهرجان، عروضاته ومساراته متنوعة، ونحن في القدس نعاني من قلة الفعاليات واذا كانت موجودة فهي ليست مجانية كهذا المهرجان، هو اسرائيلي صحيح لكن "يوجد حياة بالقدس"، وهذا العام الرابع الذي نأتي الى المهرجان. |285572|
أما المواطنة أم محمد فتقول :"لماذا لا نحضر هذا المهرجان..؟ هي وسيلة لنؤكد ان مدينة القدس للمقدسيين، وليست للاسرائيليين، يجب أن نحضر ونجلس على درجات باب العمود وباب الخليل ونشاهد العروضات، أرفض ان تكون القدس خلال المهرجان للاسرائيليين فقط".
من جهته أشار المواطن أبو يعقوب الى عدد من المواطنين المقدسيين الذين يتجولون في مسارات المهرجان وقال :"انا لا ألوم هؤلاء الناس العاديين لكني ألقي باللوم على المؤسسات والفعاليات الثقافية والفنية المقدسية التي تفضل اقامة عروضها في أماكن مغلقة ندخلها بتذاكر، في حين ان هذا المهرجان مجاني، أنا أدعو تلك المؤسسات لإقامة فعالياتها في الأحياء المقدسية وفي الشوارع والأماكن المفتوحة ليتمكن المواطن العادي والسائح الأجنبي وكذلك الاسرائيلي من مشاهدتها والتأكيد ان مدينة القدس لنا".
أما الشاب المقدسي محمد كايد 22 عاما فطالب المؤسسات الفلسطينية المختلفة اقامة النشاطات والفعاليات في القدس قبل دعوتها لمقاطعة هذا المهرجان، ويقول :"لماذا نجحت مؤسسات الاحتلال بتنظيم هذا المهرجان للعام السادس على التوالي وفي المقابل لا يوجد أي فعالية فلسطينية مجانية تنظم سنويا، أهالي القدس بحاجة لفعاليات مختلفة، ولا يعنيهم من الجهة المنظمة لها، في ظل غياب الوعي".
وررغم وجود العشرات من المقدسيين في المهرجان لكن هناك من يرفض حضوره ويعرب عن أسفه للمشاركة الفلسطينية فيه، حيث قال الشاب رامي :"ان اسرائيل تظهر القدس بأنها اسرائيلية هذا مهرجان تهودي، أرفض المشاركة فيه، حتى لا اظهر بأني موافق عليه". |285573|
أما الشاب نهاد 33 عاما فقد قال:" علينا مقاطعة مثل هذه المهرجانات التهودية، يجب ان يكون لدينا الوعي الكافي لذلك، وجودنا في هذا المهرجان يؤثر سلبا على القدس، ويظهر بأن اهالها يعيشون بأمن واستقرار مع اليهود، ناهيك ان المنظم للمهرجان بلدية الاحتلال التي افقدتنا العيش بأمان في مدينتنا بسبب قراراتها وسياستها العنصرية.
مستوطنون يهتفون "الموت للعرب" ويعتدون على المقدسيين
ومنذ انطلاق فعاليات المهرجان اشتكى المقدسيون من اعتداءات المستوطنين عليهم وعلى ممتلكاتهم، حيث تم الاعتداء على أهالي حارة الواد بالضرب وغاز الفلفل، وقامت الشرطة بحماية المستوطنين واعتقلت 3 شبان، في حين شكل المتطرفون خلال المهرجان مسيرات هتفوا فيها "الموت للعرب"، دون أن تتحرك الشرطة لصدهم أو منعهم من ذلك.