التوصية بتوسيع تأريخ وتوثيق تجارب المعتقلين وترجمتها للغات اجنبية
نشر بتاريخ: 19/06/2014 ( آخر تحديث: 19/06/2014 الساعة: 13:33 )
رام الله- معا - بحضور رسمي وشعبي وحشد كبير من القيادات الوطنية والشخصيات الرسمية ووزراء واعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني وأسرى محررين، عقد مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة والكلية العصرية الجامعية، وتحت رعاية الرئيس محمود عباس، المؤتمر السنوي الرابع لإبداعات انتصرت على القيد، والذي جاء هذا العام حول "التجربة الديمقراطية للحركة الأسيرة في المعتقلات الاسرائيلية"، وذلك في مبنى الكلية العصرية الجامعية، مبنى المحامي الدكتور حسين الشيوخي بمدينة رام الله.
وتحدث في المؤتمر شخصيات وطنية ورسمية بالاضافة الى كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية، شددت في مجملها على ضرورة الانتصار لقضية الاسرى الفلسطينيين في معركتهم المستمرة مع الاحتلال منذ سنين طويلة، والتي عانى منها قرابة المليون فلسطيني منذ العام 1967 وحتى يومنا هذا.
وفي افتتاحية المؤتمر، قال الكاتب والاعلامي د.حسن عبد الله، والذي ادار الجلسة الافتتاحية، إن هذا المؤتمر الذي ينظم للسنة الرابعة على التوالي، يأتي في اطار تأكيد مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة على ان قضية الاسرى الفلسطينيين هي من أهم وابرز القضايا فلسطينيا، وأن التجربة التي خاضها نحو 800 الف فلسطيني منذ العام 1967، كانت زاخرة بالابداع، سواء على صعيد الشعر او القصة او الرواية او العمل الاكاديمي والبحثي وغيرها، ومن هنا لا بد من ابراز دور الحركة الاسيرة في رفد المكتبة الفلسطينية والعربية بمادة مهمة، كان لها دور بارز في المعرفة الفلسطينية.
وفي كلمته قال المهندس سامر الشيوخي رئيس مجلس امناء الكلية العصرية الجامعية، إن الاسرى الفلسطينيين سطروا على مدى سنوات اعتقالهم ابداعات كفاحية وتنظيمية واجتماعية وثقافية، وفي العلاقات الوطنية وفن ادارة الصراع مع السجّان، حيث شكلت هذه الابداعات بمجملها احدى اهم التجارب الفلسطينية المعاصرة التي تم التعبير عنها من خلال متحف ابوز جهاد.
واشار الشيوخي الى ان الكلية العصرية الجامعية، افتتحت اليوم قاعة المربية هيام ناصر الشيوخي رحمها اله ، وهي احد مؤسسي الكلية العصرية الجامعية، ليكون اول نشاط يعقد فيها خاص بالاسرى الفلسطينيين، وتجربتهم المميزة.
وأكد المهندس الشيوخي، أن الكلية اعطت منذ سنوات اهتماما خاصة لتجربة الاسرى المحررين، من خلال عقدها للندوات والفعاليات واطلاق الكتب وتكريم رموز الحركة الاسيرة الفلسطينية. مؤكدا ان مشاركة الكلية في هذا المؤتمر تندرج في اطار سلسلة الفعاليات التي تقوم بها الكلية وستتواصل.
بدوره رحب مدير عام مركز ابو جاهد لشؤون الحركة الاسيرة، د.فهد ابو الحاج، بالحضور، واشار الى ان هذا المؤتمر يعقد هذا العام ليبحث ويناقش احد جوانب الابداع التي جسدها المعتقلون الفلسطينيون في تجربة استثنائية، فالديمقراطية التي اجترحتها الفصائل الوطنية والاسلامية في الاسر، جديرة بالقراءة والتحليل واستخلاص العبر، مؤكدا في الوقت ذاته ان هذا المؤتمر يعقد هذا العام بالتنسيق والتكامل مع الكلية العصرية الجامعية التي تحضن هذا النشاط من الطرفين بأن التعاون البنّاء يشكل أولوية للطرفين.
وفي كلمة اللواء جبريل الرجوب، التي القاها نيابة عنه الاعلامي ابراهيم ملحم، قال إن الاسرى سطروا على مدار عقود من الزمن، اروع الملاحم البطولية مع السجان، في سبيل الدفاع عن قضبتهم ووطنهم، وأنهم وعلى الرغم من الضغوطات التي تمارس بحقهم، الا انهم استطاعوا اجتراح الابداع من رحم المعاناة.
وشدد ملحم، على ضرورة الوقوف الى جانب الاسرى الفلسطينيين في معركتهم التي تدخل يومها السادس والخمسين، حيث لا زال اضرابهم المفتوح عن الطعام مستمرا في سبيل اسقاط ملف الاعتقال الاداري.
وفي كلمة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، التي القاها بالنيابة عنه وزير شؤون الاسرى والمحررين، شوقي العيسة، أكد أن قضية الاسرى الفلسطينيين بدأت تشق طريقها في مختلف المحافل العربية والدولية، وبدأت تتبلور بشكل يعكس مطالبهم المحقة وقضيتهم العادلة، فيما لا زالت اسرائيل مستمرة في تعنتها من خلال ضرب كل النداءات المطالبة بضرورة انهاء ملف الاسرى الفلسطينيين.
وحيّا العيسة الاسرى الفلسطينيين في اضرابهم عن الطعام، والذي يشكل ملحمة بطولية تثبت للعالم اجمع، ان الفلسطيني اذا ما اراد التحرر فلا شيء يمنعه عنها.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور واصل ابو يوسف في كلمته ممثلا عن القوى الوطنية والاسلامية، أن القوى تضع برنامجا موحدا للفعاليات المساندة للأسرى في اضرابهم المفتوح عن الطعام، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الفعاليات التي تنظم لم ترتق الى الحد المطلوب وبما يتلاءم مع حجم المعركة التي يخوضها اسرانا.
وبيّن أن القيادة السياسية الفلسطينية، تضع ملف الاسرى على سلم اولوياتها في مختلف المحامل، وأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير شكلت لجنة لمتابعة ملف الاسرى أولا بأول.
بدوره عبّر خليل رزق رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة رام الله والبيرة، عن سعادته للوقوف هذا اليوم الى جانب الحركة الاسيرة الفلسطيني، مؤكدا ان على كل فلسطيني دور مهم يجب ان يضطلع به فيما يخص قضية الاسرى، وكل واحد من ابناء شعبنا الفلسطيني، يتحمل مسؤولية تجاه هذه القضية.
الى ذلك قال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمتابعة شؤون الاسرى والمحررين أمين شومان، في كلمته نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن هذا المؤتمر ينعقد تأكيدا على غنى ذاكرة الحركة الفلسطينية الاسيرة ومسارها الوطني الراسخ في النضال ضد الاحتلال جسدته قص الاسرى الابطال مع الاسر والاحتلال وما صاحبها من ابداعات ادبية وثقافية.
هذا وتخلل المؤتمر جلسات قدمت فيها اوراق عمل وشهادات حية قدمها اسرى خاضوا التجربة الاعتقالية، وكانوا شاهدين علىا تبلور التجربة الديمقراطية داخل المعتقلات.
هذا وخرج المؤتمرون بجملة من التوصيات، أهمها توسيع نطاق تأريخ وتوثيق تجارب المعتقلين وترجمتها الى اللغات الأجنبية.