فياض لـ " هارتس": القادة الحقيقيون يجب ان يكونوا جاهزين للموت من اجل اهدافهم وسنجعل فلسطين متطورة اقتصادياً كاسرائيل
نشر بتاريخ: 17/07/2007 ( آخر تحديث: 17/07/2007 الساعة: 21:06 )
بيت لحم-معا- قال رئيس الوزراء في حكومة تسيير الاعمال د.سلام فياض في مقابلة مع صحيفة هارتس الاسرائيلية ان حكومته تعمل ما بوسعها لتجعل فلسطين متطورة اقتصاديا كاسرائيل .
واعرب فياض عن اعتقاده بضرورة ابقاء الباب مفتوحا مع حركة حماس للمشاركة في حكومته رافضا تحطيم كل الجسور مع الحركة.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة التي اجراها مراسل الصحيفة عكيفا الدار المختص في الشؤون الفلسطينية .
يبدو رئيس الوزراء سلام فياض كرجل اعمال ناجح قرر تحويل مشرع فاشل الى قصة نجاح.
وظهر سلام فياض خلال المقابلة التي اجراها معه في مكتبه بمدينة رام الله الصحفي عكيفا الدرا المختص في الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس" كرجل ينأى بنفسه عن مواقف وميثاق حماس الا انه لايرى فيها عائقاً امام تقدمه وهو على قناعة كرجل اقتصادي بان الدولة الفلسطينية تستطيع اللحاق باسرائيل من حيث التطور الاقتصادي.
وطلب فياض اجراء المقابلة في مكتبه بوزارة المالية في مدينة رام الله حيث تحدث الدكتور في الاقتصاد ومن واقع خبرته في البنك الدولي بلغة الاقتصاد حتى حين تطرق الى مواضيع السياسة والامن.
المكتب المتواضع والحاشية الصغيرة يوحيان هما ايضا بالتوفير الموضوعي، الحديث الى فياض بريء من تهذيب الساسة ونقي تقريبا من احتجاج سياسي فلسطيني على تدمير الاحتلال, انه يذكر بالحديث الى رجل أعمال موضوعي، أخذ بناصية مشروع ادارة فاشلة ومنافسين أعداء، وقرر أن يجعله قصة نجاح وليكن ما كان.
في ظاهر الأمر، يستطيع رجل الاقتصاد فياض ان يبيح لنفسه اللهو بالسياسة، اليوم يحل ضيفاً على رئيس الولايات المتحدة ويهاتف وزيرة الخارجية الاسرائيلية بهاتفها المحمول كأمر روتيني. اذا انهار المشروع والعياذ بالله، لن يحتاج الى أن يقف في الصف في مكتب العمل.
فياض، الذي ولد قبل 55 سنة في قرية دير الغصون قرب طولكرم، تخرج نهاية السبعينيات من جامعة بيروت وفي جيبه اللقب الاول في الكيمياء اما اجازة الماجستير فنالها في بوسطن وبقي هناك ليحوز على لقب ثان واجازة دكتوراة في الاقتصاد ليبدأ العمل في مقر البنك الدولي في واشنطن عام 1987.
عاد فياض بعد فترة قصيرة من اقامة السلطة الى الاراضي الفلسطينية ممثلا عن صندوق النقد الدولي, غير نادم على ترك الحياة الجميلة في امريكا, مفضلا "المستنقع" الفلسطيني.
"عندما بدأت عملية السلام لم أشعر بالراحة"، يتذكر، "لم اعش في سلم مع نفسي وعندما قرأت الصحيفة مع القهوة في الساحة أحسست بحاجة الى أن أكون جزءا من القصة, هذا شيء أكبر من الراحة والحياة المهنية".
ولا ينفي فياض التهديدات التي يتعرض لها وابناء عائلته ويصدقها لكنه يقول "القيادة الشجاعة والقوية يجب أن تكون مستعدة ايضا للموت من اجل الهدف, هذا جزء من القضية عندما نشغل انفسنا بمستقبل شعب وبمسألة هويتهم علينا ان نغير المبدأ وان نكف عن شغل أنفسنا بالمال الضئيل, وان نفصل أنفسنا عن الماضي وان ننظر الى الامام لاسفي عندما أنظر الى الوراء أجد القليل من القادة فعلوا ذلك" اختتم تعليقة رافضا الخوض في التفصيل.
وعين سلام فياض قبل ست سنوات وبعد ضغط مارسته وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وزير للمالية ولم تتقبل المقاطعة جهود فياض من أجل تغليب النظام والشفافية في الجهاز المالي التابع للسلطة السلطة بما في ذلك الانتقال من دفع الاجور نقدا الى استعمال الخدمات المصرفية بشكل حسن وكان له مع محمود عباس قدر من اللغة المشتركة وان غاب عنهما الاتفاق في الرأي وفايض ليس عضوا في فتح واقام قبيل الانتخابات الماضية مع ياسر عبد ربة وحنان عشراوي حزب الطريق الثالث الذي فاز بممثلين رمزيين .
ويتخوف سلام فياض حسب اقواله في المقابلة من نية ابو مازن تعيين حكومة دائمة في الالتفاف على المجلس التشريعي وقرار الناخبين الذين اعطوا حماس الاكثرية و يرفض تحطيم كل الجسور مع الحركة ويصر على ابقاء باب مفتوحا لحماس للولوج الى الحكومة وهو لا يولي قبول شروط الرباعية اهمية خاصة ومستعد للاكتفاء بحل "المجموعات المسلحة في غزة والضفة التي يراها "السبب الرئيس لكارثة حزيران".
وطالب فياض حماس بالتخلي عن السيطرة على قطاع غزة لاحراز تقدم في الوضع الراهن وقال "كان قطاع غزة وما يزال جزءا من رؤيا الدولة الفلسطينية. لكن بناء دولة وفوضى السلاح في الشوارع لا يمكن أن يسكنا معا. لا يوجد اي تسامح والسلاح خارج السلطة ومؤسساتها".
وعلى رغم من تحفظه الحازم من ميثاق حماس، فانه لا يراه عقبة امام التقدم السياسي حيث قال: "الطريق مفتوح امامنا، نتائج الانتخابات في 2006 لم تغير الواقع، الذي يرى أن م.ت.ف هي الجهة التي تمثلنا، ولم تمحُ الاتفاقات التي وقعت م.ت.ف عليها... وقعت كوزير مالية على ما لا يحصى من الاتفاقات باسم منظمة التحرير الفلسطينية لمصلحة السلطة، ولا يمكن اعادة كتابة التاريخ - لا من ناحية سياسية ولا من ناحية قانونية.. نحن نحاول الان جعل الوضع يستقر في الضفة وفي غزة لكي نستطيع المضي الى الشعب وطلب تأييده".
ورفض فياض اي مساعدة اسرائيلية، معتبرا اي تدخل اسرائيلي يصب في خدمة الخصوم .
س : هل تخطط لتحويل غزة الى قدوة للضفة؟
ج- السؤال ليس ذا صلة لانني لا اقبل غزة كقدوة، فالوضع في غزة قابل للتحول، يمكن تغيير الواقع في جميع المناطق، لست من أولئك الذين يتهربون من المسؤولية، علينا أن نقيم حكومة صادقة وان نعالج الفساد، لكن لا يمكن ان يلقى علينا الذنب كله، نحن موجودون تحت احتلال والجندي في الحاجز يملك قدرا اكبر من القوة من كل وزير في حكومتي. لا أطلب من اي شخص شيكا مفتوحا. أقول اننا مستعدون وجديون ودعونا فقط نؤدي عملنا. ليس الحديث فقط عن المال والتبرعات. يسمع الناس عندنا عن التبرعات وعن المؤتمرات الدولية ولا يفهمون عمَ يُحدث. فمن جهة يرون انكم تواصلون البناء في المستوطنات، ومن جهة ثانية لا يستطيعون التنقل بحرية في مناطقهم. هذا مرضي ولا عجب أن يفقد الناس ثقتهم بالمسيرة السلمية.
س : التقيت في وقت أخير وزيرة الخارجية تسيبي لفني عدة مرات. أتؤيد توجهها انه من أجل احداث تغيير في الوضع، فانه يجب ان يكون اطلاق السجناء وفك الحواجز مقرونا بالمفاوضة في تسوية دائمة؟
ج : السجناء والحواجز امور مهمة، لكن جدول العمل تأسره هذه الموضوعات كثيرا جدا منذ وقت طويل. لو كانت هذه الامور مجدية، لقلنا لا بأس، لكن الامر لم يحرز هدفه. هذه الموضوعات ليست لب النزاع، بل هي جانبية فيه. مع ذلك، لن يكون من الواقعي ان نشغل أنفسنا بالامل البعيد فقط ونتجاهل المشكلات الحالية. علينا أن نواجههما معا. لم أولد امس، وأعلم ان الجميع يسألون كيف يمكن ان يتحرك شيء ما بغير السياق الامني. عندما تفشل المسيرة، تحدث أمور سيئة تسبب ضررا للجانبين وللجماعة الدولية أيضا. علينا أن نحصن المسيرة من ضروب الخلل ويكمن ان نفعل ذلك ببناء ثقة متبادلة، في أننا نقصد حقا الى دولتين تعيشان بسلام.
منذ وقت طويل وحياة الانسان يطمس عليها الحذر. انه يوجد شريك او لا يوجد شريك، او أننا ضعفاء أو غير ضعفاء. يكررون عندكم اقوالا مرات كثيرة حتى يصعب عليكم التحرر منها. نحن شركاء واضعنا الكثير جدا من الوقت. اجل، كنا ضعفاء ونحن ضعفاء اليوم ايضا. اذا كنتم تتوقعون أن نصبح قوة عظيمة، فستضطرون الى ان تنتظروا وقتا طويلا جدا. يجب أن يستقر الرأي على نحو قاطع أنريد التوصل الى حل ام الاكتفاء بالحديث عن افق سياسي؟؟. يمكن التوصل الى اتفاق في غضون معقول على أساس المبادرة العربية.
س : ماهو حل حق العودة وذكر القرار 194 في مبادرة الجامعة حسب رأيكم؟
ج: هل قرأ أولئك الذين يتحدثون في حق العودة اعلان الجامعة؟ كتبوا هنالك ان الحل يجب أن يكون متفقا عليه. متفقا عليه مع من؟ مع اسرائيل بالطبع. معنى الامر أن الاتفاق لن يتم بغير الجانب الثاني. اظل اشغل نفسي بأيجاد حلول؟ يجب علينا أن ننتقل من ادارة النزاع الى تحرير العملية تحريكا جديا. لا اريد أن يحك الناس بعد عدة سنين رؤوسهم ويسألوا لماذا لم نفعل هذا او ذاك ومن الخسارة اننا لم نستغل الفرصة. أخاف أن نتدهور عائدين الى حياة الدعة. لا يجلس اعداء السلام مكتفي الايدي ومن المؤكد أن الوقت لا يعمل لمصلحتنا".
س: هل ستستطيع الدولة الفلسطينية الصغيرة أن تعول نفسها؟
ج: يطلق فياض الجواب من الخاصرة. اسرائيل هي البرهان الافضل على أن كبر الدولة لا يقرر. انظر الى المعجزة الاقتصادية التي احدثتموها هاهنا.. تستطيع كل دولة ان تزدهر بشرط ان تكون مفتوحة للعالم، لا من الناحية الاقتصادية فقط بل من الناحية الثقافية والاجتماعية ايضا.. رؤيايَ هي وطن للفلسطينيين ذو اتصال جغرافي، دولة يفخر سكانها بان يكونوا جزءا من الجماعة الدولية.