هنية يدعو بلير بأن يتحرر من القبضة الأمريكية وأن يصحح أخطاءه السابقة
نشر بتاريخ: 17/07/2007 ( آخر تحديث: 18/07/2007 الساعة: 00:29 )
غزة -معا- طالب إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة المبعوث الجديد للرباعية الدولية توني بلير بأن يكون منصفا خلال فترة عمله اللاحقة، وأوضح هنية خلال حديث صحفي له مع وفد من صحيفة "الجارديان" البريطانية وصحيفة "ريبوبليكا "الايطالية أنه من الضروري على بلير أن يعدّل الموقف الخاطئ الذي اتسم به خلال فترة توليه منصب رئاسة الوزراء البريطانية تجاه الشعب الفلسطيني، مضيفا: "نطالبه بأن يتحرر من القبضة الأمريكية وأن يعترف أيضا أن هناك شعب يعاني من وطأة الاحتلال منذ ما يزيد عن ستة عقود، وأن يساعد في احترام خيار الشعب الفلسطيني الذي جاء بانتخابات حرة ونزيهة".
وردا على سؤال حول دعم الرئيس الأمريكي جورج بوش لرئيس السلطة محمود عباس أكد هنية على وجود "خلل لدى بوش وإدارته"، وقال أنه "لا يحترم الديمقراطية التي ينادي بها"، وأضاف: "العالم كله يعرف أننا حكومة منتخبة وشرعية ولكن الخلل في الموقف الأمريكي الذي يقف أمام هذه الحقيقة"، ومضى يقول: "هذا يأتي في سياق استمرار السياسة الخاطئة التي تتبعها الإدارة الأمريكية في العراق وفلسطين وأفغانستان".
وكان هنية وصف عمليات الاختطاف التي تعرض لها الصحفيون الأجانب خلال الفترة الماضية وبينهم الصحفي البريطاني ألان جونستون بأنها أساءت للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن القنصل البريطاني نفسه اتصل به لشكره وشكر الحكومة على الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل الإفراج عن الصحفي جونستون، وإنهاء هذا الملف بصورة لائقة، موضحا أنه لا ينكر وجود حديث بينه وبين القنصل البريطاني من أجل تناول ومناقشة بعض القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني.
وأوضح هنية خلال حديثه الصحفي أنه منفتح على الكثير من الدول من أجل تناول قضايا تهم مصلحة الشعب الفلسطيني، موضحا أن هناك لقاءات على مستويات معتبرة تتم مع محيط مكتب رئيس الوزراء وليس معه بشكل شخصي، وقال أن الهدف من هذه اللقاءات ترسيخ البعد الديمقراطي خاصة في وجود الحصار المفروض ظلما على الشعب الفلسطيني.
وأشار هنية إلى "أن هناك اتصالات من قبل أطراف بريطانية مع حكومته باعتبارها الحكومة الشرعية للشعب الفلسطيني والتي جاءت بانتخابات حرة ونزيهة"، وأضاف: أن "هذا جزء من تواصلنا مع الجميع رافضا إخفاء هذه الاتصالات".
وعن الموقف البريطاني الرسمي بخصوص الإفراج عن ألان جونستون أوضح هنية أن بريطانيا رحبت بالخطوة التي قامت بها حكومته وسهلت الإفراج عن جونستون.
وأضاف أن نائب القنصل البريطاني هو من تسلّم الصحفي جونستون من الحكومة بعد أن سهلت له الإفراج من أيدي خاطفيه.
وأكد هنية على أن قرابة عشرين نائبا في البرلمان البريطاني عبروا عن موقفهم بضرورة التعاون مع حكومته "بصفتها الحكومة الشرعية والمنتخبة للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى شكر أسرة جونستون والشعب البريطاني له ولحكومة من أجل تسهيل الإفراج عن جونستون.
وعن عدم اعتقال الخاطفين قال هنية: "نحن لدينا أجهزة أمن تعمل على توفير الأمن والأمان والتحقيقات بينت أن هناك قادة في الأجهزة الأمنية الماضية متورطة في عمليات الاختطاف"، وأضاف: "الخاطفين كانوا يعلموا جيدا أن هناك قوة خفية كانت تحاصرهم وهي من شكلت انهيار الخاطفين، ولولا استخدام هذا الضغط لما حدث هذا الأمر".
وأكد هنية في لقائه الذي تم في مكتبه بمدينة غزة أن حكومتة المقالة معنية بفرض النظام والاستقرار والقانون وكذلك معنية باستتباب الأمن، مضيفا بأن كل صحفي وكل أجنبي هو ضيف على شعبنا الفلسطيني وأنه يتمتع بالحرية في الانتقال من مكان إلى مكان آخر في هذه الأيام، مشيرا إلى أن عمليات الاختطاف التي وقعت خلال الفترة الماضية لا تمت لتعاليم الدين الإسلامي بصلة وأن هذه العمليات بعيدة عن عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني الذي يبحث عن الحرية والاستقلال.
وأشار هنية إلى أن الخاطفين هم تحت الرقابة المشددة، وأن هناك قضايا لا يمكن الحديث عنها في هذا اللقاء، مضيفا أن هناك الكثير من أفراد العائلة المحيطة بالخاطفين سلموا أسلحتهم وما زالوا أيضا يسلمونها للجهات المختصة.
وعن وجود مبادرة لدى حكومته للخروج من الأزمة الراهنة أكد هنية على أنه ومنذ أن تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فإن الموقف كان بأن الحكومة قبلت بدولة فلسطينية على حدود الـ 67 في المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى أن الحكومة قبلت بأن تتفاوض منظمة التحرير الفلسطينية مع (إسرائيل)، وأن الانتخابات هي الأساس للعملية الديمقراطية، مؤكدا على أن الهدف كان إسقاط وإفشال حكومة الوحدة لتشكيل حكومة فلسطينية بمقاييس خاصة وفق الرؤية المخالفة لإرادة الشعب الفلسطيني.
وردا على سؤال حول الاعتراف بـ(إسرائيل) قال هنية: "لماذا المجتمع الدولي يريد من الضحية أن تعترف بالجلاد؟، لماذا لا يطالبون الجلاد بالاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني"، وأضاف: "ها هي منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بـ(إسرائيل)؛ أين هي الدولة الفلسطينية مقابل هذا الاعتراف، وأين الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال".
وأوضح أن ما "وجدناه هو العكس، حيث تم بناء جدار الفصل وتم توسيع المستوطنات وتم تهويد القدس وزيادة عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وكذلك الرفض المطلق لعودة اللاجئين إلى أراضيهم؛ إذن أين المشكلة؟ بإمكان الجميع الإجابة عن ذلك".
وعن وجود شروط لدخول أبو مازن إلى قطاع غزة قال هنية بأنه لا يوجد شروط لدخول رئيس السلطة محمود عباس إلى قطاع غزة، وأضاف هنية: أن قطاع غزة يعيش حالة من الأمن والأمان والاستقرار منقطع النظير وأنه لا يحتاج إلى قوات دولية فيه تحفظ الأمن للأهالي والمواطنين.
وكرر رئيس الوزراء المقال الدعوة إلى تهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة، مشيرا إلى أن الحكومة تبحث هذا الموضوع مع الفصائل من أجل حماية الشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال الإسرائيلي، رافضا أن يكون هناك تواجد لتنظيم القاعدة في قطاع غزة وقال أن هذه التصريحات تأتي من أجل تأليب العالم ضد الشعب الفلسطيني، رافضا هذه التصريحات جملة وتفصيلا.
وأعرب هنية عن تقديره لموقف رئيس الوزراء الإيطالي ووقوف الشعب الإيطالي إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الظلم على يد الترسانة العسكرية الإسرائيلية.