أزمة مالية خانقة تهدد مستشفى المطلع في القدس
نشر بتاريخ: 30/06/2014 ( آخر تحديث: 30/06/2014 الساعة: 23:15 )
القدس - تقرير معا - يعاني مستشفى المُطَّلع في مدينة القدس من أزمة مالية خانقة قد تؤدي لانهياره بسبب تراكم الديون على السلطة الفلسطينية، مما ادى الى عدم تلقي الموظفين رواتبهم منذ 4 أشهر من جهة، ونفاذ أدوية ومستلزمات طبية ضرورية لعلاج المرضى من جهة ثانية.
ويتميز مستشفى المُطَّلع على مستوى الوطن بعلاجه لمرضى السرطان، كما يحتوي على قسم لغسيل الكلى ولعلاج مرض السكري، ولذلك فإن الخطوات الاحتجاجية التي اتخذتها نقابة العاملين في المستشفى جاءت بعد دراسة ومناقشات عديدة، فالهم الأول كان المريض وخدمته وتقديم العلاج اللازم له دون أي تأخير للحفاظ على صحته، ولكن وبسبب نفاذ العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية قررت النقابة بالبدء بخطواتها الاحتجاجية، والتي تمثلت بتعليق الدوام لمدة ساعة ونصف.
مدير المطلع... 110 مليون شيكل مديونية السلطة للمستشفى
وفي لقاء لمراسلة وكالة معا مع مدير مستشفى المطلع الدكتور توفيق ناصر قال ان كافة العاملين في مستشفى المطلع تصرفوا خلال الفترة الماضية بمسؤولية تجاه المرضى والمؤسسة، لكن الاستياء الشديد والخطوات الاحتجاجية جاءت بعد نفاذ أدوية ومستلزمات طبية ضرورية لعلاج المرضى الذين يتم تحويلهم إلينا من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يتم معالجتهم من أمراض السرطان والكلى، ومن المعروف تكلفة ذلك.
وكشف الدكتور ناصر لـ معا ان الديون المتراكمة على وزارة الصحة الفلسطينية بلغت 110 مليون شيكل، حيث يعاني المستشفى من هذه الأزمة المالية منذ 14 شهرا، وهذا اكبر دين على السلطة للمستشفيات الفلسطينية، مشيرا الى الاتصالات المتواصلة مع وزارة الصحة والمالية لوضعهما في خطورة الأوضاع المالية في المستشفى لكن لم يتم التوصل الى أي حلول.
وأضاف ان المستشفى اضطر للاقتراض من البنوك لمنح سلف للموظفين عن شهري آذار وحزيران، خاصة واننا في شهر رمضان.
وقال الدكتور ناصر :"ان السلطة تحول للمستشفى المرضى باستمرار، فالمستشفى اليوم يمتلئ بالمرضى، ولكن السلطة لا تدفع بدل التحويلات، ولا يوجد لدينا الأدوية اللازمة لعلاج الحالات المحولة."
خطوات احتجاجية
ومن جانبه أوضح رئيس نقابة العاملين في مسشتفى المطلع ماهر دودين لوكالة معا ان النقابة قررت البدء بخطوات احتجاجية، لحل ازمة الموظفين الذين يبلغ عددهم حوالي 380 موظفاً في المطلع، حيث تم تعليق الدوام اليوم لمدة ساعة ونصف، وغدا سيكون ل3 ساعات، وستكون هناك خطوات تصعيدية لحماية هذا المستشفى من الانهيار، آملا حل المشكلة المالية في المستشفى على الفور.
وأوضح دودين لوكالة معا ان النقابة اجرت لقاءات واتصالات مع وزير الصحة والمالية ووزير ومحافظ القدس طوال الأشهر الماضية لكن لم تنفذ وعودهم على أرض الواقع، حتى وصل الأمر الى نفاذ الأدوية من المستشفى.
وقال دودين:" ان وضع المطلع يختلف عن أي مستشفى آخر..همنا الأول خدمة المريض فلا نستطيع رفض استقبال حالة لديها جلسة لغسيل الكلى أو لاشعاع كيماوي، لكننا اضطررنا لاتخذا لخطوات الاحتجاجية وتعليق الدوام اليوم لخدمة الموظف ولعدم وجود الأدوية."
وأوضح ان النقابة علقت دوام العيادات الخارجية (السرطان والكلى وانف وأذن وحنجرة) وبعض العمليات الجراحية، وضعنا حساس ونأمل حل المشكلة المالية بصورة فورية.
وأضاف دودين:" هناك من يقول ان المطلع يتلقى دعماً من عدة جهات وهو لا يعاني من أي أزمة مالية، لكننا نؤكد أن المطلع هو مستشفى يعتمد بشكل مباشر على تحويلات السلطة ووكالة الغوث للمرضى من الضفة والقطاع، وأن الاتحاد اللوثري مسؤول عن المستشفى لكن لا يقدم له المعونات."
وكان قد أكد المدير العام لمستشفى المقاصد الدكتور رفيق الحسيني لـ معا الشهر الماضي أن مستشفى المقاصد يمر بوضع مالي حرج، ليس بسبب عجز مالي بالمستشفى وإنما بسبب عدم تحويل المستحقات بدل علاج مرضى الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل وزارتي المالية والصحة الفلسطينية، حيث أصبحت الديون على وزارة المالية لمستشفى المقاصد 42 مليون شيكل، وبالمقابل هناك ديون ومستحقات للموظفين بقيمة 14 مليون شيكل، بالتالي الموظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ عدة شهور، ولم نستطع حتى اليوم شراء أدوية للمستشفى لذلك الأزمة تفاقمت إلى حد كبير.