الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي يعقد مؤتمره الرياضي الأول

نشر بتاريخ: 01/07/2014 ( آخر تحديث: 01/07/2014 الساعة: 17:16 )
القدس – معا - الدائرة الاعلامية: في إطار الاهتمام المتزايد بالرياضة الجامعية، والتسارع الغير مسبوق الذي يعيشه الانسان في عصرنا الحالي، في شتى مجالات الحياة، ومنها الرياضية، وفي إطار العبء الملقى على عاتق الاتحادات الرياضية، لتعدل من برامجها بما يتناسب ومتطلبات سوق العمل، ونظراً لظهور مجالات متعددة للعمل الرياضي أمام الخريجين، عقد الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي، في جامعة القدس ببلدة أبو ديس، مؤتمره الرياضي الأول، بعنوان: "الرياضة الجامعية بين الواقع والطموح".

وعقد المؤتمر تحت رعاية وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة خولة الشخشير، وبدعم من شركة "جوال" الراعي الرسمي لنشاطات الاتحاد، وبحضور رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات رافي عصفور، وأعضاء الاتحاد، الدكتور جمال شاكر، عدي درغمة، فوزي ربيع، فاتن البرغوثي، أحمد حمارشة، سمر الأعرج، وبمشاركة فاعلة من عديد الخبراء والأكاديمين الرياضيين، وعلى رأسهم: عبد السلام حمارشة، مساعد عميد شؤون الطلبة، رئيس دائرة التربية الرياضية في جامعة القدس، وخلدون زغير عميد شؤون الطلبة في جامعة الخليل، والدكتور وليد خنفر أحد أبرز مؤسسي الاتحاد، والأعضاء المؤسسين: عمر موسى، الدكتور جمال أبو بشارة، الدكتور مؤيد شناعة، منذر نصر الله، فاطمة المنسي، إسحاق عيد، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتور محمود عزب، وبدر مكي مسؤول الإعلام باللجنة الأولمبية، وحشد من الطلبة الرياضيين، والمهتمين.

واستهل المؤتمر الذي ابدعت نسرين أسعد، في عرافته وتقديم فقراته، بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، رتلها الطالب جمال عريقات، ليقف الجميع للسلام الوطني الفلسطيني، ومن ثم تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء، ليلقي عبد السلام حمارشة، كلمته، والتي ثمن من خلالها الجهود الجبارة التي بذلها أعضاء اللجنة التحضيرية لانجاح المؤتمر، لافتاً إلى أن جامعة القدس ستكون قبلة الرياضيين ومقصدهم، خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أن الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت الجامعات الفلسطينية مؤخراً، لن تنال من عزائمنا، وسنرد عليها بمزيد من الزحف الأكاديمي حتى نقطف ثمارنا الطيبة التي لا تطرحها إلا أشجار طيبة، مشدداُ على أن "الواقع أليم بينما الطموح كبير وبرّاق".

وشدد أحمد حمارشة في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزارة التربية والتعليم العالي، أن انعقاد هذا المؤتمر من شأنه أن يعمل على تطوير النشاط الرياضي في مؤسسات التعليم العالي، غير أن نجاح أي عمل يحتاج لطاقات قادرة على العطاء، وقال: "نحن على يقين بأن الطاقات التي اجتمعت اليوم، قادرة على التطوير رغم شح الامكانيات.

وأشاد حمارشة بالدور الهام الذي لعبه اللواء جبريل الرجوب، لتطوير الرياضة في فلسطين، لا سيما على المستويين العربي والدولي، مؤكداً أن الرؤيا التي ينتهجها ستضع فلسطين في الصفوف المتقدمة.

بدوره، أعرب رافي عصفور، رئيس اتحاد الرياضة الجامعية، عن فخره واعتزازه بالدور البارز الذي تلعبه الرياضة الجامعية في تطوير الرياضة في فلسطين، مؤكداً أن الهدف من عقد هذا المؤتمر، يعود للحاجة بالاجتماع مع خبراء وأركان الرياضة الجامعية، خصوصاً وأننا نشهد ثورة رياضية غير مسبوقة، دلل عليها الانجازات التي حققتها ألعاب كرة القدم والسلة، وبعض الألعاب الفردية، وقال: "هذا يدفعنا للعمل بجد مع تطلعنا لمزيد من التطور وزيادة التوعية، كما نتطلع لمزيد من الدعم من وزارة التربية والتعليم العالي، واللواء الرجوب الذي لم يبخل علينا وتبرع لنا بمبلغ عشرة آلاف دولار لدى افتتاحه اليوم الأولمبي الرياضي الأول في جامعة بيرزيت".

وعرض عصفور شريطاً مصوراً لأنشطة الاتحاد المختلفة تضمن مختلف المسابقات التي نظمها على مدار العام، وأبرز الفعاليات والانجازات، وفي مقدمتها توقيع اتفاقية الرعاية الحصرية مع شركة "جوال" واتفاقية الشراكة والتعاون مع الاتحاد الأردني.

وقدم الدكتور جمال أبو بشارة، الورقة الأولى للمؤتمر، بعنوان: "واقع الرياضة الجامعية والرؤية المستقبلية"، وشدد من خلالها على وجود نهضة رياضية يرافقها تقدم في مشاريع البنية التحتية، وهو ما ينعكس ايجاباً على الحالة الرياضية بوجه عام، مؤكداً أن الجامعة هي المكان الذي تصقل فيه شخصية الرياضي، مشيداً بدور الرياضة التي فاقت في انجازاتها ما تحاول لأجله السياسة.

ودعا أبو بشارة، لأن توكل رئاسة الاتحادات الرياضية الجامعية لرؤساء الجامعات، معتبراً أن هذا سيوفر دعماً أفضل من أصحاب القرار، لا سيما وأن الدعم المادي شرط أساسي لإحداث نقلة نوعية بالرياضة الجامعية.
وانتقد أبو بشارة عدم وجود نظام للتفوق الرياضي، كما أن الرياضة النسوية، لا تظهر إلا في الجامعات التي يُدرّس فيها تخصص الرياضة فقط، وهي بالتالي تعود للمشاركات المدرسية، وختم قائلاً: "أرى أن الطموح أكبر من الواقع، وعلينا ان ننزع باتجاه الطموح كي ننجح".

كما قدم الدكتور جمال شاكر، ورقة أخرى، تطرق خلالها إلى العلاقة مع اللجنة الأولمبية، معتبراً أنها لا زالت بحاجة الى مزيد من الدعم لتغيير نظرة رؤساء الجامعات إلى الرياضة، لافتاً إلى أن تطبيق الاحتراف بلعبة كرة القدم، أثر على مسيرة الرياضة الجامعية، داعياً للبحث عن حلول لمثل هذه المشاكل.
وأوضح شاكر، أن ما يعيب بعض الأنشطة الرياضية الجامعية، أنها تقام على شكل "صواعق"، تنظم على مدار يوم واحد، وهذا نهج غير تربوي، لأنه يقلل من فرص الاحتكاك بين اللاعبين، مبيناً أن من بين العقبات أيضاً، وجود الفرق في كوادر الجامعات، إذ أن نظام الساعات المعتمدة لا يتوافق مع تسجيل الطالب، ومواعيد التدريب، وهذا قلل من فرص المشاركات الخارجية.

وقدمت ريم حماد، الأكاديمية بجامعة بيرزيت، ورقة بعنوان :"الرياضة الجامعية أرض خصبة لتنمية المهارات وفرز الطاقات الرياضية"، بينت من خلالها أن الرياضة الجامعية، تعتبر "خزان" الرياضات الأخرى، داعية الاتحادات الرياضية المختلفة، لاستثمارها كما ينبغي، كي تكون مؤثرة في مختلف الألعاب.

وأكدت حماد أن الجامعات تحرص على اتاحة الفرص أمام الطلبة الموهوبين، ومن هنا تقيم انشطتها اللا منهجية، وعلى راسها النشاط الرياضي، مشددة على أن دور الجامعة لا يقتصر فقط على الدور التعليمي، وإنما يمتد لتحقيق أهداف عظيمة، بما يساهم في تكوين شخصية متكاملة للطالب الجامعي، بما يجعله قادراً على الابداع في شتى المجالات، لا سيما الرياضية.

ودعت إلى ضرورة توثيق وتفعيل الاتصال مع أهالي الطلبة، لحثهم واقناعهم بضرورة وأهمية مشاركة أبناءهم في الأنشطة الرياضية، باعتبارها وسيلة للترويح عن النفس، إلى جانب كونها أنشطة محببة لأبناء المجتمع، وخصوصاً لدى فئة الشباب.

من جهته، قدم الدكتور وليد خنفر، ورقة بعنوان: "دور الدعم المالي والمكافآت في تحقيق الانجازات الرياضية للطلبة الجامعيين"، أوضح من خلالها أن تحقيق الانجاز الرياضي مشروط بتوفير العوامل المساعدة، ومنها المرافق الرياضية، والبنى التحتية، لافتاً إلى أن بعض الجامعات اضطرت في السابق لاستخدام المرافق الرياضية للمدارس، وقال: "إذا ما أجبرنا جامعاتنا على الاهتمام بتوفير هذه المرافق، سيتحقق لنا الانجاز الذي نسعى إليه ونحقق طموحاتنا".

واعتبر خنفر أن الامكانيات الموجودة لدى الجامعات، ليست المطلوبة، للنهوض بواقع الرياضة الجامعية، فلا زلنا لغاية الآن بحاجة إلى مختبرات لفسيولوجيا الرياضة، إلى جانب تغيير ثقافة الإداريين والمسؤولين تجاه الأنشطة الرياضية الجامعية، وهذا يدفعنا إلى ضرورة ايجاد خلخلة طلابية، وأوصى بمخاطبة إدارات الجامعات بضرورة العودة إلى المكافآت المادية، ليصبح لدينا بالفعل انجازات نباهي بها الآخرين.

وقدم بدر مكي، ورقة بعنوان: دور الاعلام في تفعيل الرياضة الجامعية"، وبين خلالها أن الاعلام هو من يسوق الرياضة، وهذا يتطلب أن يكون لكل جامعة ناطقاً إعلامياً يغطي نشاطاتها، ويزود الصحف المحلية ووكالات الأنباء بها، لأن النشاط أو الحدث لا يعرف إلا من خلال الاعلام.

وشدد مكي على أهمية أن يكون هناك صفحة الكترونية لكل جامعة، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، لتسويق اللعبة واللاعب بشكل أفضل، إلى جانب التنسيق بشكل أفضل مع وسائل الاعلام المختلفة، معرباً عن استعداد اللجنة الأولمبية للتعاون مع الاتحاد الرياضي الجامعي بهذا الخصوص، وقال: "الرياضة الجامعية تهمنا كاعلاميين، وسنعمل على زيادة الاهتمام بها، لتأخذ دورها الذي تستحق، لكن هذا يتطلب جهداً مضاعفاً وترتيباً للأوراق الداخلية في الجامعات والاتحاد الرياضي الذي يمثلها".

وحملت ورقة الدكتور مؤيد شناعة، عنوان: "صقل العاملين في مجال التدريب الرياضي"، ودعا من خلالها إلى ضرورة البحث عن المدرب الذي لديه القدرة في التأثير على اللاعب، وهذا يحتاج لمزيد من التحديث والشهرة والاحترافية، فالمدرب عندما يتم تحفيزه، يمكن أن يصل للعالمية، وبالتالي تفتح أمامه فرص التدريب في أي دولة.
وأوصى شناعة بضرورة استحداث برامج رياضية للاتحادات للاستفادة من الدورات التأهيلية المختلفة، ومواكبة التطور العلمي وتوظيف الابحاث العلمية المتخصصة للاستفادة منها كما يجب، واستحداث جائزة سنوية لأفضل مدرب، إلى جانب استحداث مساقات باللغة الانجليزية تعنى بالمصطلحات الرياضية ليتمكن الطالب من الاطلاع عليها والاستفادة منها.

وأوضح أن هناك عناصر أساسية يجب أن تتوفر للإبداع، ومنها تبني مجموعة قيم إبداعية وترجمتها في نظم وأساليب خاصة، وتوحيد المعايير الخاصة بالحوافز، مع تفعيل العلاقة مع الاتحادات الرياضية، بتضمين اتفاقيات التعاون بنوداً خاصة بالابداع.

وفي معرض نقاشهم، شدد الرياضي المخضرم، عمر موسى، لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم، خلال فترة الستينيات، على ضرورة أرشفة الأنشطة الرياضية الجامعية، لتكون مرجعاً لكل الباحثين والدارسين، وألبوماً حياً لذاكرة الأجيال الرياضية المتعاقبة، إلى جانب البحث العلمي والرياضي المستمر، بما يمكن الباحث من خلق مقارنة واقعية ما بين الماضي والحاضر.

ودعا خضر ذياب، رئيس اتحاد كرة السلة، إلى ضرورة تشكيل لجنة متابعة، لمتابعة توصيات هذا المؤتمر وتنفيذها على أرض الواقع، حتى لا تتحول إلى مجرد افكار على الورق.
وفي ختام المؤتمر، تم تكريم كبار الحضور، وأعضاء الاتحاد الرياضي للجامعات، وأعضاء اللجنة التحضرية للمؤتمر، وكافة المشاركين، وممثلي وسائل الاعلام.