الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ويبقى التحايل و الغش( التمثيل ) آفة كرة القدم العصريه ...!!!!!

نشر بتاريخ: 02/07/2014 ( آخر تحديث: 02/07/2014 الساعة: 17:04 )
بقلم : مهيوب الصادق

عرفت مواد كرة القدم في احدى موادها الـ 17 فقرة ينصب محورها حول التحاليل( التمثيل) وتحديداً في المادة 12 ( الأخطاء وسوء السلوك) الفقرة السادسة في قسم ( توجيهات وارشادات اضافية للحكام ) والتي نصت على (( يجب اشهار البطاقة الصفراء للسلوك الغير رياضي عندما يقوم اللاعب بمحاولة مخادعة الحكم( التحايل ) بإدعائه الإصابة أو التظاهر بأنه قد تم ارتكاب مخالفة ضده )).

لقد اضحت هذه الآفة نقطة سوداء في تاريخ لعبة كرة القدم وتضرب بيد من حديد على مبادئ الروح الرياضية واللعب والمنافسة الشرعيه، وللأسف الشديد فقد اضحى هذا الاسلوب الدنيء-خذ مثلا على سبيل الحالات التي حدثت في كأس العالم الحاليه في البرازيل وكيف ان خداع الجكم و التمثيل قد حرم الكثير من حقه –يبدو انها سنه و نهج تسير عليه اخطط المدربين لاخذ الحكام على حين غره- نعم انها وسائل و طريقة اللعب لدى بعض اللاعبون والمدربون وذلك لتحقيق مأرب ذاتية شخصيه، تسيء الى اللعبه وجماليتها، بحيث اصبحت تمثل ورقة ضغط قوية على الحكام، والأدهى والامر ان هناك مدربون يعملوا على تدريب لاعبيهم وفق القيام بحركات تضليلية ومحاولة ( تحايل ) لأجل ابتزاز قرار تحكيمي او ادعاء الاصابة أو المخالفة داخل أو قرب منطقة الجزاء وبالتالي الحصول على ركلة حرة مباشرة أو ركلة جزاء وقد يصل الى اشهار البطاقة الصفراء او الحمراء للمنافس دون وجه حق- الامر الذي يتطلب من الحكم الاستعداد و التحضير النفسي للتعامل بعدل و نزاهة عند ارتكاب مثل هذه المخالفة ؟!!!!

بطبيعة الحال، يحدث –التحايل او التمثيل- عندما لا يكون بالاصل التحام بين المتنافسين او قد يحدث عندما يكون هنالك منافسه و تلاحم بين اللاعبين على الكرة او بدونها ، وقد يكون ذلك تلاحم طبيعي و قانوني، ناهيك عن أن لعبة كرة لعبه جماعية لابد من التلاحم بين اللاعبين شرط ان لا يصل لدرجة الاهمال او التهور او القوة المفرطة، وان يكون التنافس على الكرة وان تكون الكرة في منطقة اللعب- وهذا يرجع الى فطنة الحكم -، من الأهمية بمكان ان يميز الحكام بين التحايل والسقوط الطبيعي للاعبين او فقدان الإتزان لديهم ،وهذا بالتأكيد لا يتدرج تحت بند المخالفة .

من هنا يجب ان يكون ادى الحكام درجة الوعي الكفاية لمراقبة وتحديد سلوكيات اللاعبين واسلوب لعبهم حتى لا يقع الحكم بالمحظور، وبالتالي مكافأة اللاعب المخالف اصلاً ومعاقبة المجنى عليه،على الحكم ان يكون لديه اقصى درجات التركيز و تحديد من يبادر بالسقوط- من يبدأ بعملية السقوط دون احتكاك-، من هذا القبيل يجب على محاضري الحكام اعداد مادة تعليمية وإثراء ذاكرة الحكم تثقيفه بكل في التعامل المناسب مع الغش و التحايل من حيث تعريفه وطريقة استخدام هذا الأسلوب و اين وسبب لوجوء اللاعبين هذه الأساليب الرخيصة وطرق الوقاية منها؟؟؟؟؟

يجب ان يدرك الحكم ان التحايل قد يحصل في جميع انحاء الملعب ولكن اغلبها يحدث عند مشارف منطقة الجزاء أو داخل منطقة الجزاء وبالتحديد عند يشعر اللاعب انه في طريقه لفقدان الكرة او عندما يشعر ان المنافس اقدر او اسرع اواكثر مهارة منه، ان الحد من هذه الآفة يتمحور حول ان يتمتع الحكم بلياقة بدنية و لباقه الذهنيه جيدة تؤهله لإتخاذ الموقف المناسب وتوفر له زاوية رؤية واضحة مطبقاً قاعدة الـACB واللياقة البدنية الجيدة توفر للحكم التركيز والقراءة الجيدة للحالة و بالتالي الاقناع في القرار التحكيمي،والاهم عدم تساهل الحكم في اصدار القرار المناسب بحق المخالف، ومرة اخرى، الأهم من هو اللاعب الذي يبادر أولاً بالسقوط، ناهيك عن الوضع التشريحي لعملية سقوط اللاعب ( كإمتداد للساعدين لحماية نفسه عند سقوطه على الأرض ) أخيراً اتخاذ القرار الفني والإنضباطي المناسب وفقاً لقانون اللعبة ( الركلة الحرة مباشرة واشهار البطاقة الصفراء) ، والاهم عدم تساهل الحكم في اصدار القرار المناسب بحق المخالف.

خلاصة القول ، يجب ان يدرك الحكام ان تفنن اللاعبون في التحاليل و التمثيل يشكل حتماً ضغطا نفسيا يتوجب التعامل معه، وبالتالي فقدان القدرة على دقة القرار التحكيمي لذلك يجب التعامل مع التحايل بحكمة وروية تحفظ ماء وجه الحكم وشخصيته وبالتالي الإقناع بالقرار التحكيمي.

بعض اللاعبون بارعون في الغش والتحايل ان من يلجأ بمثل هذه الاساليب يعمل على حرماننا من متعة لعبة كرة القدم او تصبح ميدان خارج نطاق مبادئ الروح الرياضية والهدف هنا تحقيق غايتهم بشكل غير شرعي عن طريق اكتساب غير مشروع لقرار ابتز الحكم و حصل عليه .
المطلوب من الإتحادات اتخاذ العقوبات الصارمة الثابتة بهدف الحد من هذا الجرم المشهود
( التحايل ) ان من يأمن العقاب يسيئ ويكرر، واخيراً وليس آخرا( من غشنا فليس منا...).