الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عريقات: لا يوجد حالياً شريك للسلام في الجانب الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 05/07/2014 ( آخر تحديث: 05/07/2014 الساعة: 19:54 )
القدس - معا- قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بحل الدولتين وأنها تريد بدولة واحدة تدعى إسرائيل من نهر الأردن الى البحر المتوسط.

أقوال عريقات جاءت خلال مقابلة حصرية أجراها مع قناة i24News باللغات الثلاث، العربية، الإنجليزية والفرنسية.

عريقات أضاف انه بهذه الطريقة يمكن لإسرائيل ان تسيطر على "معابرنا الدولة، على مجالنا الجوي، على موانئنا، على مطاراتنا (في حال أردنا بناء مطار)، ولها سلطة أمنية علينا ومن بعدها يقولون لنا "أنتم أقلية عربية محترمة... أحكموا نفسكم بأنفسكم". هذا هو الأبارتهايد. اليوم في 3 تموز 2014 هنالك شوارع في الشفة الغربية التي لا يمكنني كفلسطيني من العبور فيها. فقط الإسرائيليون يمكنهم العبور. حتى في أظلم ساعات الابارتهايد في جنوب أفريقيا لم يتم منع ذات البشرة السوداء من العبور في الشوارع التي يستخدمها الإنسان الأبيض".

وشدد عريقات في حديثه على أهمية التوصل لإتفاق سلام على مبدأ حل الدولتين وأضاف انه "أهم المصالح بالنسبة للشعب الفلسطيني". وقال عريقات إن "هذا يعني ان نكون أحراراً، انتهاء هذا الإحتلال البشع. هذا يعني حريتي، كرامتي ومصادقيتي. فشل عملية السلام هي إمكانية ليست واردة. يجب أن أنجح. لا أحد سيستفيد أكثر من نجاح عملية السلام من الفلسطينيين ولا أحد سيخسر أكثر في حال فشل العملية من الفلسطينيين".

حسب وجهة نظره فإن أكبر عقبة أمام السلام هي عدم رغبة إسرائيل على تقديم التنازلات والإستمرار في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية. وقال عريقات "لقد اعترفنا بحق إسرائيل بالتواجد حسب حدود عام 1967. إسرائيل لم تعترف بحق وجود الدولة الفلسطينية حسب نفس الحدود. اتفقنا على مناقشة موضوع حدود عام 1967 وتبادل الأراضي بشكل فوري، إسرائيل لم توافق على ذلك".

وأضاف عريقات "لقد قطعنا شوطاً طويلاً بسماحنا لأطراف ثالثة مثل الإتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بالمجيء الى دولة فلسطين للتأكد بأننا نلتزم بالإتفاقيات. مبادرة السلام العربية، التي تعتبر أكثر المبادرات العربية تقدماً منذ عام 1948، ما زالت موضوعة على الطاولة، وتنص على انه في حال انسحبت إسرائيل من المناطق المحتلة في عام 1967 ستقوم جميع الدول العربية بتطبيع علاقاتها معها. نحن مستعدون للأن تكون القدس مدينة سلام، مدينة مفتوحة. تم الحديث عن هذه المواضيع خلال المفاوضات بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمبعوث السابق مارتن إنديك".

"سؤالي لزملائي الإسرائيليين هو: خلال الأشهر التسعة الأخيرة من المفاوضات قامت إسرائيل بزيادة عدد المستوطين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ50 ألف مستوطن جديد. وقامت ببناء 1400 منزل جديد في الضفة الغربية وقتلت 66 فلسطينيا بدمٍ باردٍ وهدمت 650 منزلاً فلسطينيناً وقامت بتصعيد إستفزازاتها. لماذا تقومون بإضعافي؟ علينا تقوية أحدنا الآخر. لا يوجد لدينا اليوم شريكاً في إسرائيل الذي يقول "أنا أقبل حق وجود الدولة الفلسطينية حسب حدود عام 1697"".

"حماس هي حركة سياسية فلسطينية"
خلال حديثه تطرق عريقات الى قضية حكومة المصالحة الفلسطينية الإتهامات الإسرائيلية لحركة حماس، قائلاً إن حماس ليست عاملاً في الحكومة الفلسطينية الجديدة.

"حماس هي حزب سياسي فلسطيني، لا نرى حماس على أنها منظمة إرهابية. حماس شاركت في الإنتخابات وفازت بها. نحن ملتزمون للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كوحدة واحدة، والتي يجب الحفاظ على سلامتها ويجب ان يكون هنالك حكم قانون واحد. نحن نقول لحركة حماس: "عندما نختلف، لا نتوجه الى الرصاص، وإنما نتوجه الى صناديق الإقتراع، الى الإنتخابات". حكومة المصالحة التي أقيمت لا تشمل أي عضو من حركة حماس، ولا أي عضو من حركة فتح، ولا أي عضو من أي حركة سياسية، وإنما فقط مختصين. والحكومة ملتزمة بخطة الرئيس عباس: دولتين، الإعتراف بإسرائيل، نبذ العنف، قبول المفاوضات. الولايات المتحدة وأوروبا تقبلان ذلك، نصف الإسرائيليين يقبلون ذلك. لكن السيد نتنياهو يستعمل ذلك كحجة للتراجع عن إلتزامه لحل الدولتين".

عنما سُئل عريقات عن إمكانية تورط حركة حماس في عملية إختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة أجاب كبير المفاوضات بصورة غير مباشرة لكنه اتهم نتنياهو باستغلال هذه المأساة لمكاسب سياسية.

"نتنياهو استخدم عملية الخطفة كحجة، ولكن ليس ضد حماس. الجيش الإسرائيلي جاء الى رام الله، حاصر قواتنا الأمنية ومقرات الشرطة وهو يعرف تماماً انه لا يمكننا الرد بناءً على الإتفاقات السابقة. لذلك قاموا بإذلال أولادنا وفي اللحظة التي سيتركونا، سيبدأ فلسطينيون برمي الحجارة علينا. نتنياهو يضعفنا".

عريقات تطرق أيضاً الى قضية مقتل الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير الذي تم العثور على جثته صباح الأربعاء. وقال عريقات ان عملية القتل، الذي يعتبرها العديد "عملية قتل إنتقامية" رداً على خطف وقتل الشبان الإسرائيلين الثلاثة، هي مثال على عمى إسرائيل وتحيزها تجاه الفلسطينيين. "هل سيقوم نتنياهو ويعالون بهدم منزل عائلة المستوطن الذي قام بالعملية؟ هل سيقومون بإغلاق مدارس وجامعات؟ إسرائيل لا ترانا".

"دفن الإسرائيليين والفلسطينيين لأولادهم تعني أمراً واحداً: يمكن التوصل للأمن فقط بواسطة السلام، عن طريق إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، عن طريق عملية سلام ناجحة وذات معني التي ستؤدي الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967".