الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دروس فلسطينية من ملحمة الجزائر..

نشر بتاريخ: 06/07/2014 ( آخر تحديث: 06/07/2014 الساعة: 14:00 )
بقلم- أحمد خليل المشهراوي

مع تحديد الأربعة الكبار للمونديال، وسقوط أسماء براقة في عالم الساحرة المستديرة، لا بد أن نتوقف مع مشاركة ممثلنا العربي الجزائر، والاستفادة الفلسطينية من الأداء الذي ظهر عليه محاربو الصحراء.. لم تكن الــ 120 دقيقة مجموع حصاد مباراة الجزائر وألمانيا في الدور الثاني لمونديال كأس العالم مجرد هازم ومهزوم، أو جولة بين فريقين أحدهما ارتقى لدور ربع النهائي والأخر غادر إلى بلاده، وإن كانت الكرة لا تعرف إلا لغة الفوز والأهداف.. بل لا بد من الوقوف وراء الكثير من العبر والدروس المستفادة من المباراة، خاصة لكرتنا الفلسطينية التي تتلمس طريقها نحو القارية في أستراليا بعد أشهر قليلة.. فرفاق حليش ومبولحي قدموا أداءً رجولياً وتسلحوا بالإرادة والعزيمة وأرهقوا الماكينات حتى الدقيقة 92، قبل أن يستفيد الألمان من فرصة جعلتهم يثأرون لواقعتهما في مونديال 1982 من أحفاد ماجر وبلومي وعصّاد.

أولاً: يجب علينا إعادة صياغة القائمين على كرة الانتفاضة ومستشاريها، واختيارهم على أساس علمي مدروس من أصحاب الخبرة والفطنة ومن أصحاب الشخصيات المؤثرة لوضع السياسيات القادرة على المنافسة.

وأما ثانياً، ثالثاً: انتقاء اللاعبين المتميزين في الدوريات المحلية وتطعيمهم بالمحترفين أصحاب الخبرة في الملاعب الدولية، وهنا من حقي أن أتساءل لماذا لم يحضر المدير الفني جمال محمود لغزة لمتابعة اللاعبين بالعين البصيرة، وطوي حقبة من الاعتماد على آراء بعض الإعلاميين والمسؤولين في الاتحاد التي قد تخضع للمزاجية، وهل تشكيل حكومة الوفاق سيسهل وصوله؟

وبعيداً عن الجغرافية فإن غزة مثلت لبنة المنتخبات الوطنية طوال السنوات الماضية، وهذا ما وجدناه في حليش، وسليماني في كتيبة الجزائر الخضراء التي جمعت بين الانتماء والخبرة..

وثالثاً: لا بد من الاختيار الدقيق للمدير الفني القادر على أن يصنع من الفريق جيشاً محارباً وأن يكون هو بمثابة قائد أركان يوجه جنوده صوب الهدف، وأن يعزز من قدراتهم ويرت على أكتافهم إذا أصابوا، ويبث فيهم العزيمة والإرادة إن أخفقوا أو تهاونوا.. موضوع المدير الفني، ولا أعني المدرب يحتاج للتفكير بالعقل، وليس بالعاطفة، فكل مرحلة لها معلمها ومنهجها الخاص، ولا يعني تفوق الطلاب في الفصل الأدنى يلزم انتقال المعلم مع طلابه للعام الذي يليه وأن كنا نقدر اجتهاده.

إن الكرة أصبحت اليوم علماً وقبلها فناً، وما سقوط كبار المونديال عنا ببعيد، فكيف بنا ونحن لا زلنا على أعتاب الطريق، فهل نعي قيمة النشيد الوطني الذي نتمنى أن يعزف في كل البطولات، وأن نحقق بالكرة ما لم يحققه السياسيون، إن الفرحة التي رسمها الجزائريون في فوزين وتأهل وقتالهم أمام ألمانيا، يحتم علينا أن نبذل المزيد للكرة، وأن نستشعر قيمة الفرحة التي تنتظرها شفاه شعبنا، ونحقق مزيد من الأحلام لشعوبنا.