بركة: إسرائيل لا تدافع عن نفسها بل عن احتلالها
نشر بتاريخ: 09/07/2014 ( آخر تحديث: 09/07/2014 الساعة: 22:08 )
القدس- معا- قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في خطاب له في رام الله،اليوم إن إسرائيل لا تدافع عن نفسها بل عن احتلالها.
وحذر من التوجهات العالمية، التي تبدأ كما قال بالحديث عن تحييد المدنيين، فقط حينما تطلق قذيفة من القطاع، دون التفات لجرائم إسرائيل.
في حين أكد بركة، أن الهدف من بناء جدار الاحتلال على أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة، هو القضاء على احتمالات قيام الدولة الفلسطينية.
وجاء هذا في كلمة النائب بركة، في الجلسة الافتتاحية، للمؤتمر الوطني لتفعيل قرار المحكمة الدولية ضد جدار الاحتلال، الذي عقد اليوم الأربعاء في رام الله، بدعوة من اللجنة الوطنية الفلسطينية لسجل أضرار الجدار، بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنطقة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، والسلك الدبلوماسي في رام الله.
العدوان على غزة
وافتتح بركة كلمته، متوقفا عند العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إننا هنا وقلبنا مع غزة وأهل غزة، وقال، إننا ندرك أن هناك مطلبا (دوليا) وهذا مطلبنا ايضا، باخراج المدنيين خارج دائرة الصراع، بما في ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن هناك من يبدأ بالتداول بهذه القضية، فقط من اللحظة التي يطلق فيها صاروخ بدائي من غزة، ولكن الحقيقة هي غير ذلك، فالعدوان الأساسي هو في استمرار الحصار على شعبنا في قطاع غزة، وهذا هو مصدر كل الأوبئة.
وتابع بركة قائلا، إنه لا يمكن الحديث بمنطق أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، فإسرائيل لا تدافع عن نفسها، بل تدافع عن احتلالها، ولهذا حينما نتحدث أمام المجتمع الدولي، يجب التدقيق على هذه الأمور، وتوضيح مثلا، ماذا يعني عدم اقحام المدنيين، وأن الحصار هو عمل عدواني.
وقال بركة، إن إسرائيل تحاول الآن خلط الأوراق من جديد، وهي لا يتوقف عدوانها على غزة، بل أيضا على الضفة، وعلى المواطنين العرب في إسرائيل، ولا اعتقد أن أحدا بإمكانه أن يحظر علينا نحن أبناء الشعب الفلسطيني الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا بفعل المواطنة الإسرائيلية، فنحن أبناء الشعب الفلسطيني قبل إسرائيل، وسنبقى كذلك في كل الأحوال.
وأضاف، ولكن في حكومة إسرائيل هناك من يريد أن ينقل المواجهة إلى داخل مجتمعنا، نحن الجزء المتبقي في وطنه من الشعب الفلسطيني، لعدة أهداف، والأول، هو التنصل من الاستحقاقات السياسية والدولية، واختلاق وضع وكأن إسرائيل تواجه خطرا ليس فقط على احتلالها، بل أيضا على وجودها، ووصمنا نحن بالإرهاب، أو تقسيمنا إلى ايجابيين وسلبيين، وثانيا، تريد إسرائيل تطبيق خطوات تمهيدية للطرد الجماعي، وهذا يندرج تماما في ما يسمى "يهودية الدولة".
وتابع بركة قائلا، إن إسرائيل تزعم ان الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي الرافض لما يسمى بـ "يهودية الدولة"، هو موقف عنصري، فالقيادة الفلسطينية اعترفت بإسرائيل، ولكن إسرائيل تريد من الفلسطينيين قيادة وشعبا، أن يعترفوا بعنصريتها وبعرقيتها العنصرية، لذلك، هناك ضرورة بالتدقيق بالمصطلحات والصياغات، فالمصطلحات ليست مجرد كلام، بل هي تعكس الموقف المتكامل الدقيق.
القضاء على قيام الدولة
وقال بركة، إنه كان في لاهاي، يوم النطق بحكم المحكمة الدولية، ويومها كانت تزعم إسرائيل زورا، أن الجدار هو لأسباب أمنية، فمن يتحدث اليوم عن الجدار هو جدار أمني، فهذا الجدار منذ لحظة نشوء فكرته الأولى وبدء تخطيطه، ليس فقط أنه يعتدي على الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بل له أبعاد أكبر، فعدد المستوطنين تضاعف خلال عشر سنوات، وجرى عزل كامل للقدس، وبناء معابر بين نقاط تماس فلسطينية وجيش الاحتلال، فإذا قرأنا خارطة هذه المعابر، نعرف أنها تقود إلى أمر واحد بسيط، بأنه لا يوجد معبر بين دولة فلسطيني التي يجب ان تقام على حدود 1967، إنما هي معابر لكانتونات فلسطينية تريد تثبيتها إسرائيل بهذا الشكل، ما يعني ان المفهوم الحقيقي للجدار هو اغتيال أي امكانية لقيام دولة فلسطينية.