الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال تقدم شكوى ضد جيش الاحتلال

نشر بتاريخ: 10/07/2014 ( آخر تحديث: 10/07/2014 الساعة: 15:26 )
رام الله- معا - قدمت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين، شكوى ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالنيابة عن الطفل طاهر زياد طاهر الأقرع (17 عاما) من قلقيلية، الذي تعرض للضرب المبرح على يد قوات الاحتلال خلال اعتقاله في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.

وقالت الحركة، في بيان صحفي اليوم الخميس، إن الشكوى أرفق بها محضر جلسة المحكمة الأولى الذي يثبت فحواها من حيث تعرض الطفل الأقرع للضرب، مشيرة إلى أن القاضي سمح لمحامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عدنان الرابي بتصوير الطفل، وآثار الضرب التي ما زالت ظاهرة عليه.

وأشارت الحركة إلى أن المحكمة رفضت الإفراج عن الطفل الأقرع بادعاء أن "حالته الصحية لا تشكل سببا للإفراج عنه".

ومن جانبه، قال محامي الحركة إياد مسك، في تعقيبه على ما حصل للطفل، "إن الإعتداء على الطفل الأقرع يعتبر استمرارا للإنتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي لا تراعي أية اعتبارات إنسانية أو قانونية في التعامل مع هؤلاء الأطفال، ولذلك ولمحاسبة المعتدين قمنا في الوحدة القانونية في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بتقديم شكوى للجهات المختصة لمحاسبة الجنود المعتدين على هذا الطفل، رغم أن احتمالية إنصاف هذا الطفل ضئيلة جدا كون الجهة التي تحقق في الحادث تابعة للجيش الإسرائيلي، ولكن هذه هي القنوات المتاحة لنا قانونيا لمحاولة محاسبة ومحاكمة المعتدين".

وقال الطفل الأقرع، في إفادته لمحامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، حول ما حدث معه، إنه كان يسقي أشجارا في أرض أهله الزراعية الواقعة على المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، عندما لاحق جنود الاحتلال فتية في المكان، فأمسكوا به وانهالوا عليه بالضرب.

وقال الأقرع: "طلب مني الجنود الجلوس، وعندما فعلت إنهالوا علي بالضرب بالسلاح الذي معهم، ضربوني بمؤخرة البندقية على رأسي، ومن ثم أمسك أحد الجنود بندقيته من الأمام وبدأ يضربني بها كأنها عصا، أما بقية الجنود فكانوا يركلونني بأرجلهم، وكانوا يشتمونني، وقد استمروا بضربي نصف ساعة على الأقل".

وأضاف: "نتيجة للضرب فتح حاجبي الأيمن، وكان الجرح بالغا، فنزفت كثيرا من الدماء التي كانت تسيل على عيني ووجهي، كذلك أصبت خلف أذني اليسرى بجرح بالغ أيضا، وفي يدي اليمنى كذلك".

وتابع: "أثناء وجودي على الأرض كبلني الجنود بثلاثة مرابط بلاستيكية، وشدوها بشكل قوي ولم يكتفوا بذلك، فقاموا بتكبيلي بقيود حديدية وربطوا عصبة على عيناي وشدوها بشكل قوي، فصرخت من الألم لوجود جرح في حاجبي الأيمن، وبعد أن كبلوني وأنا ملقى على الأرض ضربني أحد الجنود بموخرة البندقية على رأسي، فشعرت بدوخان، وفي الحال رفعني الجنود بقوة عن الأرض وخلال ذلك تقدم نحوهم شخص كان في المكان وخاطبهم باللغة الانجليزية طالبا منهم إخلاء سبيلي، فصرخوا عليه وطلبوا منه الابتعاد والإ سيضربونه".

وأضاف الطفل الأقرع أن الجنود كانوا يشتمون الدين الإسلامي ويسبون الذات الإلهية ويصفعونه على وجهه خلال اقتيادهم له بالجيب العسكري، وأشار إلى أن الجنود اقتادوه إلى مستوطنة محاذية لمدينة قلقيلية، وهناك وجهوا له صفعات على عنقه وركلوه بأقدامهم خلال اقتيادهم له.

وقال: "أجلسوني على الأرض بالقرب من مبنى وكانوا يسخرون مني ويسكبون الماء علي، وأجبروني على الوقوف والجلوس مرات عديدة وقد استمروا على هذا الحال حوالي ساعتين، ولم يقدموا لي العلاج في الوقت المناسب، طلبت منهم السماح لي بالتوجه للمرحاض، رفضوا وصرخوا علي وصفعوني على وجهي، وقد فعلوا ذلك مرات عديدة، كنت بموقف نفسي صعب ومن شدة الأوجاع شعرت أنني سأموت".

في فجر اليوم التالي حُقق مع الطفل في مركز شرطة "أرائيل"، دون وجود محام أو أحد من أهله، واتهم بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود، وعندما نفى ذلك قال له المحقق "أنت كذاب وأنا أصدق الجنود"، ومن ثم نقل إلى معتقل حوارة.

وقال: "في معتقل حوارة طلب مني الجنود أن أقف بجانب الحائط، أن أقف وأجلس مرات عديدة، وكانوا يسخرون مني ويضحكون، وبعد ذلك أدخلوني الى زنزانة صغيرة".

حُقق مع الطفل مرة ثانية في معتقل حوارة حول التهم ذاتها، وقال الطفل: "كررت أقوالي نفسها في التحقيق السابق، لكن المحقق قال لي أنت كذاب، والانكار لا يفيدك وشتمني وركلني مرتين".

عُرض الطفل الأقرع على المحكمة الإسرائيلية أربع مرات، حيث وجهت له تهم "ضرب الحجارة والزجاجات الحارقة والإخلال بالنظام العام، والهرب من الجنود ومحاولة خطف سلاح أحدهم"، وهو الآن يقبع في سجن "مجدو" بانتظار محاكمته التي تأجلت حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري.