لن تموت غزة

كتب :أسامة فلفل

غزة الصامدة رمز الشموخ ومدينة الإيباء وقلعة الشهداء شأنها شأن معظم محافظات الوطن المفدى كانت وعبر التاريخ مقبرة للغزاة الطامعين ونبعا للعطاء الفلسطيني الذي لا ينضب ,قدمت الأسير والشهيد والجريح والمبعد قربانا على مذبح الحرية.

اليوم رغم الجرح النازف والهجمة الصهيونية الشرسة تسجل غزة العطاء والعزة وتسطر بالدم القاني والأشلاء الممزقة في سفر التاريخ ملحمة العشق لفلسطين ,فمن وسط جحيم الأرض المحروقة ودوي القنابل وأزيز الرصاص وهدير الطائرات الحربية التي تصب حممها دون هوادة على شعبنا ومنازل الآمنين العزل وتطحن عظام الأطفال والنساء والشيوخ بالموت الأسود أمام صمت العالم تجسد صمود اسطوري في وجه العدوان و الطغيان.

فحين تدرك أن الموت بك يحيق وأن الحياة تضيق فليس ثمة والله إلا أن تردد "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "

قسما يا غزة العزة بأشلاء أطفالك الممزقة والمحترقة وبلهفة أمهاتنا الثكلى وبدموع الآباء الصابرين أن نظل نقاوم يا غزة , ولن تنكسر إرادتنا وسيندحر الاحتلال وهذا العدوان البربري لن يزيد شعبنا الصامد المرابط إلا إصرارا وقوة على الصمود في وجه الطغيان وآلة حربه المدمرة.

نعم صامدون ولن نهاب الموت ولا نخشى الخوف على أرواحنا ودمائنا نقدمها مهرا للوطن ولن نخلف الوعد والعهد والقسم أن نظل فداء للوطن.

لن نخشى أن تموت غزة العزة لأنها جزء أصيل من أرض الحضارات والثورات والبطولات الخالدة التي لا تموت وسنظل صامدون رغم الموت المتربص على الطرقات وفي الأزقة والأحياء وحتى في بيوتنا وأعمالنا.

لن نخشى قصف الطائرات والبوارج الحربية والدبابات ورغم الموت في وجدان العالم سنظل صامدون حتى الفناء بكرامة أو الحياة بعزة وشهامة.

ختاما ...

صامدون مادامت أشرعة المقاومة عالية خفاقة في سماء المجد والعزة تحمي الوطن والأرض والقضية وسنبقى واقفون هنا قاعدون ، متمترسون هنا خالدون على هذه الأرض أم الأرض سيدة الأرض أم البدايات وأم النهايات وسنصنع الانتصار من رحم الجرح النازف ونمسح ألم السنين ونكتب على أضرحة الشهداء إنا قادمون