الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

لك الله يا غزة

نشر بتاريخ: 14/07/2014 ( آخر تحديث: 14/07/2014 الساعة: 13:17 )
كتب : أسامة فلفل

عندما تشتم رائحة الموت في كل مكان من قرى ومدن ومخيمات القطاع الصامد وعندما ترى الأشلاء الممزقة تتناثر بفعل الإجرام الصهيوني ،وعندما تشاهد عصافير الجنة تدفن في بطون أمهاتهم تحت الأنقاض ،عندما تسقط أسرة بكل أفرادها في جحيم الموت ،عندما تصاب بحالة هسترية نتيجة فقدان الأب والابن والزوجة والأخ وابن العم ،وعندما تشاهد شلال الدماء يسيل وأنين الأم على فقدان أبنائها ورب أسرتها ،عندما تشاهد كواكب الشهداء وهى مدرجة بدمائها فى باحة مستشفي دار الشفاء ،عندما تشاهد البيوت وهى تقصف بالطائرات الحربية على ساكنيها وتتحول في ثوانى لمجرد كومة من الأنقاض ،عندما ترى بأم عينك أندية المعاقين والملاعب والمنشآت الرياضية وهى تقصف بالصواريخ الصهيونية ،عندما تشاهد استهداف الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء وهى تطحنهم الطائرات و الصواريخ وتحولهم الى أشلاء ،عندما تملأ الأحزان كل خلايانا وتسيل من مآقينا الدموع عندما نتنفسها نشربها ونأكلها وننام عليها نفترشها لتكون غطاء وفراش للثأر والانتقام من الأوغاد القتلة.

عندما تقف أعمدة الدخان الأسود الناتج عن القصف والدمار حائلاً بيننا وبين شعاع الشمس عندما يختفي القمر وتتساقط من الغيوم أمطار سوداء تلوث الأرض تقتل كل ما هو يانع على الأرض يكون هناك حزن وفراق ليس كأي فراق بل فراق الروح للروح وانسلاخ القلب عن الجسد ،حينها يبكى الوطن على من رحلوا من الشهداء في صمت و ايثار حينها تبكى ويبكى الوطن على صمت البشر.

يا ربُ ....امنحني طاقة صبرٍ على فراق الإخوة والأحبة والرفاق حيث مازلت أبحث عن أسماء الشهداء على أجد أحد من الأهل أو الأصدقاء ،أبحث عن الرجال والأبطال الذين سطروا ملاحم البطولة و الفداء في كل حارة و زقاق من مدن و مخيمات القطاع ، أبحث عنهم كى أدون أسمائهم فى القلب وفوق الجبين وأرسم بالحب الخالص صورتهم فوق الغيوم.

أبحث عن أوراقي أُحاول أن أسطر حروف وكلمات علها تعبر عما في القلب من ألم وحسرة على فراق الأهل والأحبة والجيران ،أحاول أن أكتب عن ألم وطني وشعبي وأهلى في غزة الصامدة ،و أسرد قصص وحكايات الصمود والبطولة لغزة العزة ولشعبي الثائر في كل المحافظات الفلسطينية المنتفضة.

ختاما ...

تمطر السحابة عادة ثم تغيب بعد أن ترتوي الأرض بمائها ،وتخضرّ الحياة. وحين يرحل الشهداء ترحل أجسادهم فقط لكن أرواحهم الطاهرة الزكية تحملها طيور الجنة في حواصلها، ودماء الشهداء اليوم تروي لنا شجرة الحرية وترسم للأمة خارطة وحدود الوطن وتعبد لنا طريق الجهاد والمقاومة.