الأورومتوسطي: على إسرائيل التوقف عن استهتارها الصارخ بحياة أطفال غزة
نشر بتاريخ: 17/07/2014 ( آخر تحديث: 17/07/2014 الساعة: 15:31 )
جنيف- معا - نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقرّه جنيف، إحصائية مبدأية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر حتى منتصف ليل يومه التاسع.
وأكّد المرصد أنّ القوات الإسرائيلية مع استمرار هجومها تصرّ على استهداف المنشآت المدنية بشكل عمد، فبالإضافة الى استمرارها في سياسة هدم المنازل وقصفها على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، والاستهداف المتعمد للمدنيين من النساء والأطفال، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية محطة معالجة المياه العادمة المركزية في القطاع ما نجم عنه إغراق عشرات الدونمات بالمياه العادمة وخسائر تقدر ب 200 ألف دولار.
وبلغ عدد الضحايا في يوم الأربعاء اليوم التاسع للهجوم 27 قتيلاً بينهم 8 أطفال أربعة منهم من عائلة واحدة، وامرأتان كلتاهما مسنتان.
وقال المرصد إن الزوارق العسكرية الإسرائيلية قامت باستهداف مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون بالقرب من منازلهم على شاطئ غزة، ما أدى إلى مقتل أربعة أطفال من عائلة "بكر" وإصابة آخرين، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.مضيفاً أن عدسة الصحفية "ستيفاني ديكر"، والتي تواجدت في المكان مصادفةً، وثقت كيف قامت النيران الإسرائيلية التي أطلقتها القوارب بملاحقة أطفال عائلة بكر من أجل قتلهم.
وقال الأورومتوسطي، إن 3 أطفال آخرين قتلوا في نفس اليوم، منهم أخ وأخته، نتيجة غارات نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية في خان يونس جنوبي القطاع، وهم الطفل أسامة الأسطل ويبلغ من العمر 6 أعوام، وأخته الطفلة ياسمين الأسطل وتبلغ من العمر 4 أعوام، فيما يبلغ الطفل الآخر 10 أعوام، وهو الطفل إبراهيم أبو دقة. كما قُتل الطفل حمزة ثاري (6 أعوام) في غارة إسرائيلية على منطقة جباليا شمال مدينة غزة.و بهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية الى 217 قتيلا، بينهم 48 طفلا و 27 امرأة.
وبلغ عدد الجرحى لليوم التاسع من الهجمة 173 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 38 طفلا و 17 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم الى 1674 جريحاً، منهم 462 طفلاً 288 من النساء.
كما بلغ عدد الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية يوم الأربعاء 555 هجمة منها 294 هجمة صاروخية و 127 قذيفة من سلاح البحرية، و 134 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 4399 هجمة، منها 2697 هجوم صاروخي، 860 قذيفة من البحرية، 842 قذيفة مدفعية.
وذكرت الإحصائية أنّه يوم الأربعاء دُمّر 268 منزلا، 47 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و 221 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة الى 2037، 312 منها بشكل كلي و1725 بشكل جزئي.
كما أشار المرصد إلى استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الأربعاء لأربعة مساجد اثنان منها دمرا بشكل كلي والاثنان الآخران بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم الى 31 مسجدا، دمرت 6 منها بشكل كلي، كما استهدفت الطائرات الحربية الأربعاء مبنى مشفى الوفاء وأحدثت فيه أضرارا جزئية، ليرتفع عدد المستشفيات المستهدفة الى 8 جميعها بشكل جزئي، وفي وقت سابق استهدفت سيارتا إسعاف، واستهدف صحفيّ بصاروخ أدى الى مقتله واصابة مرافقيه، كما ارتفع عدد المدارس المستهدفة إلى اثنتين وستين.
وأشار المرصد الى استمرار نزوح عدد من العائلات التي تركت منازلها ولجأت إلى منازل عائلات أخرى أو إلى نحو 16 مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في شمال قطاع غزة، حيث تشير تقديرات المرصد إلى لجوء نحو 20 ألف شخص إلى تلك المراكز.
وفي بحث ميداني أجراه المرصد الأورومتوسطي خلال اليومين الماضيين على عيّنة من 340 طفلاً من سكان قطاع غزة، ظهر أن 96% منهم يعانون من ما يُعرف بـ"اضطرابات النوم لدى الاطفال"، كما يعاني 87% من الأطفال الذين شملتهم العينة من "إصابات بالصدمة أو الذهول"، ولوحظ على 89% منهم وجود "تغيرات في الشهية".
وعقب الأورومتوسطي مبينا، أنه وعلى الرغم من أن إسرائيل صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، إلا أنها في الواقع تخالف هذا الالتزام بشكل صارخ، حيث إن القوات المسلحة الإسرائيلية تمتلك تقنيات عسكرية متقدمة تمكّنها من تحديد الأهداف بدقة تكفل تجنيب المدنيين والأطفال دائرة القتل، وهو ما يعني أن الابتعاد عن حصد أرواح الأطفال الأبرياء "ممكن عملياً"، غير أن الهجمات الإسرائيلية بعيدة عن هذا الالتزام بشكل واضح.