استطلاع: حماس تتفوق على فتح شعبيا وذلك لأول مرة منذ سنوات
نشر بتاريخ: 23/07/2014 ( آخر تحديث: 23/07/2014 الساعة: 16:30 )
رام الله- معا - أظهر استطلاعان واحد للرأي العام في الضفة الغربية وأخر للنخب الفلسطينية (قيادات الرأي العام) في كافة مناطق التواجد الفلسطيني، أجراهما معهد العالم العربي للبحوث والتنمية خلال فترة 19 و21 تموز 2014 خلال العدوان على غزة، أن المؤسسة السياسية الفلسطينية الرسمية، ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح والرئيس محمود عباس تعاني من تراجع في شعبيتها، بينما ارتفعت شعبية حركة حماس وفصائل المقاومة.
بالنسبة لاستطلاع الرأي العام فقد تم مع عينة عشوائية وممثلة من 300 فلسطيني وفلسطينية في الضفة الغربية فقط، ولم يتم في قطاع غزة نظرا للظروف القاهرة على الأرض، وتمت المقابلات وجها لوجه. وفي المقابل، تم استطلاع آراء عينة من الأكاديميين والقياديين في المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومي والاعلاميين والمهنيين المتخصصين.
ووصل عدد المشاركين من النخبة إلى 150، وكان 75% منهم من الضفة الغربية و13% من قطاع غزة و (7%) من باقي مناطق التواجد الفلسطيني. وتم استطلاع النخبة من خلال البريد الالكتروني (online survey) حيث تم إرسال الاستطلاع إلى ما يزيد عن 550 قيادي من كافة التوجهات السياسية والتخصصات. وقد جاءت النتائج على النحو التالي:
1. الموقف من وقف إطلاق النار: غالبية بسيطة مع الوقف الفوري ومعارضة للعودة إلى تفاهمات 2012
• انقسم الرأي العام بالنسبة لمسألة وقف إطلاق النار، حيث أيد 51% وقفا فوريا لإطلاق النار يتبعه التفاوض على القضايا العالقة، وعارض ذلك 44% من المستطلعين في الضفة الغربية، والباقي 5% ليسوا متأكدين. أما النخبة، فقد انقسمت مناصفة بين مؤيدين (47%) ومعارضين (47%)، و 6% لم يحددوا رأيهم.
• أما حول اتفاقية تهدئة شاملة كما في عام 2012، فقد أيد الدخول بمثل تلك الاتفاقية 39% من مستطلعي الرأي العام، وعارض ذلك 53%، وكان 8% غير متأكدين. ووصل تأييد اتفاقية هدنة مشابهة لتلك التي أبرمت عام 2012 بين النخبة إلى 44%، أما المعارضة لذلك فوصلت إلى 49% و7% لا يعرفون.
• ومع ذلك، صرح 64% من مستطلعي الرأي العام بأن مواقفهم من موضوع إطلاق النار هو أقرب لموقف حركة حماس، بينما وصف 15% من المستطلعين بأن موقفهم أقرب لموقف الرئيس محمود عباس. أما في حالة عينة النخبة، فإن المجموعة الأكبر (40%) فتجد نفسها على خلاف مع موقف الحركتين، بينما صرح 39% بأن موقفهم أقرب لموقف حماس و20% صرحوا بأن موقفهم أقرب لموقف الرئيس عباس.
2. تقييم دور الأطراف ذات العلاقة: تقييم سلبي للأطراف الدولية والعربية والسلطة الفلسطينية، ويذهب أفضل تقييم لحماس بين الرأي العام وللجهاد الإسلامي بين النخبة.
• التقييم الأسوأ بين عينة الرأي العام ذهب للولايات المتحدة، حيث اعتبر 93% من الرأي العام أداءها على انه سلبي، واعتبره 4% متوسطا و1% إيجابيا. أما بالنسبة للنخبة، فقد قيم 99% منهم موقف الولايات المتحدة سلبا.
• ولم يختلف التقييم للحكومة المصرية عن تقييم الولايات المتحدة بين عينة الرأي العام، حيث قيمه سلبا 93% من المستطلعين ومتوسطا 3% و إيجابيا 2%. ولكن التقييم السلبي لأداء الحكومة المصرية انخفض بشكل كبير بين النخبة، ولكنه بقي يشكل رأي الأغلبية (64%)، بينما اعتبر 31% أداءها متوسطا و6% إيجابيا.
• وفي أوساط الرأي العام جاءت الأمم المتحدة في المرتبة الثالثة من حيث السلبية، حيث قيم 82% اداءها على أنه سلبي و11% متوسط وأقل من 2% على أنه إيجابي. أما في أوساط النخبة فقيم 80% أداء الأمم المتحدة على انه سلبي، و18% قيموه متوسطا و2% إيجابيا.
• وقيم 77% من الرأي العام أداء الجامعة العربية بالسلبي، وقيمه 13% بالمتوسط و4% بالإيجابي. أما التقييم السلبي للجامعة العربية بين النخبة فقد ارتفع إلى 85%، ووصل التقييم المتوسط إلى 13%، والإيجابي إلى 1%.
• أما السلطة الوطنية الفلسطينية فقيم 56% من مستطلعي الرأي العام أداءها سلبا، و25% متوسطا و16% إيجابا. وكان التقييم بين النخبة مشابها للرأي العام إلى حد بعيد، فقيم 53% أداء السلطة سلبا، و35% متوسطا و12% إيجابا.
• أما حركة فتح فيقيم أداءها 45% بالسلبي و32% بالمتوسط و22% بالإيجابي وذلك في أوساط الرأي العام. أما النخبة، فيقيم 44% منهم أداء فتح سلبيا، و40% متوسطا و14% إيجابيا.
• ويزيد التقييم الإيجابي عن السلبي بين مستطلعي الرأي العام في حالات الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، ولكن التقييمات الإيجابية لهذه الفصائل تنخفض بشكل ملحوظ بين النخبة.
• وصل التقييم الإيجابي لأداء الجبهة الشعبية في أوساط الرأي العام إلى 43% والمتوسط إلى 39% والسلبي إلى 12%. أما النخب فقد انقسمت حول تقييم الجبهة، حيث وصل تقييم أداءها الإيجابي إلى 23% والمتوسط إلى 39% والسلبي إلى 24%.
• ويرتفع التقييم الإيجابي لأداء حركة الجهاد الإسلامي ليصل إلى 77% والتقييم المتوسط إلى 14% والسلبي إلى 7% وذلك في أوساط الرأي العام. ويأتي تقييم حركة الجهاد الأكثر إيجابية بين أوساط النخبة، حيث يقيم أداءها إيجابيا 66% من مستطلعي النخبة، ومتوسطا 21% وسلبيا 8%.
• وتحصل حماس على أعلى التقييمات الإيجابية بين أوساط الرأي العام في الضفة الغربية، حيث يصل تقييمها الإيجابي إلى 85% والمتوسط إلى 9% والسلبي إلى 6%. ولكن تقييمها الإيجابي ينخفض إلى 48% بين أوساط النخبة (اي بفارق سلبي يصل إلى 37 نقطة عن الرأي العام) ، أما تقييمها المتوسط فيصل إلى 36% والسلبي إلى 14%.
3. تقييم أداء الرئيس عباس وخالد مشعل: تقييم سلبي لأداء الرئيس وانقسام حول مشعل بين الرأي العام والنخبة.
• بالنسبة لتقييم أداء الرئيس محمود عباس بالنسبة للتعامل مع العدوان على غزة بين أوساط الرأي العام، فقد قيم أداءه سلبا 59% وبشكل متوسط 24% وعلى أنه إيجابي 13%. ولم يختلف تقييمه بين أوساط النخبة، حيث قيم أداءه سلبا 60% منهم، ومتوسطا 21% وإيجابا 17%.
• أما بالنسبة لأداء خالد مشعل في أوساط الرأي العام، فقد قيمه سلبا 10% ومتوسطا 21% وإيجابا 66%. ولكنه حصل على علامات منخفضة نسبيا بين أوساط النخب، حيث زاد تقييمه السلبي عن الإيجابي، فوصل تقييمه السلبي إلى 34% (بفارق 24 نقطة عن الرأي العام)، والمتوسط إلى 39%، والإيجابي إلى 26% فقط (40 نقطة أقل من الرأي العام).
4. الطرف المنتصر: الفلسطينييون منتصرون حاليا ومتضررون على المدى البعيد
• يعتبر 58% من المستطلعين من الرأي العام بأن الفلسطينيين هم المنتصرون حتى اللحظة في هذه المعركة، بينما ينظر 34% بأنه لا يوجد طرف منتصر، ويجد 7% بأن إسرائيل هي المنتصرة. وتختلف رؤية النخبة بشكل كبير بالنسبة لهذه المسألة، حيث يعتبر 56% منهم أنه لا طرف منتصر في الوقت الراهن، بينما يعتبر 33% منهم أن النصر حاليا للفلسطينيين، ويخالفهم الرأي 8% الذين يعتبرون إسرائيل منتصرة.
• وعندما تم سؤال المستطلعين عن المتضرر الأكبر بعد انتهاء العدوان، فصرح 55% بأن المتضرر الأكبر سيكون للفلسطينيين، وصرح 26% بأن كلا الطرفين متضررين، واعتبر 18% بأن إسرائيل ستكون المتضرر الأكبر. ولم تختلف النتائج كثيرا بالنسبة لهذه المسألة في استطلاع رأي النخبة.
5. التوجهات السياسية: حماس تتفوق على فتح للمرة الأولى منذ سنوات
لأول مرة منذ سنوات، يظهر استطلاع الرأي العام هذا تفوقا لحماس من حيث الشعبية على حركة فتح، حيث وصف 31% من مستطلعي الرأي العام توجههم على أنه أقرب لحماس، و23% أقرب لحركة فتح، و7% أقرب لأحد التوجهات اليسارية و6% أقرب لتوجه إسلامي أخر، أما المجموعة الأكبر (33%) فوصفت توجهها بالاستقلالية عن كافة الفصائل.
وفي تعقيبه على النتائج، أكد الدكتور نادر سعيد، مدير معهد العالم العربي للبحوث والتنمية – أوراد، أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي أحاطت بإجراء الاستطلاع، وهي ظروف قاسية ومتطرفة بكل المقاييس حيث وصل العدوان الإسرائيلي أوجه وتم ارتكاب المجازر ضد المدنيين والأطفال في ظل عجز الأطراف المختلفة عن تأمين وقف إطلاق للنار يضمن المصالح الفلسطينية على المدى البعيد.
وأوضح د. سعيد أنه برغم إمكانية تغير هذه النتائج حال وبعد وقف العدوان، إلا أن العديد من المؤشرات في الاستطلاعين وكذلك المؤشرات المتوفرة عبر وسائل الاعلام والتواصل تنذر بأنه قد يكون من الصعب الرجوع إلى ما كانت عليه الأمور من حيث المشهد السياسي الفلسطيني، وأنه من الممكن أن تحدث تغييرات جذرية قد تؤدي إلى ارتباك من حيث التمثيل والشرعية على الأقل من حيث توجهات الرأي العام الفلسطيني.
وصرح د. سعيد بأنه إذا لم تستطع السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس عباس وحركة فتح تقديم برنامج واضح المعالم وتوضيحات مقنعة حول الموقف الحالي من العدوان، فإن هذه الأطراف ستدفع ثمنا كبيرا من مصداقيتها على المدى القريب والمتوسط.
أما بالنسبة لحركة حماس وفصائل المقاومة، فحذر د. سعيد أن الوضع الحالي المتمثل في همجية العدون الإسرائيلي والتقاعس العربي والدولي، وفي نفس الوقت إنجازات المقاومة كما يراها الرأي العام تشكل تحديا لهذه الفصائل، من حيث أن التوقعات منها في تزايد من حيث تحقيق انتصار فعلي واتفاقية تتجاوز تفاهمات 2012 والحصار المستمر، وكذلك فإنه وعلى المدى المتوسط والبعيد فإن هذه الفصائل يجب أن تقدم بديلا حياتيا وديمقراطيا مقنعا للشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة وبديلا مقاوما يحقق انتصارا حيث الحاجة لانهاء الاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وحول تأييد الغالبية لوقف فوري لاطلاق النار في مقابل تصريح الغالبية بتماثل موقفهم مع حركة حماس، فإن د. سعيد يعزو ذلك إلى أن الفلسطينيين يريدون وقف إطلاق النار فورا لإنقاذ حياة الفلسطينيين في ظل همجية الاحتلال كما جاء أيضا في خطاب خالد مشعل في اليوم الثاني من العدوان، ولكنهم في نفس الوقت يريدون أن يروا أنفسهم كمنتصرين من خلال التماثل مع موقف حركة حماس وفصائل المقاومة. ولذلك فإنهم من ناحية يرويدون أن يتحمل الرئيس مهمة وقف إطلاق النار، ولكنهم من ناحية أخرى يريدون ابعاد أنفسهم عما ما قد يشكل مظهرا انهزاميا من الناحية النفسية في هذه الأوقات الحرجة حيث يتم تقتيل الفلسطينيين، ولذلك فإن الكثيرين سينتقدون كل خطوة يقوم بها الرئيس برغم موافقتهم الضمنية عليها. وقد يكون للأداء الاعلامي الباهت في توضيح مواقف الرئيس عباس دورا في عدم رغبة الكثيرين ربط أنفسهم ومواقفهم بمواقفه الظاهرة في الإعلام.
وتوصل د. سعيد إلى استنتاج مفاده أن الموقف الحالي قد يتغير بعد انتهاء العدوان والوصول إلى اتفاقية أو هدنة من نوع ما، برغم أن الكثير من الخسائر السياسية لأطراف فلسطينية قد يكون من الصعب تعويضها لاحقا.
كما حذر د. سعيد من تفاقم الخلافات بين الأطراف الفلسطينية وخصوصا في قطاع غزة بعد انتهاء العدوان في ظل التصعيد الكلامي والاتهامات المتبادلة وتزايد مستويات الاستقطاب بين الأطراف التي دخلت حديثا في تفاهم حول حكومة وفاق وطني ما زالت هشة.