الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المفقودون في الحرب.. مصير غامض وغصة في قلب الأقارب

نشر بتاريخ: 24/07/2014 ( آخر تحديث: 25/07/2014 الساعة: 10:57 )
غزة - خاص معا - للحرب تفاصيل مؤلمة مهما اختلفت الوجوه.. فان لم يكن قتلا كان دمارا وان لم يكن كذلك كان اسوء... فما بين بكاء على شهداء وألم على جرحى وحرقة على اشلاء اهل واحبة... يأتي ما بعد القذائف الإسرائيلية التي فرّقت شمل العائلات وألغت صفحات من السجل المدني.. ألا وهي المفقودين.. أهم تحت انقاض بيت قصف قبل ايام ولا احد يستطيع الوصول.. أم هم شهداء ام جرحى ام معتقلين.. أهناك بصيص أمل!! يبقى سؤال من تبقى من اهلهم واحبتهم. ولكن لا صدى لسؤالهم باستمرار العدوان ومنع الطواقم الطبية من الوصول وانتشال الجثامين من مناطق القصف.

ووفقا لإحصائية أولية قامت بها غرفة عمليات الطوارئ المركزية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة لإحصاء عدد المفقودين في حي الشجاعية بلغت بين 30-50 شخصا معظمهم عائلات بأكملها في أنحاء متفرقة من شارع المنصورة وشارع المنطار وشارع النزاز ونهاية شارع بغداد عدا عن عشرات الحالات في قرية خزاعة.

أهالي المفقودون يتأملون من الأسرة الدولية ومنظماتها العاملة في قطاع غزة مساعدتهم لإيجاد عائلاتهم وأبنائهم بعد أن أغلقت الأبواب أمامهم.

معا حاولت فتح الملف المؤلم... فقال ممدوح شمالي من سكان حي الشجاعية:" أنه فقد خمسة من أفراد عائلته هم والده واثنين من أبناء عمه وعمه وزوجة عمه، فهم لا يعرفون عنهم شئا أهم شهداء أم غير ذلك"...

وأشار إلى جيرانهم من عائلة أبو شنب "18 شخصا" الذين انهالت البناية عليهم، إضافة إلى عائلة عريف المفقود من أبنائها أربعة.

وأضاف :" توجهنا للصليب الأحمر لمساعدتنا دون جدوى من ذلك وللصحافة أيضا فهم لا يستطيعون مساعدتنا في هذه المصبية التي حلت علينا".

وتابع :" نحن ننتظر أمام الاستقبال في مجمع الشفا الطبي علّه يصلنا خبر انتشالهم شهداء او جرحى رغم مرور الايام على القصف ولكن... يبقى الامل حبيس اللحظة.

وأردف أن آخر اتصال له مع عائلته كانت بعد صلاة العشاء في يوم المجزرة التي ارتكبت بحق أهالي الشجاعية، وآخر كلمات سمعها من والده المفقود "ادعو لنا ربنا يرفع عنا".

أما الحاجة اما محمد شمالي فتقول انها فقدت اشقاءها الثلاثة وابن أخيها في الشجاعية مضيفة " ان آخر اتصال اجرته كان من اخيها وقال :"ابعتيلي إسعاف... الحقوني أنا مصاب ما في حدا يساعدني".

وتابعت :" طرقت كل باب للمساعدة وتوجهت لجميع المؤسسات الدولية خاصة الصليب الأحمر دون استجابة لمطالبنا".

بدوره قال سمير زقوت مدير وحدة البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان :" إن استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في منعها لعمليات إخلاء القتلى والجرحى التي استهدفهن منازلهم في حي الشجاعية اختراقا للمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني، مضيفا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتحمل جزء من استمرار هذه المعاناة الإنسانية القاسية".

وأضاف أن الصليب الأحمر حتى اللحظة لم يعلن عن موقفه ليشكل أداة ضغط على الاحتلال لتحريك باتجاه تخفيف هذه المعاناة الإنسانية، مشيرا أن ليلة أمس الثلاثاء جاءت آلاف المناشدات من السكان مناشدين الصليب الأحمر، ولكنه رد أنه لا يوجد هنالك تنسيق إضافة أن الاختلال يماطل في دخول الإسعافات والطواقم الطبية لإخلاء الجرحى والسكان الذين مازالوا يقطنون في الشجاعية.

وأوضح زقوت أن الاحتلال يرتكب جريمة حرب بحق المدنيين ومنعهم للطواقم الطبية من الدخول والتحرك لانتشال الشهداء وانقاذ الجرحى المصابين وهذا منافي لاتفاقيات جنيف خاصة اتفاقية جنيف الرابعة.

وتابع أن المراكز الحقوقية الخاصة ترصد الانتهاكات وستقوم بمباشرة عملها بعد انتهاء العدوان لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين الأبرياء.

وأشار أنهم سيقومون بواجبهم بالتوثيق ورصد الانتهاكات لتحريكها وتفعيلها في الدول الأوروبية المساندة للشعب الفلسطيني، مضيفا أنه يشك في نجاح وضع مجرمي الحرب من قادة الاحتلال داخل السجون لمحاكمتهم لأن العالم ما يزال يكيل بمكيالين خاصة الدول التي تدعي الديمقراطية فهي تحمي إسرائيل وتقف معها ضد الشعب الفلسطيني لاسيما بريطانيا التي ساعدت تسيبي ليفني بالهروب من العدالة مرات عديدة.

وأكد زقوت أن العامل الحاسم لمواجهة الاحتلال ومحاكمته هو تحرك الدول العربية والإسلامية على المستويين الدبلوماسي والسياسي لوقف هذه الانتهاكات وملاحقة مرتكبيها، فدون حراك وجهد عربي وإسلامي واضح وحقيقي لا نستطيع أن نحقق شيئا.

وشدد زقوت أن الشعب الفلسطيني لا يريد تصريحات للعالم تدعم الضحايا الفلسطينيين وفي السر دعم ومساندة إسرائيل بل مساندة على كافة الصعد لمواجهة الاحتلال.

من جانبه قال محمد العطار أحد العاملين في الدفاع المدني :" إن غرفة عمليات الدفاع المدني تتلاقي آلاف اتصالات استغاثة من المواطنين لمساعدتهم في إخراج الشهداء والمصابين من أماكن الحدث المستهدفة ، ولكن لا نستطيع مساعدتهم لأن الاحتلال يمنع الطواقم من الدخول".

وأكد العطار أنهم حاولوا الدخول إلى المناطق الحدودية لإنقاذ الجرحى ولكن الاحتلال استهدف العديد من سيارات الإسعاف والدفاع المدني وسقوط عدد من الشهداء والجرحى بصفوف الطاقم.

وأشار إلى أن الهدنة التي تم إعطاؤها للطواقم الطبية لمدة ساعتين لإخراج الشهداء و الجرحى لم تكف لإخراجهم، فهناك العديد من الشهداء لم نستطيع من إخراجهم، فالمدة المتاحة لا تكفي لأن هناك العديد من الشهداء تخت الأنقاض بحاجة لوقت كافي لإخراجهم.

وأضاف أن هناك تنسيق بينهم وبين الصليب الأحمر ولكن الاحتلال هو الذي يرفض ويعرقل استكمال مهمتنا في إنقاذ السكان في حي الشجاعية.