الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة لا ترفع الراية البيضاء والمقاومة بعيدة عن الانكسار والاستسلام

نشر بتاريخ: 26/07/2014 ( آخر تحديث: 29/07/2014 الساعة: 09:05 )
بيت لحم- معا - كيف ستنتهي عملية "الجرف الصامد؟ " حتى في نهاية الأسبوع الثالث للعملية لا تزال من غير الواضح للمستوى العسكري الإسرائيلي ما هي وما شكل وطبيعة الية نهاية الحرب ومن اجل الحقيقة حان الوقت لإطلاق صفة "الحرب" على عملية "الجرف الصامد" إضافة لذلك هناك فرصة كبيرة لتوسيع الحرب خلال الأسبوع القادم بما يفوق ويزيد عن فرص وقفها بشكل مفاجئ، وفقا لما استهل به موقع " nrg " العبري تقريره المنشور اليوم السبت تحت عنوان " غزة لا ترفع الراية البيضاء والمقاومة بعيدة عن الانكسار والاستسلام".

"إن موقف وزير الجيش والمستوى العسكري الرافض لفكرة الموافقة على هدنة إنسانية تعطي المقاومة فرصة التقاط الأنفاس وتعزيز مواقعها وقوتها استعدادا لجولة القتال التي ستلي الهدنة يضاف إليه المفاوضات الجارية حول وقف النار بوساطة عدة دول وجهات بينها الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكية تبدو فرص نجاحها ضعيفة، ويمكن القول فعليا بان فرصة تحقيق اتفاق يستجيب لمطالب "حماس" بفتح المعابر مع مصر ودفع رواتب موظفي حكومتها السابقة من قبل ابو مازن ورفع الحصار عن قطاع غزة وربما أيضا استئناف المفاوضات السياسية مع السلطة تقارب الصفر ..

ان حقيقة وجود مصالح متضاربة ومختلفة للأطراف المتدخلة والمتداخلة فيما لا يدفع ثمن القتال والحرب سوى إسرائيل و"حماس" تشبه "الجرثومة " التي تثقل وتعيق تنفيذ المبادرة المصرية لذلك فان فرصة إنهاء الحرب عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن يفرض وقف النار على الأطراف هي الفرصة الأوفر حظا بما شبه بشكل او بأخر ما حدث خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 لكن السؤال الكبير متى يحدث هذا ؟ وكم سيعمق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية حتى تحين تلك اللحظة ؟

حتى نهاية هذا الأسبوع تتركز عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي تضم الأنفاق الهجومية، تلك الأنفاق التي تقع فتحات خروجها داخل إسرائيل واقتصرت العملية البرية الجدية في عمق المنطقة الفلسطينية على ضاحية الشجاعية وبيت حانون شمال قطاع غزة ويمتلك الجيش مخططات لتوسيع العمليات على عدة مستويات وصولا إلى أعلى مستوى والمتمثل باحتلال كامل قطاع غزة وحينها قد تستمر فترة "تنظيف" أشهرا طويلة .

ميزان ومعيار الجيش الإسرائيلي

وفقا لميزان الحرب على المدى المتوسط كان هذا الأسبوع أسوأ من الذي سبقه إذ تحول تهديد الأنفاق المعروف لكافة المستويات العسكرية وصنفه الجيش الإسرائيلي كخطر وتهديد تكتيكي خطير إلى تهديد استراتيجي حقيقي، وخلال أربعة عمليات تسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية نفذتها خلايا مدربة جيدا تابعة لحماس تم تسجيل مقتل وجرح عدد من الجنود عبر إطلاق صواريخ مضادة للدروع على سيارة الجيب التابعة لأحد القادة في الجيش وذلك رغم ان معلومات استخبارية مسبقة تحدثت عن احتمال وقوع عمليات تسلل، وهذا الأمر اشعر قادة الجيش ضمن المستوى القيادي الرفيع بحالة من الإحباط، وبشكل عام فان غالبية قتلى وجرحى الجيش سقطوا جراء تفجيرا العبوات الناسفة وإطلاق الصواريخ المضادة للدروع .

كان عدد الإصابات الكبير الذي سجلته الأيام الأخيرة أمرا متوقعا كون القتال داخل قطاع غزة يشكل تحديا عسكريا هائلا ولان القتال داخل الأزقة وعلى فتحات الأنفاق يلغي الكثير جدا من القدرات التكنولوجية المتفوقة والمتقدمة التي يمتلكها الجيش ويترك كلمة الفصل إلى المبادرة ولمن يطلق النار أولا ورغم إن جنود الجيش يظهرون حتى الان تمسكا بالمهمة فان قصصا بطولية كثيرة ستكشف عنها الأشهر أو السنوات القادمة .

وعلى الجانب الثاني لا يختبئ المقاتلون الفلسطينيون ولا يختفون تحت الأرض كما حدث خلال عملية "الرصاص المصبوب " بل يخرجون ويتوجهون لخوض المعركة وتقوم الكثير جدا من خلايا المقاومة الفلسطينية بعمليات شبه انتحارية من شدة القتال والالتحام ولا زال تهديد "الانتحاريين" ممن يحملون الأحزمة الناسفة والذين قد يخرجون من الأنفاق ماثلا إلى جانب الصواريخ والعبوات الناسفة ، في ظل واقع يتطلب من الجنود الرد على مصادر النار في أجزاء من الثانية تقع الكثير من عمليات إطلاق النار الصديقة ومثل هذه الأخطاء كلفت الجيش حتى ألان أربعة قتلى على الأقل والكثير من الجرحى .

وأخيرا يجب الحديث عن بعض النسب والأرقام إذ يستخدم الجيش الإسرائيلي نسبة بسيطة من قوته والجيش مبني مستعد للقتال على أكثر من جبهة في ذات الوقت والدفاع عن حدود الدولة وهناك ألاف الجنود ينتظرون خارج القطاع بمن فيهم قوات احتياطية وذلك في باب الاستعداد لاحتمال خوض قتال على أكثر من جبهة إضافة لعشرات ألاف الذين تم الزج بهم إلى داخل قطاع غزة .

وفي باب ميزان الانجازات التي حققها الجيش فقد دمر 3500 هدف عبر غارات جوية والحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية التابعة لحماس والجهاد الإسلامي لكن لا زالت هذه الفصائل بعيدة جدا عن لحظة الانكسار والاستسلام وسنسمع بعد نهاية الحرب ادعاءات قاسية عن جنود دخلوا القطاع دون وسائل حماية كافية ودون تحصين مناسب لناقلات الجند والدبابات لكن وسائل الحماية الشخصية للجنود تحسنت عما كانت عليه خلال حرب لبنان الثانية وهذا سبب ان غالبية الإصابات كانت طفيفة .

ميزان ومعادلة حماس

نجحت حماس حتى اللحظة باستدراج الجيش لمواصلة القتال وسجلت هذا الأسبوع انجازات ليست بالبسيطة أو القليلة بما في ذلك عرقلة العمل في مطار بن غريون إضافة للجندي المفقود الذي قد يتحول إلى مشكلة خطيرة في نهاية الحرب وهذا لا يعني بان قادة حماس قد اتخذوا القرار المناسب والصحيح او أنهم لن ينكسروا ولن يستسلموا مع استمرار الضغط العسكري الهائل عليهم .

ويمكن القول بان الفشل الأكبر بالنسبة لحماس هو فشلها في استثارة العالم العربي للخروج بتظاهرات غاضبة واقتصرت المظاهرات الكبرى التي خرجت ضد إسرائيل على تركيا ودول أوروبا.

وبشكل متناقض يمكن القول بان حماس لن توافق على وقف النار طالما لم تحقق انجازا معينا وفي هذه اللحظة يمكن وصف اتفاق لوقف إطلاق في أفضل الأحوال بالتعادل بالنسبة لإسرائيل وسينعكس بشكل سلبي للغاية على قوة الردع الإسرائيلية أمام حزب الله وجهات أخرى في الشرق الأوسط .

وهذا هو السبب الأساسي لسعي وقرار الجيش زيادة حدة وقوة الحرب ويسعى الجيش حاليا إلى التوصل إلى اتفق إطلاق نار بسيط وغير معقد يضمن قدرة مصر على منع حماس من ترميم قوتها وزيادة قدراتها العسكرية أو حفر إنفاق جديدة او إقامة منظومة صاروخية جديدة لكن السؤال هل سيضمن اتفاق وقف النار المتوقع في نهاية الحرب تحقيق هذه الامور ؟!!! اختتم الموقع العبري تقريره المطول.