الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كنز الأمة أنت يا غزة

نشر بتاريخ: 26/07/2014 ( آخر تحديث: 26/07/2014 الساعة: 15:08 )
بقلم : أسامة فلفل

منذ فجر التاريخ غزة الصمود والإيباء قاهرة الغزاة تكتب حروف اسمها المعطر بالدم القاني وتسطر حروف التاريخ الماجد في معركة البقاء والوجود ... معركة الحرية والاستقلال وتعيد للأمة عزتها وكرامتها وكبريائها وتعتلي سنام المجد بقوافل الشهداء وعذابات الجرحى ومعاناة المشردين من المحرقة الصهيونية التي استباحت كل شيء ولم يسلم منها الحجر والشجر حيث قتل أعداء الانسانية الجنين في أحشاء أمه وسفكوا دماء الأطفال والنساء والشيوخ وهدموا البيوت على ساكنيها بدم بارد أمام صمت العالم.

اليوم في شوارع غزة الباسلة تنتشر رائحة الموت والبارود والدمار وأنهار الدماء تسيل والبكاء والعويل على الأشلاء المقطعة والمتناثرة في كل مكان بفعل الاجرام الصهيوني وطائراته الحربية وصواريخه وقنابله الفسفورية التي ظن أنها ستقهر وتركع شعب غزة الصامد الأبي الذي وقف بعنفوان التحدي في وجه الهجمة الصهيونية ليشكل حالة صمود أسطوري في ساحة المعركة خلف المقاومة التي حطمت كل النظريات والمعادلات وأسقطت الرهانات وخلقت حالة ثورية جديدة التف كل الشعب بكل أطيافه وألوانه من خلفها.

اليوم شعب غزة الأبي يقول وبملأ الفم دقت ساعة الغضب ولابد أن تعرف كل شعوب الأرض لقد آن الأوان للخلاص من نير الاحتلال الظالم والاعتراف بالحق الفلسطيني الذي لا يمكن أبدا أن يساوم عليه.

اليوم نقول لغزة العزة فجر الأمة لا تحزني ولا تجزعين يا غزة الشموخ والكبرياء فأنتي حبيبة السماء ودماء أطفالك وأبناءك وأبطالك تناديك من العلياء أن اصمدي وضمدي جراحك وواصلي مقاومة المجرمين القتلة أعداء الإنسانية فأنتي اليوم يا غزة هاشم تسيرين بخطوات واثقة نحو بوابة النصر والتحرير ولم يبقى سوى خطوات قليلة لعبور مرحلة جديدة ترفرف فيها رايات النصر والتمكين.

حقا أنتي يا غزة كنز وشرف الأمة تقفين اليوم بعطاء رجالك وأبطالك وصمود شعبك رافعة الرأس شامخة كالجبال الراسيات وسيكتب التاريخ في سفره الملاحم والبطولات التي سوف تتحدث عنها الأجيال والأمم والشعوب الثائرة وعن قصص وفصول التضحيات الجسام التي سجلت بشلالات الدماء الطاهرة الزكية التي عبدت طريق الصمود للثائرين على الظلم والعدوان.

اليوم أنت يا غزة أصبح اسمك مطرز ومحفور في وجدان الأمة وأصبحتي أيقونة الثورة تمثلين حالة ثورية نضالية كفاحية لكل ثوار وأحرار العالم.

رغم الهجمة الشرسة والعدوان الشامل على شعبنا في محافظات الوطن الثائر وفي اطار العدوان الممنهج لم تسلم الحركة الرياضية الفلسطينية بكل مكوناتها ومؤسساتها من القصف والتدمير والاستهداف المباشر حيث طال القصف الصهيوني الرياضيين والأندية والجمعيات والمراكز والقيادات الرياضية والملاعب والمنشآت والصالات الرياضية ورغم حجم دائرة الاستهداف وقف الرياضيون بثبات ومسؤولية وطنية صفا واحدا في ساحة المعركة وسطروا ملاحم بطولية في الصمود والعطاء وشكلوا رافعة قوية لشعبهم وأمتهم وسقط منهم الشهيد والجريح لتمتزج هذه الدماء الطاهرة الزكية وتشكل آية وبرهان ساطع على وحدة الدم والشعب في معركة البقاء والحياة.