الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سامحونا !!!

نشر بتاريخ: 26/07/2014 ( آخر تحديث: 26/07/2014 الساعة: 13:44 )
بقلم : أسامة فلفل

في غزة كل لحظة قد تكون آخر لحظة فسامحونا إخوتي وأحبتي ,حيث رائحة الموت الأسود تنتشر في كل مكان ولم يعد الإنسان في ربوع القطاع الصامد في مأمن من خطر الموت القادم فالطائرات الحربية والصهيونية والصواريخ اللعينة وقذائف الدبابات والزوارق الحربية تلاحقك أينما توجهت ,لا مفر من دفع ضريبة هذا الوطن في هذه المعركة .. معركة البقاء والحياة .. فالأرواح والممتلكات تقدم رخيصة فداء الحرية والكرامة في غزة العزة.

لا يمكن أن يتخيل المرء في لحظة من اللحظات أن يكون مجرد بقايا إنسان تحت كومة من الأنقاض ولن يتصور أحد أثناء خلوده في النوم مع أسرته و أبنائه أن يصبح مجرد ذكرى عابرة بعد قصفه من غربان السماء السوداء ,وربما الأقدار تكتب النجاة لطفلة لم تبلغ أشدها بعد ,بعد رحيل الأب والأم والأخ والأخت لتعيش في وحدة أبدية قاسية لا تشفع لطفولتها وبراءتها كل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية ,فتبدأ فصول حياة مليئة بكل أشكال وألوان العذاب والحرمان والظلم والقسوة من جبروت الاحتلال وغدر الزمان وتخلي ذوي القربى والخلان.

كبيرة جدا هي قصص الجرائم التي اقترفها أعداء الإنسانية بحق الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء في غزة الإيباء التي تنهض اليوم ورغم الجراح المثخنة لتعيد كتابة التاريخ من خلال تغير كل مسارات الصراع مع العدو الصهيوني حيث برهن شعبنا الأصيل في كل بقاع الأرض على عظمته وقدرته وإمكانياته في الاعتماد على الذات والصمود وكسر شوكة الاحتلال وتمريغ أنفه في تراب غزة بعد ملاحم بطولية نادرة سيدونها التاريخ في سفره وتصبح جزء مهم وأصيل من نضالنا الوطني من أجل الخلاص من عتق الاحتلال الظالم.

لا أعتقد عاقل يتحمل مشاهد وصور المجازر البشعة التي اقترفها العدو الصهيوني والتي فاقت الوصف والخيال ,فعائلات أبيدت عن بكرة أبيها عن الوجود وأشلاء مقطعة ومحترقة تناثرت في شوارع القطاع وأزقته التي تشكو إلى الله تخاذل وظلم الظالمين ,وأنهار الدماء سالت فصبغت الجدران والأرصفة والطرقات والعالم صامت لا يحرك ساكن وشعب فلسطين في غزة والضفة يذبح ويقتل على أيدي برابرة هذا العصر.

اليوم في غزة عويل وبكاء وحزن ممزوج بالحسرة والألم على فراق الأهل والإخوة والأحبة والجيران والأصدقاء ,فلا يوجد بيت أو شارع أو حارة أو زقاق في غزة إلا وقد أصابتها قذائف الموت والدمار ,أبراج وشوارع وأحياء بأكملها أصبحت مجرد بقايا أطلال بفعل القصف الصهيوني المجنون للتجمعات السكانية وللعزل والأبرياء.

"لذا إخوتي وأحبتي سامحونا ...في غزة قد تكون كل لحظة آخر لحظة.