عرض العفو عن المطاردين يصل غزة - المخابرات الإسرائيلية تلعب على وتر الخلاف بين فتح وحماس
نشر بتاريخ: 27/07/2007 ( آخر تحديث: 27/07/2007 الساعة: 19:18 )
غزة- تقرير معا- خضرة حمدان- رغم الانسحاب العسكري للجيش الاسرائيلي من غزة ، عادت المخابرات الإسرائيلية للعمل بشكل علني حيث صارت تتصل بالهواتف النقالة للمطاردين ونشطاء الانتفاضة مستغلة بذلك الخلاف السياسي الواضح بين حركتي فتح وحماس.
أحدث اسلوب للمخابرات الاسرائيلية هو محاولة استدراج ناشط الانتفاضة وإغرائه لالعمل لدى المخابرات الإسرائيلية عبر مكالمة هاتفية وفي تقدير بعض الفلسطينيين فانه يتم خلال المكالمة تحديد مكان الناشط بدقة واستهدافه خلال الاتصال الهاتفي بقصف مروحي من طائرة تحلق في مكان الاتصال .
عرض التعاون مع المخابرات الاسرائيلية وخصوا على نشطاء فتح بحجة العمل المشترك ضد حركة حماس وإقناعهم بواسطة استخدام أساليب إقناعية على رأسها العفو عن هذا المطارد وإقناعه ان الحرب أصبحت واحدة بينه وبين الاحتلال ضد حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة.
إغراء بالعفو..
وتكشف وكالة معا قصة حدثت - محاولة إسرائيلية فاشلة - حين قامت خلالها المخابرات الإسرائيلية بمحاولات إقناع لأحد قادة كتائب شهداء الأقصى - جيش البراق - بإغرائه بالتعاون معهم ضد حركة حماس على اعتبار أن الحرب أصبحت واحدة وأنه يجب عليه الخضوع لقرارات الرئيس محمود عباس والانتفاع من قرار العفو عن المطاردين مقابل وقف المقاومة ضد اسرائيل.
وحول الاتصال قال المطارد " أبو يوسف" أحد قادة جيش البراق في كتائب شهداء الأقصى:" تلقيت اتصالاً من رقم خاص حيث قال المتصل " نحن المخابرات الإسرائيلية هل أنت أبو يوسف وأجبته نعم فسألني ضابط المخابرات الإسرائيلية :" هل انت في سيارة الجيب الخاصة بك أم في البيت ؟ " فقال ابو يوسف :" أنا في مشوار خاص" فسأله ضابط المخابرات الاسرائيلية:" ولماذا لا تستخدم الجيب الخاص بك بعد أن أعادته لك حركة حماس؟" فسألهم المقاوم:" كل صغير بالشارع يعرف قصتي مع الجيب فهل لديكم معلومات أخرى وماذا تريدون؟
فقال المتصل ويدعى كابتن أبو محمد كما قدّم نفسه:" ألن توقفوا إطلاق الصواريخ والنيران في القطاع والضفة ولماذا لا تلتزم بقرار الرئيس محمود عباس؟" ومن ثم عرض المتصل على ابو يوسف العمل معهم ضد حركة حماس فسأل المقاوم:" هل ذلك يعني أن أعمل معكم كجاسوس فأنا لا عداوة لي مع حماس " فقال الكابتن أبو محمد :"هل ستبقى ضد قرارات الرئيس وحكومة فياض؟" فأجابه المقاوم:" انا مع شرعية ابو مازن وفياض ولكن لا عداء لي مع حماس" وهنا فقد ضابط المخابرات الاسرائيلية أعصابه وقال أن عليه الحديث مع متصل آخر يدعى كابتن أبو نزار وهو الضابط الإسرائيلي المسئول عن منطقة الشيخ رضوان حيث يقطن ناشط كتائب الاقصى .
وبدوره حاول أبو نزار استدراج الناشط الفلسطيني الذي قال له بالنهاية:" أنا لي طلب واحد منكم وهو ان تقصفوني بصاروخ فقال له أبو نزار:" يبدو أنك لا تفهم شيئا وتريد ان تموت ولو استطعت الوصول إليك لأرسلت لك صاروخا الآن".
محاولات تحديد المكان عبر الهاتف..
وفي محاولات أخرى يلجأ جهاز المخابرات الإسرائيلي إلى الاتصال بالشبان الفلسطينيين عبر هواتفهم النقالة وإطالة مدة المكالمة الهاتفية على أمل إمكانية تحديد أماكنهم بدقة ومن ثم استهدافهم بصواريخ عبر الطائرات المروحية المحلقة دوماً في سماء القطاع. كما قال بعضهم لوكالة معا .
ويقول المقاتلون الفلسطينيون في غزة ان هذا بالتحديد ما حدث مع أحد قادة سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي- غربي مدينة غزة وسط الاسبوع الجاري حينما تلقى المقاوم اتصالاً هاتفياً من رقم عرف أنه إسرائيلي - شريحة أورانج الاسرائيلية- وكان على الخط المقابل فتاة إسرائيلية خاطبته باسم آخر فقال لها أن هذا ليس اسمه فما كان منها إلا أن قالت له انتظر- ومن ثم تلت على مسامعه رقم الهاتف الذي قامت بالاتصال به - فأجابها أنه رقمه الخاص فقالت له مرة أخرى انتظر، ففطن المقاوم للطريقة وقام بإغلاق هاتفه بسرعة وما هي إلا ثوان قليلة من قطع الاتصال الهاتفي حتى قامت طائرة مروحية إسرائيلية باستهداف السيارة التي كان يستقلها هذا القائد بصاروخ نجا منه باعجوبة حيث أخطأ الصاروخ الهدف وسقط على الطابق الثالث من منزل كانت تمر السيارة بالقرب منه في شارع عز الدين القسام بالقرب من جامعة القدس المفتوحة بحي النصر وسط غزة - ولكن اسرائيل تمكنت من استهدافه بعد يومين في منطقة اخري حيث اغتيل عبد الله الخطيب مع اثنين من قادة السرايا.
وكان هذا الأسلوب ذاته قد تسبب في اغتيال عزيز الشامي - من سرايا القدس- والذي تم تحديد مكانه أثناء مكالمة هاتفية تلقاها من رقم إسرائيلي " الميرس" وكان هو بالمقابل يستخدم جهاز "ميرس" وأثناء المكالمة أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخاً باتجاهه ما ادى لقتله .
رسائل SMS
وفي احدث الطرق يحاول ضباط المخابرات الاسرائيليون إرسال رسائل تهديدات صريحة وواضحة لقادة الفصائل المقاومة باستخدام تقنية الرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة.
ويقول الناطق باسم سرايا القدس " أبو أحمد" لوكالة معا : ان الاحتلال يلجأ إلى الاتصال بشكل واضح مع قادة السرايا - الصف الأول- أو يرسل لهم رسائل تهديد بالاغتيال وانتهاء أجلهم بعد أيام قليلة ويجري عنونة هذه الرسائل بـ CIA أو FBI او IDF ".
وعن هذا الاسلوب الإسرائيلي لاصطياد النشطاء يرى المحلل السياسي د. جهاد حمد أن هذا أسلوب قديم جديد لتصفية المقاومة ومحاولة الاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس ومحاولة تحقيق رؤية أنهاء السلطة الوحيدة واللاعب الرئيسي عن طريق استغلال قوة اسرائيل التقنية والتطور التكنولوجي والمساعدات الدولية التي تتلقاها من الخارج.
وقال حمد أن اسرائيل تحاول استغلال ضعف أدوات المقاومة الفلسطينية - هذا الضعف المرتبط بحالة الحصار والقيود على الحركة وترقب حركة المقاومين من خلال كافة الوسائل المتاحة من تكنولوجيا اتصال وقصف مروحي واستخدام العملاء ومراقبةالهواتف التي يستخدمها المقاومون وزرع العبوات في المركبات التي يستقلونها وتفجيرها عن بعد وكذلك من خلال زرع أجهزة التنصت في الهواتف والجوالات والمنازل.