الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشعل يحذر من الاستهانة بقوة حماس في الضفة.. ويصف ما جرى في غزة دفاعاً عن شرعية الحركة

نشر بتاريخ: 28/07/2007 ( آخر تحديث: 28/07/2007 الساعة: 11:27 )
بيت لحم- معا- حذر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من الاستهانة بقوة حماس في الضفة الغربية، قائلا: " لم تكن حماس تشكو من ضعف، ولكنها صبرت عاما ونصف العام ضد محاولات الانقلاب عليها ومن يعتبر أن حماس ضعيفة في الضفة الغربية يقع في الحسابات الخاطئة".

وأكد أن الاستيلاء على مقرات الرئاسة والأجهزة الأمنية لم يتم بشكل عشوائي وإنما تم وفق عملية عسكرية مبرمجة ومخطط لها.

ونفى مشعل في أول مقابلة مع صحيفة عربية بعد احداث غزة تنشرها له اليوم صحيفتا "الاهرام العربي" و"الخليج", أن يكون القيادي في حركة فتح هاني الحسن قد أبلغه بمخطط للانقلاب على حماس، قائلاً "لدى حماس جهاز استخبارات قوياً يمكنه من معرفة ما يجري على الأرض".

وفيما يلي جزء من المقابلة التي نشرتها الصحيفتان العربيتان:

القدرة والكفاءة

كيف تفسر ظهور حماس في واقعة غزة- كما يحلو للبعض أن يسميها؟ بمستوى عسكري رفيع، فمن أين كل هذا التسليح والآليات المدرعة وتلك القدرات القتالية، وهو ما يبدو أن القوات التابعة لحماس كانت تستعد لهذه المواجهة وليس الطرف الآخر فقط؟ أين هذه الآليات المدرعة؟

إن ما تمتلكه حماس مجرد سيارات عادية وليست عسكرية، أما بخصوص قدراتنا القتالية، فإن شبابنا يخوضون حربا مفتوحة مع العدو الصهيوني بشكل متواصل منذ سنوات طويلة ومن الطبيعي أن يكون كل فلسطيني متدربا على السلاح ومتهيئا للمواجهات.

لكن الاستيلاء على مقرات الرئاسة والأجهزة الأمنية لم يتم بشكل عشوائي وإنما تم وفق عملية عسكرية مبرمجة ومخطط لها وكان أفراد حماس على دراية عالية بالخرائط والمواقع المستهدفة، فضلا عن توظيفهم لتقنية الكمبيوتر في هذه العملية، مما ينبئ أن من قام بها لم يكونوا مجرد أفراد في حرب عصابات وإنما عناصر مدربة ومعدة ومهيأة تماما لخوض العمليات العسكرية الأقرب إلى النظامية.

لاشك أن الذي يمتلك القدرة والكفاءة في ميدان المقاومة بوسعه أن يدافع عن نفسه إذا فرض عليه هذا الخيار على نحو أكثر كفاءة، وكما ذكرت كثيرا فإن حماس لم تشأ أن تدخل هذا المنحى، ولكن حماس دفعت إلى تبني أقصى الخيارات للدفاع عن شرعيتها وذلك لا يعيبها فهي لم تتطاول على شرعية طرف آخر، ولم تأت للسلطة على متن الدبابات وإنما عبر انتخابات حرة ونزيهة وحظيت بذلك بشرعية واسعة من الشعب الفلسطيني. ومنذ فوزها في الانتخابات التي جرت قبل أكثر من عام ونصف العام وهي تواجه محاولات الانقلاب المستمرة عليها، وهي ليست محاولات فلسطينية فحسب، وإنما كان هناك نوع من الاستقواء بالعامل الأمريكي و"الإسرائيلي" من قبل دوائر داخل السلطة وحركة فتح على هذا الصعيد، وإزاء ذلك كان من الطبيعي أن ندافع عن شرعية حماس دون أن نعتدي على شرعية أحد، ما أود أن أقوله: إن سيطرة حماس على غزة كانت أشبه ب"حبة الدواء أجبرنا على تناولها".

لكن يبدو أن حماس أقدمت على ما تسميه أنت دفاعا عن شرعيتها من دون أن تجري قراءة صحيحة للمعطيات الإقليمية والدولية، ولم تضع في حساباتها اليوم التالي لعملية الاستيلاء عسكريا على غزة، وهو ما أشار إليه بعض من يصنفون بأنهم من أنصار حماس؟

لقد ذكرت وأكرر الآن أننا لم نختر هذا الموقف حتى يتهمنا البعض بالخطأ في الحسابات، لقد فرض الأمر علينا ولم يكن أمامنا من خيار سوى القيام بما قمنا به للدفاع عن النفس والشرعية أمام هذه الفئة الباغية التي تريد الاعتداء على الشرعية الفلسطينية من ناحية، وأن تحرم شعبنا الأمن والأمان من ناحية أخرى، وبالتالي ما أقدمنا عليه كان دفاعا مشروعا عن الشرعية وليس مغامرة خططنا لها دون أن نحسب عواقبها أو تداعياتها الإقليمية والدولية، وأنا أدعو الأطراف الإقليمية والدولية إلى أن تعيد قراءتها للموقف، وألا تظل في خانة الحسابات الخاطئة، وأن تدرك أن حشر حماس في الزاوية والإصرار على الانقلاب على شرعيتها وعلى نتائج الانتخابات التي فازت فيها لن يؤدي إلا إلى ما جرى أخيرا في غزة.

ثمة من رأى أن حماس لم تمتلك النفس الطويل في إدارة الأزمة سلميا مع فتح والسلطة، وتسرعت بالإقدام على خطوة الاستيلاء عسكريا بالكامل على قطاع غزة؟

هذا من قبيل الوعظ لمن لم يجرب الأحوال القاسية التي عاشتها حماس منذ فوزها في الانتخابات، حيث لم يسمح لها بممارسة أبسط حقوقها على مدى أكثر من عام ونصف العام تحملت خلاله ما لايطاق، ولكن عندما اتضحت الأمور وأصبحت المقصلة على الرقاب من قبل الأجهزة الأمنية المدعومة أمريكيا و"إسرائيليا" الأمر الذي بلغ حد قتل الأئمة واقتحام المساجد واستباحة كل شيء وحرمان الحكومة الشرعية من ممارسة أي قدر من ضبط هذه الأجهزة، فإن الأمر يتطلب التعامل مع هذه الحالة لإجهاض أهدافها، وبالتالي فإن حماس لم تتسرع وإنما كما ذكرت لك سابقا فرضت عليها المؤامرات والمعارك الجانبية، هي لم تختر أن تمضي في هذا الاتجاه ولكنها وضعت في أقصى الظروف، ولم يكن أمامها إلا الدفاع عن شرعيتها، وفي هذا السياق فإن ثمة من رأى أن ماجرى في غزة أوجد وقائع جديدة لن تكون في صالح حركة حماس، وهم يستغلون ذلك في محاولة لنزع الشرعية عن الحركة وخنق قطاع غزة عبر الاستقواء بالعامل الأمريكي و"الإسرائيلي"، وأنا أقول:إن من يتوهم أن هذه الرؤية صحيحة فليجربها فإن حماس واثقة من خطواتها ومما فعلت وهي لم تتسرع في أية خطوة باتجاه الصراع على السلطة، وإنما هي تؤدي دورها في مقاومة الاحتلال وتمارس دورها في المشاركة في الحياة السياسية استنادا إلى القانون والانتخابات التي جاءت بها إلى السلطة.

لقد ذكر أن هاني الحسن القيادي في فتح أبلغك شخصيا بما قيل إنه مخطط للانقلاب على حماس، وهو ما دفعكم إلى القيام بالاستيلاء على غزة؟

بالطبع هذا أمر لا صحة له على الإطلاق والأهم من ذلك، فإن حماس ليست في حاجة إلى أن يخبرها أحد بما كان يتم من تحضيرات داخل غزة هي بالأساس ماثلة للعيان، إضافة إلى ذلك فإن لدى حماس جهاز استخبارات قوياً يمكنه من معرفة ما يجري على الأرض، فهي ليست حركة هامشية إنما هي متجذرة في الأرض والشعب.
مستعدون للتحقيق
لكن كيف تفسر إقدام أحد قيادات حماس بإبلاغ قيادة السلطة وفتح بمحتوى ما قيل إنه شريط فيديو يوضح إعداد نفق لاغتيال الرئيس أبو مازن؟

هذه رواية غير صحيحة ومن يدعي ذلك فعليه أن يطلعنا على حقيقة هذا القيادي.

لكن من الوارد وقوعها؟!

ليس ثمة أي دليل عليها وكل تفاصيل هذه القصة المزعومة متهافتة لأن القيام بعمليات الاغتيال ضد أي مسؤول فلسطيني، ليس من أسس وتوجهات حركة حماس، فما بالك عندما يتعلق الأمر برئيس السلطة الوطنية؟ هذا أولا، أما ثانيا فإنه لا يعقل أن تقوم الحركة بمثل هذه الخطوة حتى لو كانت صحيحة على هذا النحو الذي تم فيه حسب زعم قيادات السلطة بأن حماس استشارت فيها أطرافا إقليمية أخرى، كإيران وسوريا وقطر، وعلى أية حال أعلنت قيادة حماس أكثر من مرة أنها على استعداد للقبول بلجنة تحقيق عربية في هذه المسألة بالذات حتى يعرف القاصي والداني من هم على صواب ومن هم على خطأ.

نعتذر إلى الله
كان لافتا الخطاب الحمساوي خلال عملية الاستيلاء على غزة والذي وصف ذلك بأنه أشبه بفتح مكة وتحرير ثان للقطاع، وهو ما أثار لغطا كبيرا حول توجهات الحركة بعد هذه الخطوة؟

لا شك أن استخدام هذه العبارات والمفردات انطوى على خطأ في التعبير وفي الموقف من قبل بعض المتحدثين باسم حماس لا نقره أبدا ولكن يتعين قراءة هذه الأخطاء ضمن السياق النفسي الذي صاحب هذه العملية، خصوصا في ظل وجود نقمة شديدة ضد الأجهزة الأمنية بسبب ممارساتها القمعية وارتباطاتها بالأجهزة "الإسرائيلية"، ولا شك أن تاريخ تلك الأجهزة يعد أسود، مما دفع البعض إلى توظيف تعبيرات غير منضبطة وغير مقبولة ولا نقرها، على أية حال وقعت بعض التجاوزات لكنها من النوع الهامشي والفرعي ولم تمتد إلى الأصول وهي لا تمثل سياسة ونعتذر إلى الله عنها قبل البشر ويمكن اعتبارها "أخطاء الضحية التي تدافع عن نفسها".

في المقابل تتهم حركة حماس بأنها تقوم بممارسات قمعية ضد قيادات فتح في قطاع غزة، وأن القوات التابعة لها تقتحم البيوت بحثا عن كوادر الحركة، وخلال الأحداث قامت هذه القوات بإلقاء أشخاص من أحد الأبراج، كما سلمت أحد عناصر فتح إلى أسرة بغزة للثأر منه نتيجة قتل ابنها في المعارك. ألا تسيء هذه الممارسات إلى حركة حماس؟

أولا: فيما يتعلق بإلقاء الأشخاص من فوق الأبراج مارسها الطرف الآخر وليس حماس، وبوسع أي صحافي أن يتوجه إلى والد المغدور "حسام أبو قينص" فهو يعلم أن الذي قذف بابنه من فوق برج بغزة هو الأجهزة الأمنية والتي ظنت أنه ينتمي إلى حماس بسبب لحيته، ثم تبين أن لا علاقة له بحماس، بل له ارتباطات فتحاوية وهم ارتكبوا جريمتهم ثم ألحقوها بحماس ظلما وعدوانا.

أما في ما يزعمه البعض من اعتقالات تطال عناصر من فتح فإن ما تقوم به القوة التنفيذية أو الشرطة في قطاع غزة يأتي في سياق، إما مكافحة التجسس والعمالة ل "إسرائيل" أو مكافحة المخدرات أو الفساد، خصوصا أن البعض أراد أن يهرب وهو متهم في قضايا فساد كبرى، لا أنكر أنه قد تقع بعض التجاوزات لكنها محدودة ولا تمثل سياسة عامة لحماس، ونحن مستعدون للتدقيق فيها وتصويبها، كما أعلنا عن استعدادنا لفتح أبوابنا لكل منظمات حقوق الإنسان في غزة لتدقق بنفسها في كل ما يتردد من اتهامات ونحن نحترم هذا الدور، والآن فإن قيادات فتح في غزة توجه اتهاماتها لحركة حماس بحرية مطلقة، ولا أحد يتعرض لها بينما في الضفة الغربية فإن الأجهزة الأمنية وبعض المجموعات العسكرية التابعة لفتح ترتكب جرائم ليس بحق عناصر حماس، ولكن بحق المؤسسات التعليمية والاجتماعية والخيرية ودور الأيتام وغيرها، وبالغت في هذا السياق إلى أن جرت مداهمة أكثر من 400 مؤسسة من هذا النوع في الضفة الغربية إلى جانب مهاجمة الكتل الطلابية التي ترتبط بحركة حماس في جامعات الضفة وهناك حوالي 57 حالة اعتداء مسجلة في هذا الشأن، وتمارس السلطة في الضفة التهديد ضد وسائل الإعلام لمنعها من نقل هذه الوقائع، بينما يتمتع الإعلام في غزة بكل حريته في متابعة كل التطورات والأحداث، وأنا أرجو أن يقارن الجميع بين المشهدين في كل من الضفة وغزة.

قلتم إنكم قضيتم على تيار دايتون في غزة حسب توصيف حماس، فظهر أكثر من تيار دايتون في الضفة، أضحى أكثر تشددا ضد حركة حماس؟

إن خطر تيار دايتون لم يمثل خطرا على غزة فحسب، وإنما هو خطر على الضفة أيضا وعلى كل القضية الفلسطينية، فأي تيار يتعامل ويتعاون ويأتمر بتعليمات "إسرائيل" وأمريكا، فإنه يشكل خطرا على كل وطني، لكن هذا التيار فقد مصداقيته ومكانته وثبت أنه باع أوهاما لأسياده. لذلك لا مستقبل لهم في الساحة الفلسطينية.

ما حقيقة ما ذكره لي نبيل عمرو مستشار الرئيس عباس من أن قطر قدمت دعما ماليا خاصا لحركة حماس بلغت قيمته حوالي 400 مليون دولار معتمدا في هذا الشأن على تصريح لإسماعيل هنية خارج إطار الدعم المالي الذي أقرته القمة العربية للفلسطينيين؟

بعيدا عن الأرقام فإن الحكومة الفسطينية منذ العام الماضي طلبت من محيطها العربي والإسلامي دعما ماليا مشروعا علنيا وفي وضح النهار، وخصص بالكامل للشعب الفلسطيني وليس للحركة، وبالفعل ثمة دول عدة قدمت مشكورة مساعداتها خارج مقررات القمة العربية، ومن بينها قطر التي تعهدت بدفع الرواتب لقطاعي التعليم والصحة وهو أمر يجب أن تشكر عليه قطر وكذلك حكومة حماس التي بذلت جهودها للحصول على هذا الدعم.

الوثائق

ثمة من يشكك في حصول حماس على وثائق من الأجهزة الأمنية التي سيطرت عليها في غزة فهي حتى الآن لم تظهر، برغم الإعلان عن ذلك فور انتهاء الأحداث؟

هذه الملفات والوثائق كثيرة العدد وهي تحت الحصر والتصنيف حاليا، وستكون بين أيدينا قريبا وسنكشف للدول العربية حجم الجرائم التي ارتكبت ومن كان يعمل ضد مصالح الشعب والدول العربية وسنسلم لكل دولة ما يخصها من وثائق حتى تحمي مصالحها وأمنها القومي، في حين أن بعضا من هذه الوثائق سيتم عرضه عبر وسائل الإعلام.

كثيرا ما أعلنت حماس رفضها التفاوض مع "إسرائيل"، ولكن فوجئنا أنه بعد سيطرتها على غزة سارع ممثلون عنها بالجلوس إلى مسؤولين "إسرائيليين"، ألا ينطوي ذلك على قدر من التناقض بين الطرح السياسي وبين الواقع الفعلى؟

إن حماس أكدت منذ اليوم الأول لتسلمها السلطة بعد فوزها في الانتخابات قبل عام ونصف العام أنه إذا تعلق الأمر بمسائل اضطرارية تتعلق أساسا بمصالح الشعب ومتطلباته الحياتية، فإنه يمكن إجراء اتصالات ولقاءات ب "الإسرائيليين"، وليس ثمة حرج في ذلك مادام الأمر تفرضه الضرورات والتعامل مع "الإسرائيليين" يتم بواسطة الحكومة وليس حركة حماس.

حماس متهمة بأنها هي التي اختطفت الصحافي البريطاني آلان جونستون ثم الإفراج بالتوافق مع جماعة جيش الإسلام التي تعاونت معكم في أسر الجندي "الإسرائيلي" "شاليط"؟

هذا جزء من الاتهامات الظالمة، لأن البعض في الساحة الفلسطينية لم يرق له أن تتمكن حماس من فك هذا اللغز المتمثل في اختطاف مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "آلان جونستون" وهي مشكلة أساءت بكل المقاييس إلى نضال الشعب الفلسطيني، وثمة محاولة في توجيه مثل هذا الاتهام لخلط الأوراق، فصحيح أن جيش الإسلام شاركنا عملية أسر الجندي "الإسرائيلي" "شاليط" في عملية الوهم المتبدد، لكنه اختلف فيما بعد مع إخواننا في غزة ثم تنقلت علاقاته بين أكثر من طرف، وأقام علاقات قوية مع دوائر بحركة فتح ثم قطع صلاته مع الجميع، وأضحت له استقلاليته، والبريطانيون كانوا يعلمون بتلك المعطيات ولكن الذي تغير بعد أحداث غزة هو أن هذا الفريق الذي اختطف "آلان جونستون" أدرك أن الوضع الجديد في غزة لن يسمح له بالاستمرار في اختطافه، لأن الأجواء السابقة في غزة في ظل حالة الفوضي والفلتان الأمني خلال هيمنة الأجهزة الأمنية التي كان يقودها التيار المتصهين هي التي أغرت بعض العوائل بالدخول في لعبة الاختطاف وممارسة الانفلات، ولكن بعد ما جرى في غزة أدرك الجميع أن لا أحد فوق القانون، وكان هذا هو العامل الأساسي في معالجة ملف جونستون، إضافة إلى حسن التدبير الذي مارسه إخواني في قطاع غزة.

ملف شاليت

هل يمكن القول في ضوء هذه المعطيات إنه اقترب موعد إطلاق الجندي الأسير شاليت؟

ليس ثمة ما ينبىء إلى أن ملف الجندي شاليط سيشهد تحركا قريبا، والسبب الأساسي وراء ذلك هو تعنت رئيس الحكومة "الإسرائيلية" إيهود أولمرت ورفضه للمطالب الفلسطينية، والإخوة في مصر يدركون هذه الحقيقة لدورهم المحوري على صعيد هذه الملف.

هل قدمت حماس تطمينات لمصر بخصوص عدم توجهها لإقامة كيان أصولي على حدودها الشرقية قد ينطوي على الإضرار بالأمن القومي لها؟

بالطبع نحن في حالة تواصل مستمرة مع الإخوة في مصر وأبلغناهم بشكل محدد أن حماس ليست في وارد فصل قطاع غزة عن الضفة أو تجزئة النظام السياسي الفلسطيني، ولا نفكر مطلقا في قيام أي نوع من السلطة، فضلا عن كونها سلطة أصولية حسب تعبيرك، وأحسب أن ما يتردد في هذا السياق هو جزء من تحريض الطرف الآخر على حماس مرة من خلال الحديث بأنها بصدد إقامة إمارة إسلامية في غزة أو إيواء عناصر تنتمي إلى تنظيم القاعدة، أو من خلال القيام بإغلاق معبر رفح أو الدعوة إلى استقدام قوات دولية وذلك لحرمان غزة من أي تواصل طبيعي مع الشقيقة والجارة الكبرى مصر.
الثوابت
حول أسباب عدم التوافق الفلسطيني سواء على صعيد منظمة التحرير أم السلطة الفلسطينية وعما اذا كان الاختلاف على توزيع المواقع والأسماء قال: هذا ليس صحيحا، حيث لم يجر الحديث عن أسماء أو مواقع في كل محطات الحوار، نحن لا نبحث عن مواقع بل نبحث عن ثوابت، وهي ثوابت معروفة تتعلق بالسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية. لقد اتفقنا منذ عامين في القاهرة على سلسلة من الخطوات لإصلاح منظمة التحرير وإعادة بنائها، إلا أن ذلك لم يحصل على الإطلاق، حيث ظلت المماطلة والتسويف قائمة حتى هذه اللحظة، لأن البعض يتعامل مع المنظمة كأداة استخدام لأهداف سياسية معينة وليس كمرجعية وطنية حقيقية للشعب الفلسطيني، بينما نحن نتعامل مع المنظمة بجدية ونسعى إلى إعادة بنائها على أسس سليمة تعيد لها الحيوية، بحيث تشكل مرجعية للجميع من خلال انضمام جميع الفصائل إليها سواء تلك التي لم تلتحق بها من قبل مثل حماس أو الجهاد الإسلامي، أم تلك التي جمدت عضويتها بها في فترات سابقة مثل القيادة العامة والعاصفة وغيرهما.

صبرنا طويلاً
رداً على سؤال حول ما اذا كانت حماس تتجه إلى حسم الأمور عسكريا في الضفة على غرار ما جرى في غزة، خصوصا في ظل ما تردده من تعرض كوادرها ومؤسساتها إلى ممارسات قميعة من الأجهزة الأمنية بها، قال مشعل:

هذا السؤال ينطوي على خطأ فيما يتعلق بتوصيف وقائع ما جرى في قطاع غزة، فحماس لم تكن تهدف إلى السيطرة عليه إنما كانت تدافع عن شرعيتها ضد من كان يتآمر على الشرعية، حيث لم يردع هذا الفريق نتائج الانتخابات ولا القانون ولا الوفاق الوطني.

ما يجري في الضفة محزن وسياستنا عدم الدخول في صدامات ونحن نحذر من الاستهانة بقوة حماس في الضفة الغربية، فهي مازالت قوية وفي غزة لم تكن حماس تشكو من ضعف، ولكنها صبرت عاما ونصف العام ضد محاولات الانقلاب عليها ومن يعتبر أن حماس ضعيفة في الضفة الغربية يقع في الحسابات الخاطئة.