الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غالبية الإسرائيليين تعتقد بان التعادل هو نتيجة الحرب وتؤيد المفاوضات

نشر بتاريخ: 06/08/2014 ( آخر تحديث: 07/08/2014 الساعة: 15:47 )
بيت لحم- معا- دون إحساس بالانتصار ودون أوهام زائدة عن الحاجة وبتفهم رزين ومنطقي للواقع لكن بتاييد واسع لثلاثي الحرب الإسرائيلي " نتنياهو ، يعلون ، غينتس" أجمل الجمهور الإسرائيلي اليوم الأول لوقف إطلاق النار وذلك وفقا للمعطيات التي تجلت من خلال استطلاع الرأي الجديد الذي نظمته يوم أمس صحيفة "هارتس " العبرية ونشرت نتائجه اليوم " الأربعاء" واتضح منه بان غالبية المستطلعة أرائهم لم يتأثروا بالرسائل والإشارات التي تضمنتها الخطابات التي ألقاها نتنياهو ويعلون وغينتس حول النصر والانتصار وقالوا انهم لو أرادوا أجمال نتيجة الحرب بكلمة واحدة لكانت كلمة " التعادل " .

وفحص الاستطلاع الذي نفذته شركة " ديلوغ " تحت إشراف البروفيسور " كميل فوكس" من جامعة تل أبيب موقف الجمهور الإسرائيلي حول شكل إنهاء عملية " الجرف الصامد " في هذه المرحلة حيث ال 51% من المستطلعة بان آيا من أطراف الحرب التي استمرت 29 يوما لم ينتصر على الآخر فيما قال 56% بان الأهداف التي حددتها الحكومة والجيش " تدمير الإنفاق وتوجيه ضربة قوية لحماس" قد تحققت بشكل جزئي فقط مع ملاحظة أن نسبة الخطأ الإحصائي لكل سؤال تبلغ 5:2% .

وتشير النتائج إلى حالة نضج لدى الجمهور الإسرائيلي الذي يدرس ويتعلم من كل وجلة قتال ضد المنظمات " الإرهابية " مثل حماس والجهاد وحزب الله كما يدرك الجمهور الإسرائيلي بان نتائج كل جولة تحمل أيضا في ثناياها بذور الجولة القادمة من القتال ويدركون بان زمن الانتصارات الكبرى قد ولى كما ولى زمن الهزائم النكراء بل تحقيق محدود للأهداف على أن تخضع هذه النتائج لامتحان الواقع القاتل على مدى الأشهر أو السنوات التي تلي الجولة وذلك في أحسن الأحوال وأفضل ما يمكن تحقيقه من نتائج .

وتجلى هذا النضج حسب تعبير " هارتس" من خلال نتائج إجابة المستطلعة أرائهم على السؤال المتعلق باستئناف المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحاجة إسرائيل إلى تقوية وتعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني حسب تعبير الاستطلاع حيث أيد هذه الفرضية نسبة واضحة من المستطلعة أرائهم ما يثبت صحة المقولة بان كل الأشياء نسبية حيث مثل الرئيس عباس قبل أشهر الشيطان في نظر الإسرائيليين لكن بعد الحرب احتلت حماس منصب" الشيطان " ليعود الرئيس عباس إلى واجهة الأحداث الايجابية يشع بنور ساطع .

وعودة إلى الأرقام ونتائج الاستطلاع فقد أعرب 38% من المستطلعة أرائهم عن رضاهم من اداء رئيس الأركان " بني غينتس" الذي اعتبره الجمهور الإسرائيلي العسكري الفذ وليس كما اتهمه بعض الوزراء بعدم إظهار الروح القتالية المطلوبة مقابل 77% اعربوا عن رضاهم من اداء نتنياهو ويعلون .
وهنا ابرز الاستطلاع التناقض القائم ففي حين لا ينظر الجمهور الاسرائيلي للعملية العسكرية بتلهف سبغ رضاه على الثلاثة الذين اداروا هذه العملية وهناك وفقا لمعدي الاستطلاع تفسيران لهذا التناقض هما :

الأول: حصول نتنياهو ويعلون كسياسيين على دعم وتأيد قوى الوسط واليسار الإسرائيلي الراغبة بإنهاء العملية ولم ينفعلوا أو يندفعوا وراء أفكار غبية مثل احتلال قطاع غزة أو تدمير حماس وذلك إضافة إلى تأييد معسكرهم السياسي المتمثل باليمين المسرور من حجم الضربة القوية التي تلقتها حماس .

الثاني: إذا تجدد إطلاق الصواريخ من غزة خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة وظهرت إسرائيل بمظهر المهانة والمذلة ستتحول المعطيات الشخصية فورا الى ما يشبه المعطيات الإحصائية التي حصلت عليها العملية العسكرية نفسها ما يعني بان الجمهور الإسرائيلي في حالة من الانتظار ليري كيف تتطور الأمور وماذا سيحدث في الميدان وحاليا يظهر ثقة جارفة بقيادته السياسية والأمنية .

وهنا يوجد ضرورة للمقارنة مع حالة " اهود اولمرت" الذي اتهم فور انتهاء حرب لبنان الثانية بالتسرع وبتقدير الأوضاع بطريقة غير متوازنة وغير رزينة وفقد بسرعة كبيرة تأيد معسكر اليسار والوسط وكذلك معسكر اليمين لكن نتنياهو الذي تصرف " بحكمة " واتزان وظهر كمن يدير الأمور ببرودة أعصاب دون ان تغريه الأمور التافهة حاز على تقدير المعسكرين السياسيين سابقي الذكر.