"السياحة والاثار" تصدر تقريرا حول تدمير مواقع التراث الثقافي في غزة
نشر بتاريخ: 07/08/2014 ( آخر تحديث: 07/08/2014 الساعة: 15:38 )
رام الله- معا - منذ بدء العدوان العسكري الاسرائيلي على غزة بتاريخ 7/7/2014 فقد طالت اعتداءات الاحتلال مواقع التراث الثقافي، بما في ذلك العديد من المواقع الاثرية والمباني التاريخية ودور العبادة والمتاحف والمشهد الثقافي والطبيعي، الى جانب مراكز البلدات القديمة التي تعرضت للقصف المباشر، متسببة في أضرار متفاوتة يصعب اصلاحها.
كما حال القصف المتواصل دون قيام المؤسسات الوطنية بواجبها في حماية مواقع التراث الثقافي، وخلفت أعمال التدمير أوضاعا انسانية في غاية الخطورة على سكان القطاع.
واعدت وزارة السياحة والاثار تقريرا اوليا عن اعتداءات الاحتلال التي طالت المواقع التراثية، منوهت بأنه حتى لحظة اعداد هذا التقرير، اثر دخول وقف اطلاق النار المحدود حيز التنفيذ، فان الخبراء غير قادرين حتى اللحظة على تقييم حجم الضرر الكلي الذي أصاب كل هذه المواقع، نظرا لاولويات الاغاثة الانسانية. ولهذا السبب فان هذا التقييم الاولي قد اعتمد على زيارات ميدانية خاطفة أثناء الهدنة الانسانية المتقطعة التي استمرت بضع ساعات فقط.
وقد أصابت هذه الاعتداءات المواقع المسجلة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي، الى جانب العديد من مواقع التراث العالمي ذات الاهمية المحلية والوطنية والعالمية، وأبرز هذه المواقع المتضررة:
- أضرار وتدمير جزئي لموقع تلة ام عامر (موقع القديس هيلاريون) في النصيرات. وتمثل بقايا دير من الفترة البيزنطية، وهذا الموقع يظهر على خارطة مادبا من القرن السادس الميلادي، وارتبط باسم القديس هيلاريون، وهو مسجل ضمن اللائحة التمهيدية للتراث العالمي.
- تدمير جزئي في موقع البلاخية (الانثيدون) والذي يمثل ميناء غزة القديم ويعود تاريخة الى العصر الحديدي والهلنستي والروماني والبيزنطي والاسلامي المبكر. وهو مسجل ضمن اللائحة التمهيدية للتراث العالمي.
- قصف متكرر على محمية وادي غزة الطبيعية، والتي تمثل نموذجا فريدا للتنوع الحيوي، خصوصا للطيور المهاجرة، وهو مسجل ضمن اللائحة التمهيدية للتراث العالمي.
- تدمير واسع لمراكز المدن التاريخية في غزة وخانيونس ورفح وبيت حانون وبيت لاهيا، والحق الضرر بنسيجها المعماري، وهذا التدمير شمل عددا من البيوت القديمة في محيط قصر السقا والسوق القديم في الشجاعية.
- تدمير المؤسسات التعليمية، والتي شملت مباني الجامعة الاسلامية، والكلية التقنية في دير البلح وكلية غزة الجامعية، ومباني جامعة الاقصى.
- اضرار واسعة في موقع تل رفح على الحدود الفلسطينية المصرية، ويعود الموقع بتاريخه الى العصر البرونزي والحديدي.
- أعمال تدمير واسعة لدور العبادة والمباني الدينية، والمقامات الدينية، وقد شمل ذلك تدمير 41 مسجدا تدمير كليا و120 مسجدا تدمرا جزئيا. ومن الامثلة على اعمال التدمير الذي طال المساجد التاريخية:
- مسجد السيد هاشم المملوكي
- مسجد الضفردمري المملوكي
- المسجد العمري في جباليا، والذي يحمل اثار الفترات الرومانية والبيزنطية والعصور الوسطى.
- مقام وأرضية فسيفساء في عبسان
- مقام النبي يوسف شرق جباليا والذي يعود الى الفترة العثمانية
ومن المباني التاريخية التي أصابتها اضرار جزئية:
- المقام المملوكي في تل المنطار والذي سبق وتعرض لقصف في حربي 2008 و 2012
- كنيسة بيرفوريوس البيزنطية
- الكنيسة المعمدانية
كما والحق القصف الاسرائيلي أضرارا كبيرة بالمواقع الاثرية التالية:
- تل السكن في مدينة الزهراء، وهو موقع أثري رئيسي من العصر البرونزي المبكر.
- المحكمة البردبكية المملوكية
- موقع الكنيسة البيزنطية والمتحف في جباليا
- أرضية فسيفساء كنيسة اصلان البيزنطية
- تدمير لمقبرة الكومنويلث لضحايا الحرب العالمية الثانية
- اصابة متحف قصر الباشا بأضرار مباشرة
الى جانب ذلك فقد ادى القصف الجوي والبري والبحري الى الحاق أضرار كبيرة بالمشهد الثقافي في قطاع غزة. وستقوم وزارة السياحة والاثار بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية من أجل اجراء تقييم أضرار تفصيلي وموثق في الفترة القادمة.
وهنا لابد من التأكيد بأن التراث الثقافي في غزة هو جزء من التراث الثقافي للانسانية جمعاء، وهو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي الفلسطيني. وأن تدمير هذا التراث يلحق أشد الضرر بالهوية الثقافية والكرامة الانسانية للشعب الفلسطيني، وأن تدميره هو خسارة محققة للتراث الانساني.
كما ولابد من التأكيد أنه في ظل غياب اتفاق سلام نهائي، فان الاراضي الفلسطينية في غزة وعموم أراضي دولة فلسطين ما زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي، وان اسرائيل كقوة احتلال ملزمة ببنود حماية التراث الثقافي والطبيعي في القانون الدولي الانساني، وخصوصا اتفاقية لاهاي لسنة 1907، واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949، واتفاقية حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح لسنة 1954، الى جانب توصيات اليونسكو حول مبادىء التنقيب المنطبقة على الاراضي المحتلة في نيودلهي لسنة 1965، والاتفاقية الدولية حول سبل مكافحة التصدير غير المشروع للممتلكات الثقافية لسنة 1970، ثم الاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972 وكامل التوصيات والقرارات الصادرة حول حماية التراث الثقافي في فلسطين.
لذلك فان العدوان العسكري الاسرائيلي على غزة يعتبر انتهكا صارخا لاعلان اليونسكو ضد التدمير المتعمد للتراث الثقافي، والذي لم يجف حبره بعد.
واهابت وزارة السياحة والاثار والمؤسسات الاكاديمية والمنظمات الفلسطينية العاملة في حقل التراث الثقافي بالمجتمع الدولي، وخصوصا منظمة اليونسكو ولجنة التراث العالمي، ومنظمة الايكوموس والايكروم والمجلس الدولي للمتاحف (الايكوم) والمجلس الدولي لصاينة التراث الطبيعي (ايو سن) ومجلس الاثار العالمي واتحاد المعماريين الدولي وكافة المؤسسات الدولية ان تدين هذا العدوان الاسرائيلي المتعمد الموجه ضد السكان المدنيين والتراث الثقافي الفلسطيني، في انتهاك صريح للقانون الدولي واعتبار ذلك جرائم حرب ضد الانسانية.
كما وحثت المؤسسات الفلسطينية كافة الجهات الدولية وخصوصا المدير العام لليونسكو اتخاذ اجراءات فورية وفاعلة لوقف العدوان على غزة، وانهاء الحصار والاحتلال، ومحاسبة اسرائيل على جرائمها. وتهيب بالمجتمع الدولي المساهمة الفاعلة بجهود التعمير واصلاح ما خلفته هذه الحرب العدوانية على السكان المدنيين ومواقع التراث الثقافي.