الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كم بلغ العدد الحقيقي للشهداء المدنيين في غزة ؟

نشر بتاريخ: 10/08/2014 ( آخر تحديث: 10/08/2014 الساعة: 22:33 )
بيت لحم- معا- بعد شهر تقريبا من اندلاع الحرب على غزة لا يزال الصحفيون في شبكة " بي بي سي " وصحيفة "نيويورك تايمز" يتساءلون باستغراب عن العدد الحقيقي للشهداء المدنيين الذين سقطوا في غزة حيث نشرت الـ" بي بي سي " نهاية الأسبوع الماضي مقالات دعت فيه الى توخي الحذر فيما يتعلق بأعداد المصابين فيما قالت صحيفة " نيوورك تايمز " في مقال لها " يبدو أن معركة الأرقام والإحصائيات ستندلع بكل قوة مع اقتراب الحرب من نهايتها ".

وتكمن أسباب الاختلافات في صعوبة تنسيق الأرقام الواردة من عدة جهات ذات علاقة بما يجري داخل غزة مثل وزارة الصحة في غزة التي تدار من قبل حركة حماس والجيش الإسرائيلي والأمم المتحدة عموما ومفوضية حقوق الإنسان التابعة لها خصوصا حسب تعبير موقع " والله" العبري الذي نشر التقرير اليوم " الأحد ".

وقال " انتوني روبن " مسئول الإحصاء في شبكة "ب ي بي سي " ان مناطق الحروب ليست بالمكان السهل لجمع المعطيات ولجأت غالبية شبكات ومحطات الأخبار خلال الأسابيع الماضية إلى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لاستقاء الأرقام والمعطيات الإحصائية ووفقا للتقرير الذي نشرته الوكالة في السادس من الشهر الجاري قتل خلال العملية الإسرائيلي 1849 شخصا بينهم 1354 مدنيا منهم 415 طفلا و 214 امرأة دون أن يعطي التقرير صفة محددة لبقية القتلى وهم 216 ما يعني إمكانية كونهم من المقاتلين .

وهناك معطى إحصائي أخر ظهر في تقرير مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بان عدد الرجال المدنيين الذين قتلوا خلال الحرب يفوق عدد النساء بواقع ثلاثة أضعاف حيث قتل 725 رجلا مدنيا مقابل 214 امرأة وان عمليات القصف التي نفذتها إسرائيل وكذلك حماس كانت عمليات قصف عشوائي .

بدوره قال مسئول الإحصاء في " بي بي سي " لو كان القصف الإسرائيلي عشوائي لتعذر تفسير الفرق بين عدد القتلى من الذكور ومن النساء .
وفي محاولة منه لتفسير المعطيات الإحصائية استحضر مسئول الإحصاء في شبكة "بي بي سي " دراسة طلبتها وزارة الخارجية النرويجية عام 2009 أثبتت بان عدد الرجال الذين يقتلون في الحروب يفوق عدد النساء واستعرضت الدراسة نزاعات مسلحة جرت منذ عام 1960 وحى تاريخه ومع ذلك لم ينجح القائمون على الدراسة في اكتشاف متوسط الفرق بين القتلى من الرجال وقتلى النساء الذين سقطوا خلال الحروب والنزاعات المسلحة التي تطرقت إليها الدراسة .

وقال المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة " متياس برنك " في تصريح لشبكة بي بي سي بان المنظمة الدولية لا تستطيع تخمين او تقدير سبب ارتفا ع القتلى من بين الرجال لان المنظمة تعاملت مع عدد كبير من القتلى سقطوا خلال وقت قصير وركزت نشاطها على عملية توثيق القتلى .

وحاولت صحيفة " نيويورك تايمز " أيضا دراسة الأرقام والمعطيات الإحصائية واستندت عملية الدراسة والتحليل التي قامت بها الصحيفة على حقيقة سقوط 1431 شخصا وأظهرت الدراسة ان فئة الشباب من 20-29 عاما والتي يرجح خروج المقاتلين من بينهم هي من حصدت الحصة الكبيرة من بين القتلى علما بان هذه الفئة العمرية تمثل 9% فقط من مجموع سكان غزة البالغ عددهم 1:7 مليون نسبة لكن نسبة تمثيلها ضمن قائمة القتلى بلغت 34% فيما شكلت نسبة القتلى من بين الفئة العمرية 15- 6 سنوات 33% من قائمة القتلى رغم ان هذه الفئة تمثل 17% من مجموع سكان غزة .

وقال " ياتان بوخمان " من مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في تصريح لشبكة " بي بي سي " أمرت حماس السكان بإخفاء هوية وشخصيات " المخربين " القتلى وعلينا ان نتذكر بان حماس فعلت خلال عملية " الرصاص المصبوب " الشيء نفسه واعدت بان 50 " مخربا" فقط قط سقطوا لكن مع مرور الوقت اعترفت بان عدد هؤلاء تراوح ما بين 600-700 وهو رقم قريب تقريبا من الرقم الذي صرح به الناطق العسكري الإسرائيلي " .

وأخيرا أجمل مسئول الإحصاء في " بي بي سي " من خلال مقالة نشرها على الشبكة ذاته الوضع قائلا " ليس من المعروف عدد القتلى المدنيين وعدد القتلى من بين المقاتلين وفي كل الأحوال هذا ليس ذنب الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في هذا المجال خاصة وان هذه المنظمات أرفقت أرقامها بعبارات تحذيرية تقول بأنها أرقام أولية قابلة للتغيير ما يعني ان جزء من النتائج التي استندت إلى هذه الأرقام قد تكون سابقة لأوانها ".