الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز بانوراما لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع يعقد ورشة عمل بعنوان" آفاق العملية السياسية"

نشر بتاريخ: 29/07/2007 ( آخر تحديث: 29/07/2007 الساعة: 16:46 )
غزة-معا-عقد مركز بانوراما لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع- اليوم، ورشة عمل تحت عنوان "آفاق العملية السياسية"، وذلك في قاعة مركز بانوراما، في مدينة غزة، بحضور ثلة من المثقفين الفلسطينيين، والأكاديميين وطلاب الجامعات.

وقدم الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، ورقة حول آفاق العملية السياسية، عرض خلالها عملية التسوية ومسار العملية السياسية، منذ نشأة منظمة التحرير، موضحاً أن الحسم العسكري في قطاع غزة، زاد الوضع الفلسطيني غموضاً أمام مسار الحالة الفلسطينية برمتها، الأمر الذي أدى إلى بروز مسألة البحث عن المستقبل والتي تعبر عن عمق الأزمة، التي وصل إليها المشروع الوطني.

وأكد عطا الله أن ما حدث في غزة، هو تتويج لحالة من التراجع والارتباك وغياب الرؤية والتشتت والتجاذب الداخلي، مشيراً إلى أن هناك مشروعين فلسطينيين، لم يتحدا ولم يتفقا وكل طرف يذهب لمشروعه بمعزل عن الأجزاء الأخرى محتكراً صوابية الفكرة والتطبيق، رافضاً إشراك الآخرين، ومعتقداً أنه لوحده قادر على حمل المشروع الوطني والحقيقة. لافتاً إلى أن المشروع الوطني وصل إلى طريق مسدود، أو أوصل إليه بفضل إخفاق طرفي الأزمة في الاستمرار بمشاريعهما المستقلة واعترافهما عملياً بذلك.

وبين عطا الله أن سياقات الحركة السياسية الفلسطينية، هي سياقات دولية، لا يمكن خلالها الحديث عن الموضوع المحلي بمعزل عن السياقات الدولية، في حين يأخذ الملف الفلسطيني، بعداً أكثر تركيزاً من باقي الملفات في المنطقة، بفعل الخصوصية الجيوسياسية للحالة الفلسطينية، وبحكم التماس اليومي الذي يأخذ طابع اشتباكي مع إسرائيل.

واختتم عطا الله بالقول: "أن السؤال الذي من الضروري طرحه، وهو سؤال ملح، في إطار التطورات على الساحة الفلسطينية، وسيطرة حماس على غزة، هل يمكن إقامة دولة ممانعة وسط إسرائيل، والأردن، ومصر، دون علاقات مع تلك الدول.

ومن جهته، قال الدكتور عاطف أبو سيف، أنه لا يوجد أفق لمصالحة وطنية في حال تمسكت الأطراف المعنية بالأزمة بمواقفها المعلنة، مضيفاً أنه ثمة شك في أن يتم إعادة الاعتبار للقضية الوطنية، في ظل التجاذبات الإقليمية، المؤثرة وبقوة في المشهد السياسي الفلسطيني، وأن ما حدث شكل صدمة للوعي الوطني الفلسطيني، وشكل نكسة لمشروع التحرر الوطني.

ويرى أبو سيف، أن الأزمة أعمق من ذلك وهي تكمن في حالة اللايقين التي كانت تعتمل في رحم النظام السياسي الفلسطيني بعد دخول حماس تحت قبة البرلمان، وأن الأزمة تكمن في قبول حماس المزاجي للنظام السياسي الفلسطيني، فحماس دخلت الانتخابات قبل أن تتصالح مع فكرة الكيانية السياسية الفلسطينية، التي هي نتاج لعملية تفاوضية ترفضها حماس من الأسس، بل هي أسست لشرعيتها على هذا الرفض.

وفي مداخلته، تساءل الكاتب رجب أبو سرية، حول إمكانية وجود أفق سياسي، في التفاوض مع إسرائيل، وأنه لا بد من ترتيب الإيقاع الداخلي في ظل التجاذبات الخارجية، وأن الحديث عن شرق أوسط جديد، هو أمر جدي وليس مجرد شعارات، وأنه لا يوجد أي أفق سياسي جديد في المنطقة بناءً على الوضع العام في المنطقة بأسرها، وخصوصاً الملف الإيراني، وما تبقى هو ترتيب البيت الداخلي في الأمور الإدارية والمجتمعية، حتى تتضح الرؤية السياسية الدولية.

وعقب الكاتب هاني حبيب، في مداخلته، باعتراضه على استخدام الكثيرين لبعض المصطلحات، التي اعتبرها بحاجة إلى إعادة نظر وصياغة، ومن بينه، المشروع الوطني، الذي لم يعد هدفا للجميع، بل هناك عدة رؤى وعدة وسائل للوصول لأهداف مختلفة، وبالتالي لم يعد هناك مشروعاً وطنيا واحداً، وكذلك يرى حبيب أن الثوابت الفلسطينية لم تعد ثوابت راسخة، بعد أن أجمع الفلسطينيين على تغيير الميثاق الوطني، واعتبر أن المفهوم الفلسطيني للمقاومة، هو مفهوم خاطئ، مبنى على العاطفة، وأن المفهوم الصحيح للمقاومة يتمثل في ما تحققه من إنجازات، وليس ما تحصده من أرواح الشهداء.