الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلام فياض ليس مرتدا على المقاومة - وحماس ليست عدوه الاول

نشر بتاريخ: 30/07/2007 ( آخر تحديث: 30/07/2007 الساعة: 12:49 )
كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- رئيس الوزراء سلام فياض لم يكن يوما في صفوف المقاومة المسلحة، لم يحمل بندقية ولم يسكن في معسكرات الفدائيين ولم يقسم اليمين امام الله والوطن ان يحافظ على سلاحه ويضغط على الزناد، وبالتالي لا يمكن لفصائل المقاومة التعامل معه باعتباره مرتدا عن الكفاح المسلح- بل ان هناك فصائل وطنية ممثلة في "م. ت. ف" لا تؤمن بالكفاح المسلح وهناك فصائل لم تمارس الكفاح المسلح منذ 17 عاما على الاقل، وهناك فصائل لم تنفذ اية عمليات مقاومة منذ 3 سنوات ودورها مقتصر على الدفاع عن الذات أحيانا، ولا تزال تحظى بالتوصيف الوطني ولها دور مهم في بناء المجتمع.

وحين نشر الدكتور سلام فياض الخطة السياسية لحكومته ، قامت الدنيا ولم تقعد، وكان كثيرون يتساءلون عن السبب؟ وما هو الفرق بين البرنامج السياسي للرئيس ابو مازن وبين خطة فياض ؟ وما الفرق بين فياض وفصائل مقاومة كثيرة موجودة على الساحة ؟ ولماذا يجري " الاستقواء" على فياض دون غيره ؟ ام ان الكيل بمكيالين هو الذي يدفع الى ذلك؟.

وانا لا اتفق مع احد ان حماس هي العدو الاول لسلام فياض ، فقبل اشهر كان فياض بجانب اسماعيل هنية في حكومة الوحدة وكانت حماس مثل غيرها من الفصائل تحاول طلب مساعدته في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والتخاطب مع الغرب - فهل تغيّر سلام فياض ام تغيرت الفصائل ؟ هل تغير سلام فياض ام تغيرت الاسباب ؟ هل تغيرنا؟.

ان العدو الاول لسلام فياض هو الفاسدين واللصوص الذين عاشوا واستثروا على ظهور الشهداء والاسرى والايتام والفقراء والعمال، فهؤلاء هم الذين سيقفون في وجهه وربما سيحاولون التخلص منه بأي شكل من الاشكال، وسيحاصرونه ويرمونه بجميع اصناف التهم والخيانة حتى تبقى الساحة لهم يسرحون ويمرحون فيها دون حسيب او رقيب.

ان المسؤول الفاسد، والمدير الذي لا يداوم في وظيفته ويستغلها في جمع الامتيازات ، والقائد الذي لا يسكن في الوطن ويطير من عاصمة الى عاصمة يتحدث عن فلسطين ولا يريد ان يسكنها، هو الذي سيحارب سلام فياض ويتهمه بنبذ المقاومة والتخلي عن الكفاح المسلح.

ان الذين يحبون المال حبا جما ، ويكرهون الكفاح المسلح ولا يطيقون التحدث او الوقوف مع المطاردين ونشطاء الانتفاضة ويتمنون للكتائب الموت هم الذين سيحاربون سلام فياض باسم المقاومة واسم الكفاح المسلح، ان الذين يكرهون الخسارة هم الذين يجرح شعورهم ان ينجح سلام فياض .

والحق يقال ان جميع خبثاء السياسة وجيش من الجبناء الذين لم يدخلوا في حياتهم سجون الاحتلال ، ولا يعرفون الفرق بين الكلاتشنكوف والار بي جي هم الذين سيصرخون في وجه سلام فياض ويطالبون باسقاطه لانه تخلى عن المقاومة وفي حقيقة الامر هم لا يريدون اية رقابة مالية او ادارية على ثرواتهم وكنوزهم.

والحق يقال - ان من حق كل مقاوم وكل فصيل مقاوم ان يطالب فياض باحترام التاريخ النضالي والكفاحي للفصائل المسلحة - لكني اعتقد ان الفدائي الحقيقي، والمطارد المناضل ( طبعا ليس فدائي الفضائيات والتلفزيونات ) لا يحتاج الى شهادة من سلام فياض او من غيره من رؤساء الحكومات لكي يحب وطنه ، والفدائيون لا يحتاجون الاذن من سلام فياض للمقاومة ولا يطالبون من احد شرعية كفاحهم ونضالهم.

ان اي مناضل في فتح او حماس او كتائب انتفاضة لن يجد نفسه في زنازين سلام فياض لانه مقاوم ، ولكن الكثير من الفاسدين الذين اكلوا لحمنا الحي وظهورنا الدامية سيجدون انفسهم في زنازين المحاسبة اذا ما كتب لفياض ان يصمد في هذه الوزارة.

ما يدفعني للكتابة لم يكن الدفاع عن سلام فياض ، الذي يقدّم نفسه ولا يخفي انه رجل اقتصاد، وانما ملاحظتي ان الكثير من المسؤولين الذين لا يعرفون لون البندقية يحاولون تحريض الجمهور ضد فياض لانه لا يقاتل، فلماذا لم يقاتلوا هم ؟ ولماذا لم يناضلوا هم ؟ ولماذا تخلوا عن الثوابت امام اول دفعة من الدولارات؟.

انا لا الوم سلام فياض الاقتصادي لانه لم يكذب علينا ويقول انه يحب البنادق والسلاح ولكني الوم السياسيين الذين يدّعون حب القتال ويطالبون اولادنا حمل السلاح وهم يحبون المال والاقتصاد.