فروانة يحذر من مخاطر استمرار استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين
نشر بتاريخ: 18/08/2014 ( آخر تحديث: 18/08/2014 الساعة: 10:16 )
غزة- معا - حذر عبد الناصر فروانة الأسير المحرر ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين من مخاطر استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين الفلسطينيين والعرب المحتجزين في سجونها ومعتقلاتها.
وقال فروانة: بأن استخدام القوة المفرطة في السجون الإسرائيلية بحق المعتقلين العزّل، لم يعد بالحدث النادر أو الاستثنائي، وإنما أصبح حدثاً يومياً، بل ظاهرة دائمة ومقلقة، وشكلت لهذا الغرض في السنوات الأخيرة قوات خاصة مدربة ومجهزة ومزودة بأسلحة مختلفة هدفها الاعتداء على الأسرى وإلحاق الأذى بهم وبصحتهم.
جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى الـ 26 لاستشهاد الأسيرين أسعد الشوا ، وبسام السمودي في معتقل النقب الصحراوي في السادس عشر من آب/ أغسطس من عام 1988 ، والذي يُعتبر الحدث الأول في مسيرة الحركة الأسيرة ، حيث أنها المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلين جراء إطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم.
وأضاف: بأنه ونتيجة لهذه السياسة المؤذية والخطيرة أصيب العشرات من المعتقلين بإصابات مختلفة، فيما أن الأخطر من ذلك هو استخدام الرصاص الحي والذي أدى إلى استشهاد (7) أسرى منذ آب/ أغسطس عام 1988 ولغاية اليوم جراء إصابتهم بأعيرة نارية بشكل مباشرة.
وأوضح فروانة أنه وبتاريخ 16/8/1988، استشهد المعتقلان أسعد جبرا الشوا (19 عاماً) من حي الشجاعية بغزة، والشهيد بسام إبراهيم السمودي (30 عاماً) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية ، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية، من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والمنتشرين فوق أبراج المراقبة وبين خيام وأوساط المعتقلين في معتقل أنصار 3 الواقع في صحراء النقب جنوب فلسطين والملاصق للحدود المصرية .
وقد أُطلق الرصاص على المعتقلين العُزل بعدما احتج سلمياً قرابة ألف وخمسمائة معتقل في قسم " ب "، بالهتافات الوطنية والأناشيد الحماسية والتكبير،على ظروف اعتقالهم السيئة والقاسية، ورفضهم لتنفيذ أوامر الإدارة المهينة والمذلة، ومطالبين بأبسط حقوقهم الأساسية وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية ، وبعدما تعرضوا للقمع والعنف تناولوا كل ما يقع تحت أيديهم من حجارة وصواني بلاستيكية وأحذية وقذفوها على الجنود وإدارة المعتقل .
وعلى ضوء ذلك أقدمت إدارة المعتقل المدججة بالسلاح، على قمعهم باستخدام القوة المفرطة مزودة بالغاز المسيل للدموع والهراوات، ووفقاً لشهود عيان فان قائد المعتقل هو من بدأ بإطلاق النار حينما انتزع بندقية جندي كان يقف بجواره وأطلق النار مباشرة ومن مسافة قريبة على المعتقل اسعد الشوا ليسقط مدرجاً بدمائه ، ومن ثم أصيب الشهيد بسام برصاصة قاتلة في القلب استشهد على أثرها .
وبيّن فروانة إلى أن استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي لم يتوقف عن هذا الحدث، وإنما استمر وتواصل مما أدى إلى إصابة العشرات من المعتقلين واستشهاد خمسة معتقلين آخرين مما يرفع عدد المعتقلين الذين استشهدوا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية جراء إصابتهم بأعيرة نارية إلى (7) معتقلين وهم :
أسعد الشوا و بسام السمودي واستشهدا في معتقل النقب بتاريخ 16-8-1988 ، و نضال ديب من رام الله واستشهد بتاريخ 8-2-1989، وعبد الله أبو محروقة من مخيم دير البلح بقطاع غزة واستشهد بتاريخ 12-9-1989 داخل معتقل أنصار 2 بغزة ، وصبري عبد ربه من قرية الجيب واستشهد بتاريخ 7-7-1990 في معتقل عوفر، وموسى عبد الرحمن من نوبا بالضفة الغربية واستشهد بتاريخ 18-1-1992،و محمد صافي الأشقر من قرية صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 في معتقل النقب الصحراوي.
وذكر فروانة بان مجموع من استشهدوا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية منذ العام 1967 قد بلغ (205) اسيرا ، منهم (71) أسير نتيجة التعذيب ، و(53) نتيجة الإهمال الطبي ، و(74) أسير نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة ، و(7) معتقلين استشهدوا جراء إطلاق النار عليهم ، بالإضافة الى عشرات آخرين استشهدوا بعد تحررهم بفترات قصيرة متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون .
وفي هذا الصدد دعا فروانة كافة المؤسسات المختصة الى تكثيف الجهود الحقوقية والقانونية والإعلامية لفضح ما يتعرض له الأسرى من اعتداءات متكررة ووضع حد لاستخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين والعمل على حمايتهم من خطر الموت أو الإصابة.