الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نساء الأقصى يوجهن رسالة لعاهل الاردن يطلبن تدخله للجم اعتداءات اسرائيل

نشر بتاريخ: 18/08/2014 ( آخر تحديث: 18/08/2014 الساعة: 19:26 )
القدس - معا - طالبت "نساء الاقصى" عاهل المملكة الاردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني العمل والتدخل من أجل لجم الاحتلال الاسرائيلي عن اعتداءاته على المسجد الأقصى وبالذات توقفه عن منع النساء من دخول المسجد الاقصى بشكل كامل في فترات الصباح والظهيرة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي نظم في فندق الكومودور بمدينة القدس المحتلة، قبل ظهر اليوم الاثنين بمشاركة العشرات من النساء ، وتضمن المؤتمر كلمات خطابية، وتليت فيه رسالة بعثت ووجهت الى الملك عبد الله الثاني .

وقالت عريفة المؤتمر ميسون عابدين انه لا يخفى على مطلعٍ ما يتعرض له الأقصى من هجمة احتلالية شرسة، فعدد الأيام التي منعت النساء فيها من دخول الأقصى جاوزت الثلاثين يوما، ومنذ بداية الشهر الحالي ، لم يسمح للنساء من كافة الأعمار دخول المسجد لساعات متأخرة من الظهيرة . ومواجهة لهذا التصعيد ؛ قامت نساء الأقصى بتنظيم حملة جمع تواقيع مناهضة لهذا المنع ، وإبراقِ رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية تطالبه فيها باتخاذ خطوات جدية لوقف هذا الخطر.

وأضافت: ونساء الأقصى قمن ويقمن أيضا بالدعوة للحشد والرباط على أبواب الأقصى رفضا للمنع الجائر ، وأفادت أن وفدا من نساء الاقصى التقى يوم أمس الأحد سفير الاردن لدى السلطة الفلسطينية في رام الله خالد الشوبكي، وسلمه الرسالة الى الملك عبد الله الثاني ، حيث وعد السفير الشوبكي بإيصال الرسالة مباشرة الى البلاط الملكي ، علما ً أنه قد وقعت الرسالة من قبل 1580 إمرأة، وفي مستهل المؤتمر لصحفي تمّ عرض تقرير فيديو مصور ومؤثر عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد نساء الأقصى .

رسالة الى الملك عبد الله الثاني :

في الفقرة الأولى والرئيسية من المؤتمر الصحفي قرأت جمان ابو عرفة، نص الرسالة :

"فنكتب إليكم من أمام أبواب المسجد الأقصى التي أغلقها الاحتلال الإسرائيلي في وجوهنا، نكتب إليكم وعلى مرمى نظرنا ساحات المسجد الأقصى المبارك التي اعتدنا الرباط فيها وطلب العلم في أرجائها وحفظ القرآن في جنباتها ، واليوم يحول الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، بمنعنا من دخول المسجد الأقصى المبارك، بيننا وبينها، ليحرمنا من مجالسنا ومصاحفنا وركعاتنا وسجداتنا في مصلياته وساحاته ".

"إننا حين قررنا الرباط في مسجدنا إنما كنا نبذل غاية الجهد ومنتهى الوسع لندافع عن المسجد بأنفسنا وأرواحنا وأوقاتنا في وجه التقسيم والتهويد والعربدة والغطرسة الاحتلالية ، مقتديات بذلك بسيدتنا مريم عليها السلام وأمنا خديجة وعائشة وفاطمة الزهراء رضي الله عنهن وأرضاهن وسائر آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، لنكون حفيداتهن وعلى خطاهن ، ننذر أنفسنا لأجل المسجد الأقصى وحمايته ونصرته ، وقد أكرمنا الله بأن كنا على مدى سنوات خلت أحد خطوط الحماية للمسجد الأقصى في وجه الاقتحامات والاعتداءات ، وهذا ما دعا الاحتلال إلى محاولة التخلص منا ليخصّنا بالمنع عن الأقصى دون الرجال" .

وتابعت :"إن ما ساهمتم وساهم آباؤكم الكرام في إعماره على مدى قرن من الزمن مهدد كله اليوم بالضياع يا جلالة الملك، فالمسجد الأقصى اليوم يتهدده خطر التقسيم والتهويد، ومعالمه وقبابه ومبانيه ومنابره مهددة كلها بأن تصبح أطلالاً لا يتمكن مسلم من الوصول إليها، ويُفرض علينا اليوم أن نكتفي بالوقوف عند أبوابها والبكاء عليها والحسرة على أيامٍ عشناها نصلي في مسجدنا رغم قيد الاحتلال ، وإننا إذ نقف بأجسادنا وأرواحنا حراساً في وجه الاحتلال فإننا نستصرخكم اليوم لتكونوا معنا في الموقف وفي الضغط السياسي على المحتلين لنحافظ على بقائنا ووجودنا في المسجد الأقصى المبارك" .

"إننا ومن قلب القدس ومن مواقع رباطنا أمام أبواب الأقصى الموصدة في وجوهنا نبعث إليكم بأن ما ينتظره المسجد الأقصى من المسلمين اليوم هو الحماية مع الإعمار ، وإذا كان لكم في إعماره قدم السبق بترميم آثار الحريق وما خرّبه في المسجد الأقصى بالأمس ، فواجب اليوم هو حماية المسجد من التقسيم والتهويد الذي بات أمراً عدوانياً يزداد تمادياً وفداحة يوماً بعد يوم".

"وإننا إذ قدمنا ونقدم قسطنا من ضريبة حماية المسجد بالأرواح والأجساد والأوقات ، فإننا ننتظر اليوم من يقف إلى جانبنا ويمدّ لنا يد الدعم والتثبيت والنصرة من موقع القرار والتأثير ، بضمان دخول النساء والرجال إلى المسجد الأقصى على مدار الساعة ، وإدانة سياسة الإبعاد عن الأقصى بوصفها حرماناً من حق أساس من حقوقنا كبشر ، والعمل على نشر هذه الإدانة كموقف إسلامي وعالمي على كل المستويات ، ودعم هيئة الأوقاف حتى يمارسوا سيادتهم الكاملة اليومية على المسجد الأقصى ، وحماية حراس الأوقاف الذين يُمنعون من الدخول وتأمين الغطاء السياسي لهم حتى يتمكنوا من ممارسة واجبهم ودورهم بالوقوف إلى جانبنا وإلى جانب اخوانهم وأخواتهم من المصلين في وجه اقتحامات المتطرفين الصهاينة" .

وختمت :"إنكم تضطلعون بمسؤولية عظيمة ومهمة جليلة ألا وهي مسؤولية رعاية المسجد الأقصى المبارك وهو في محبسه تحت الاحتلال الصهيوني الآثم ، وإنه لموقف عظيم أمام الله وأمام أمتكم وأمام ما سيكتبه كاتب التاريخ في الأجيال القادمة ، وإننا لنرجو لكم أن تكونوا ممن يؤدون أمانتهم ويوفون مسؤوليتهم" .

كلمة نساء الاقصى من القدس:

وألقت هنادي الحلواني كلمة نساء الاقصى من القدس ، أكدت فيها دور المرأة ونشاطها في الدفاع عن المسجد الاقصى، والتصدي لمخططاته ، كالاقتحامات ومحاولة التقسيم، هذا الدور الذي أزعج الاحتلال وأخذ بملاحقة النساء والاعتداء عليهن، وأحصت الحلواني صنوفا من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد النساء اللواتي يرتدن المسجد الاقصى المبارك، حيث استخدم بداية وسائل الضغط والتخويف، بأخذ بطاقات الهوية على الابواب والاحتفاظ بها لحين الخروج في محاولة منه لحصر عدد الطالبات ، ومن ثم بدأ الاحتلال اتباع سياسة أخرى وهي التحقيق والتخويف والتهديد والاعتقال والابعاد لأيام ثم لأسابيع وأشهر عدة لشخوص معينة والعرض للمحاكم لا لتهمة او جرم قانوني واضح بعد ذلك بدأوا باستخدام وسيلة ضغط أخرى ألا وهي تسليم بطاقة الهوية على الأبواب، ومن ثم تحويل كل بطاقات الهويات الى مركز تحقيق القشلة في محاوله منهم لارهاق النساء وبث الرعب والخوف في قلوبهن ومحاولة بائسة لتقليل عدد المصلين بتضييع اوقاتهم وحصرهم، الا انه لم ينجح واستمرت النساء بالحضور والاصرار اكثر واكثر غير سياسته مجددا ورفع سقفها فبدأ بالاعتداء على النساء بالضرب والشتم داخل باحات المسجد الاقصى ، ثم تمادى الى أن وصل بالاعتداء على النساء بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل وقنابل الصوت وبالهروات والتسبب بكسور عديدة وكدمات كان ذلك في ايام متفرقة قبل رمضان ولكنه وصل ذروته في شهر رمضان اذ تم منع النساء من الاقتراب حتى من أبواب المسجد الاقصى طيلة الفترة الصباحية وطردهن لخارج اسوار المدينة وملاحقتهن بالهروات والقنابل عدة مرات".

وقالت هنادي :"لا شك اننا بين يدي مرحلة فارقة ومهمة جداً وخطيرة ،فما جرى في رمضان هذا العام يبين لنا حجم الخطر الذي يحيط بالمسجد الأقصى المبارك،فمن قال أن صلاة الجمعة الأولى في شهر رمضان لم يؤم المسجد الاقصى فيها الاّ قريبا من 15 الف مصل؟بعد ان كانت تصل في العام الذي سبقه الى 300 الف مصل، وكل هذا كان ينبؤنا أن الخطر الاعظم في خطوات تصعيدية جديدة ستتم بعد شهر رمضان وفعلا في حادثة لا سبق للتاريخ بها عهد ولم نكد نحدث انفسنا ولو مازحين باحتمال حدوثها يوما ان تمنع النساء بكافة الاعمار من دخول المسجد الاقصى دون الرجال بداية طيلة الفترة الصباحية أي حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً ثم ومحاولة منهم لثني ذراعنا منعوا لبعد صلاة الظهر ثم للساعة الثانية والنصف بعد الظهر وبقرارات تعسفية مطاطة يزيدونها لوقت يشاءون ليمل الجمع ويتقلص العدد.

كلمة نساء الاقصى من الداخل الفلسطيني:

وألقت كلمة نساء الأقصى من الداخل الفلسطيني فاطمة أبو الهيجاء : وقالت "لا المسافات الطويلة ، ولا مشقة السفر تذهب متعتنا وشوقنا للأقصى لقبلة الاسلام الاولى ، ففي صبيحة كل يوم نشد رحالنا لنعمر رحاب مسرى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم- مسيرنا اليه يملأ نفوسنا بالأمل ، وما إن نصل إليه ونكون في رحابه وتعانق أرواحنا طلته ومآذنه حتى تدب السكينة الرضى في قلوبنا ".

وتابعت " مكثنا على هذا الحال أعواما عديدة منذ عام 2001 عبر مسيرة البيارق ، التي كانت تشق طريقها من مناطق الخط الأحضر الى قدسنا الحبيبة بجموع غفيرة ، رجالاً ونساءً واطفالاً، يملؤون الساحات والأسواق ولسان حالهم يقول : هذا مسجدنا ومن حقنا أن نعمره ونصلي فيه ونعتكف ونتعلم ، فتدب الحياة والنشاط في جنبات المسجد الاقصى، وأسواق مدينة القدس" .

وقالت لن ننسى المنغصات والمعيقات عند اقترابنا من أبواب المسجد الأقصى ، من قبل شرطة الاحتلال، التفتيش والمضايقات والاستفزازات والسؤال عن بطاقات الهوية الشخصية، واحتجازها، ليمنعوا رباط أصحابها في الاقصى، ومشاهد احتجاز الشباب على الأبواب ، حتى ينتهي وقت الصلاة ، خاصة ايام الجمع، وكنا نحتسب هذا كله في سبيل الله ونتجرع غيظنا ونمضي.

وقالت " إن المسجد الأقصى في هذه الأيام يمرّ في أشد حالات الخطر وأقساها وأصعبها ، يستغيث بأمة الإسلام وحاله يقول: أين العروبة والإسلام / يمرح المحتلون في ساحاتي والمستوطنون وشُذاذ الأفاق، وأنا أفتقد أهلي وحُماتي، حتى النساء فقد اخذ الاحتلال بالمنع التام ولا تفتح لهنّ الأبواب الاّ وقت الصلاة أحياناً، وغالب الوقت يمنعن من الدخول حتى وقت الصلاة فيلاقين المشقة والصعوبة ، خاصة المسنات منهن من الصلاة خلف الأبواب وعلى الأرض غير المعدة لذلك".

كلمة أطفال الاقصى : الطفلة تالين أبو صبيح :

وقالت "السلام عليكن أمهاتي وأخواتي..أنا تالين أبو صبيح طفلةٌ مقدسيّةٌ تسكنُ في البلدة القديمة بجانبِ المسجد الأقصى لكنني لا أستطيع دخولَه!أتعلمون لماذا؟ لأنَّ اليهودَ أمسَوا يغلقونَه بشكلٍ شبهِ يوميٍ من الصباحِ حتى ساعات الظهيرة، في وجهِ النساءِ من كل الأعمار، وفي وجهِ الأطفالِ أيضا.

يوماً ما جئتُ مع أمي وأخوتي الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرَ سنوات، رفضَ الجنديُ إدخالنا! أخبروني بالله عليكم، هل الأطفالُ يشكلون خطراً على أمنهم؟

أذكرُ يوماً شاركت في الفعاليات الصيفية بالمسجد الأقصى، رفضَ الجنودُ ادخالنا إلى المسجد أياماً عديدة، وقتها ألقوا علينا القنابل الغازية، تألّمَ أصدقائي كثيرا، أوجعتنا أعيُننا، خافت صديقتي صاحبةُ السبع أعوام، تساءَلتُ حينها : لماذا كل هذا الحقد؟

نحن أطفال، كل ذنبنا أننا أحببنا الأقصى بشدة وأردنا أن نلعب ونصلي في باحاته.

تخيلوا ،كانت لي صديقةٌ اسمها عائشة جاءت من مسافة بعيدةٍ في الداخل الفلسطيني لتزور الأقصى لكن منعها الاحتلال!.

أنا أحب الأقصى، أحب أن أتسابق في جنباته مع صديقاتي، أن أصلي ركعتين تحت ظل زيتونته، أحب أن أجلس على مصطبة فيه أرى منها تلك القبة الذهبية والقبة الرصاصية الجميلة، أهوى حين أعطش أن أشرب من سبيل قايتباي وماءه البارد!

لكن الاحتلال الآن يمنعني من كل ذلك، بينما يسمح لأطفال اليهود أن يجلسوا على مصطبتي ويشربوا من ذلك السبيل الطاهر، وتطأ أقدامهم مسجد آبائي وأجدادي.

سأخبركم شيئاً أخيرًا، أتعلمون؟

رغمَ كلِ هذا لا زلتُ أحبُ الأقصى وأُبغضُ محتَليه، ألعنهم في اليومِ ألفَ مرة، وأتمنى من الله أن يستيقظ المسلمون والعرب لينقذوا الأقصى وأطفاله.

يا رب احمِ المسجد الأقصى وطهّره من كل دنس واجعلهُ خالصاً للمسلمين خالياً من المحتلين الظالمين ..

هذا في ختام المؤتمر الصحفي قام الحضور بالتوقيع على الرسالة التي أرسلت الى الملك عبد الله الثاني.