ابو عمار...في الصين
نشر بتاريخ: 18/08/2014 ( آخر تحديث: 18/08/2014 الساعة: 15:36 )
بقلم :بدرمكي
كانت الانظار تتجه الى الحطة الفلسطينية في افتتاح اولمبياد الشباب بالصين ..يتكلمون بلغة انكليزية ..او ربما عربية مكسرة .. وبلهجة صينية .. عن ياسر عرفات.. ابوعمار.. فلسطين..اصبح الكل يعرفنا من خلال صاحب الرواية والاسطورة وحبيب شعبنا ..اينما تذهب .. يرحب بك الصينيون.
الاف المتطوعين.. تشاهدهم في كل مكان ..بلد المليار او يزيد ..هؤلاء يتعاملون بكل لطف وادب جم مع ضيوف بلادهم ..في يوم الافتتاح .. هطلت امطار غزيرة على ارضية الاستاد الاولمبي .. ولكن فرقة من الجيش الصيني تعاملت مع الحدث بمهنية عالية .. دقائق قليلة .. وكأن شيئا لم يكن ..وجرى الحفل كما هو مخطط له .. تم استعراض تاريخ الصين ضمن لوحات مبهرة . لمدة تزيد عن الساعتين .
نتحدث عن الصين .. البلد النظيف والعملاق ..وشعارهم .." شارك في الالعاب.. وشارك في احلامنا " .
رفع علم فلسطين .. سفيان حمدان ..من خانيونس .. اجتاز رحلة الموت .. قبل ان يصل معبر رفح .. والقصف يطال الجميع في غزة . ولكن غزة صامدة صابرة.. وهذا عهدي بها .وآن الاوان لرحيل الاحتلال .. وليس رفع الحصار فحسب .
يقول سفيان .. ان الرحلة المجنونة التي حملته الى نانجينغ .. كادت تكلفه حياته ..وفي ايام القصف الذي لم يتوقف لثلاثة اسابيع .. لم يتوقع ان يغادر غزة .. ويكون العلم الفلسطيني بين يديه في افتتاح اولمبياد الشباب .
هذه غزة التي احبت ابو عمار.. ورفاق دربه ابوجهاد وابو اياد .. عندما كنت غضا .. كان هؤلاء القادة قد عشقوا الصين .. تذكرت قراءاتي .. لقد كانوا على حق.. في فترة الانطلاقة الاولى للثورة ..علينا ان ندق باب التنين الصيني وهكذا كان . ما زال الصينيون يذكرون تاريخ العلاقة معنا ..ولذا حري بنا نحن الفلسطينيون ..ان نتمسك بتعاليم وثوابت قادتنا . الذين يحبهم ويحترمهم غيرنا .. فما بالكم نحن .
غزة فقدت الالاف.. دفاعا عن الكرامة .. هي عصية دائما ..احببتها .. وفي العدوان .. فقدت اخا وصديقا .. الشهيد عاهد زقوت .. ابن عميد الوطن .. نادي غزة الرياضي .. الوفي صاحب الريادة .. ولذا فتح له بيت عزاء ..عاهد الدمث .. صاحب الابتسامة والعطاء في الميدان كلاعب ومدرب ..وفي الاعلام الرياضي ..كنت اود الاتصال باصدقائي في غزة خلال العدوان للاطمئنان .. ولكني كنت اخشى .. ان خط الهاتف قد لا يجيب .. كنت اخشى عليهم من ضراوة القصف .
العدوان .. وحدنا وجمعنا ..وعلينا ان نحافظ على الوحدة الوطنية .. وكلما زادت ضربات الاحتلال ازددنا وحدة .. وعلينا ان نركز على الرئيسي في التناقض بيننا .. من اجل دماء الشهداء الذين رووا الارض الحبيبة ..لتكن وحدتنا الوطنية .. ووحدة الجغرافية .. ووحدة النسيج الاجتماعي .. هي صمام امان التحرر والانعتاق من الطارئين على هذه الارض .
ومن اجل القادة التاريخيين .. وخاصة ابوعمار .. الذي كان معنا في الصين .. حتى في مماته .. نعم ما زال الختيار بيننا .. وهو معي .. في الصين .