الخميس: 26/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطّات من دورينا

نشر بتاريخ: 18/08/2014 ( آخر تحديث: 18/08/2014 الساعة: 21:05 )
بقلم : صادق الخضور
بطولة كأس الشهيد الراحل أبو عمار رحمه الله متواصلة، والجولة الثانية من البطولة تشهد نتائج تؤكد علو كعب بلاطة، وعودة الأمل لشباب الخليل، وتقديم دورا وأهلي الخليل أوراق اعتمادهما كفريقين منافسين، وعودة الروح للمكبر، ومواصلة يطا الضرب بقوة.
البطولة تتجاوز كونها مجرد إعداد للموسم الكروي فأبرز ما يميزها أنها تشهد الشكل النهائي لكل فريق، وإن كانت لم ترتق بعد للمستوى الفني المأمول مع أن الفرق أخذت وقتها الكافي للإعداد والاستعداد، رغم التسليم بما تركته الأحداث السياسية من انعكاسات على طبيعة الاستعدادات.
في الجولة الثانية: بلاطة يعصف، ويطا تقصف، والتعادل لأداء الأهلي ودورا منصف، وحرارة الطموح لدى لاعبي العميد تتفوق على حرارة أريحا، والأمعري نتائج لا ترق للأداء فالأداء طيّب للغاية، ووادي النيص لغز محيّر، والثقافي والغزلان بحاجة للتدارك... وبانتظار استكمال المباراة الأخيرة بين هلال القدس والخضر.

فريق"الدفع الرباعي"
حديث مع بعض الزملاء عن نتائج فريق شباب يطا حتى الآن وتمحور الحديث عن أن النتيجة التي حققها الفريق في المباراة الأولى لم تكن طفرة بدليل ما تحقق في المباراة الثانية، فالفريق الصاعد يغيّر معالم التنافس الخليلي، وينجح في الفوز على فريقين كبيرين هما العميد والغزلان وبرباعية.
يطا يفوز وبأقل هالة إعلامية ممكنة وبأقل تصريحات، والفوز في مباراتين في مجموعة صعبة يبرهن أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح.
فرسان الجنوب لقب فريق يطا لكن يبدو أن الفريق معني بأن يكون له لقب جديد، وهو" فريق الدفع الرباعي"، فالفريق 4*4 والنتائج تعزز ذلك.
في الأدب .. سمعنا عن رباعيات الخيام، وفي بطولة كأس الشهيد الراحل أبو عمار تحضر رباعيات يطا، وما بين هذا وذاك يبرز الإبداع كقاسم مشترك بين الرباعيتين رغم الاختلاف في المضامين.
كل التوفيق للفرسان، وتألق يطا ودورا مع الاستعدادات الكبيرة لبعض الفرق سيجعل الدوري ملتهبا، ولربما كان ذلك سببا في ارتفاع المستوى الفني وسط ما شهده الموسم الماضي من تراجع المستوى خاصة ومنتخبنا الوطني مقبل على الاستحقاق الأهم في تاريخه الكروي.

البيرة...وتساؤلات المرحلة
بعد انتهاء فترة التعزيز، أعلنت مؤسسة شباب البيرة عن تشكيل لجنة لإدارة الفريق، ويبدو أن تشكيل اللجنة لن يكون كافيا لتدارك التأخير في تعزيز الفريق في الوقت المناسب.
الاستقرار الإداري هام لكن استعادة البريق الرياضي أهم، ومن هنا كان يجدر ألا تمر الفترة المخصصة لقيد اللاعبين دون الإعداد والاستعداد الكفيلين بعودة الفريق إلى مصاف الكبار.
البيرة بما فيه من كفاءات إدارية ورياضية قادر على لململمة ما تناثر من صورته التي تهشمت بفعل الهبوط والتراجع الكبير، وعلى اللجنة المؤقتة الإعلان عن خطة واضحة المعالم للعمل، ودون ذلك فقد يشهد وضع الفريق مزيدا من التراجع... ترى: هل يعود البيرة؟ وكيف؟ ومتى؟
هذه التساؤلات تتطلب من القائمين على الفريق محاولة بلورة خطة رياضية تعيد للفريق بريقه الخافت وسط توقعات بأن يكون دوري الاحتراف الجزئي أصعب نسبيا من دوري الموسم المنقضي، فلا يمكن إغفال حقية قدوم سلوان بقوة، وطموح المركز الكرمي، وتطلعات السموع، وقدرة الإسلامي على فرض حضوره، وإمكانية عودة الروح لهلال أريحا، وإمكانية تحقيق جمعية الشبان المسلمين نتائج لافتة في ضوء ما يمتلكه الفريق من مقومات، وهو ما يزيد من صعوبة مهمة مؤسسة البيرة في الموسم.
تساؤلات بانتظار من يجيب عنها بالعمل لتكون هناك حقائق ماثلة على أرض الواقع.

تغيير نمطيّة التعاطي...مطلوب
من متابعة دوري المناصير الأردني للمحترفين، يلاحظ وجود جوائز مرضية للعديد من المبدعين إداريين ولاعبين وفرق، وقد باتت هذه الجوائز ركنا رئيسا من أركان المنظومة، وهي تشهد للموسم الحالي جائزتين جديدتين علاوة على الجوائز المعتمدة حاليا، وهما: الفريق صاحب اللعب النظيف، والفريق المثالي.
هذه الجوائز، تُضاف إلى جوائز أفضل لاعب واللاعب الهداف وأفضل دفاع وأفضل حكم وأفضل لاعب صاعد، وأفضل مدرب وغيرها، ومن خلال المتابعة فإن هذه الجوائز بمثابة حافز معنوي ومادي كبير.
يتواصل دورينا، ورعاية البطولة والدوري تحديدا يجب أن تشهد تغييرا في نمطية التعامل مع المبدعين خاصة أن هناك جنودا مجهولين لا يتم التطرق لهم وبضمنهم المديرين التنفيذيين للأندية الذين يبذلون جهودا كبيرة.
لم يبدأ الموسم رسميّا بعد، ومن شأن خطوة اعتماد جوائز وحوافز في دورينا زيادة الزخم الإعلامي، وتفاعل شريحة كبيرة من الخبراء مع المشهد الكروي من خلال وضعهم في لجان الاختيار، ومنح دور للصحفيين الرياضيين ليكونوا شركاء في الاختيار، فقد حان الوقت لتجاوز الاقتصار على أن يكون دور الصحفي نقل خبري أو تصوير صورة.
بطبيعة الحال ..اعتماد الفكرة كفيل بتطوير الأدوات والمعايير والمنهجيات... لكن دون تبنّي الفكرة رسميا ستبقى حبرا على ورق.
التجربة الأردنية على هذا الصعيد غنيّة وثريّة، وبالإمكان الاستئناس بها، ويجب الاهتمام بتفعيل منحى التسويق لا على صعيد الأندية فحسب، فمن يتابع دائرة التسويق في الاتحاد الأردني يضع يده على عديد النقاط المضيئة والأفكار الواقعية القابلة للتطبيق الفوري.