الإغاثة الزراعية في يوم العمل الإنساني تواصل عملها في ظل العدوان
نشر بتاريخ: 19/08/2014 ( آخر تحديث: 19/08/2014 الساعة: 12:29 )
غزة -معا - تواصل جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية ) عملها في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة ، ويصادف اليوم بتاريخ 19 أغسطس ،حيث بدأت منذ بداية العدوان بتلبية نداء الإنسانية ، وجندت 250 متطوعا من لجانها الشعبية بالإضافة لطاقم عملها الذي استمر بمواصلة عمله طوال فترة العدوان .
وكانت روح العمل التطوعي والمبادرة الإنسانية الدافع لدى الكثيرين للانضمام للعمل مع الإغاثة الزراعية بشكل طوعي ،على الرغم من سياسية الاستهداف لطواقم العمل الإنساني التي اتبعتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال العدوان ،وتعرّض العاملين إلى الخطر المباشر .
وكانت الإغاثة قد بدأت عملها من خلال مبادرة لجانها الشعبية تحت شعار مساعدة الناس للناس ،فقدمت للناس المتضررين المأوى ، ووفرت الاحتياجات الإنسانية الأساسية لهم، بجهد شخصي من العاملين في اللجان الشعبية ،لتتسع الدائرة للكثيرين ممن لبوا نداء الإنسانية ،وتتحول حالة العمل بالشكل الفردي إلى الجماعي ، وتنطلق عنها حملة بعنوان "أغيثوا غزة" ،وتشمل كافة مناطق الوطن ،فالعاملين والمتطوعين في الضفة الغربية وفي داخل فلسطين المحتلة عام 48 ، يجمعون المساعدات الإنسانية ويرسلونها لغزة ،ويعمل المتطوعون في كافة محافظات غزة على إيصال هذه المساعدات إلى المتضررين والمحتاجين في غزة.
وعن بدء الحملة يقول منسق الحملة الميداني في محافظات غزة هلال أبو أسد:" بداية العمل كانت عبارة عن مجموعة من الشباب من موظفي ومتطوعي وشركاء الإغاثة من اللجان المحلية ،الذين كان همهم الأول تقديم الخدمة والواجب الإنساني للأهالي المتضررين ،وكانت الخطوة الأولى هي بتوفير مأوى للنازحين من المعارف والأقارب الذين دمرت بيوتهم ،ليبغ عدد العائلات التي قمنا بتوفير الإيواء لها بجهد شخصي ومن خلال مساعدة المتطوعين إلى 500 عائلة في كافة محافظات قطاع غزة ،ثم بدأنا بالتفكير بكيفية تقديم الاحتياجات الإنسانية لهم ".
ويتابع أبو أسد" ومع استمرار العدوان ،بدأت الحملة تتسع من حيث عدد المستفيدين واحتياجاتهم التي كانت تتزايد وفقاً للمشاكل التي كانت تنتج عن الوضع الإنساني الصعب ،وبدأنا نعمل بشكل منظم وأصبح التواصل أسهل مع أول هدنة إنسانية ،فقمنا بتشكيل لجنة في كل محافظة مكونة من 7 أشخاص ،قامت هذه اللجان بالبداية بالعمل على معرفة احتياجات الناس داخل مراكز الإيواء الرسمية وغير الرسمية ،ومن خلال تواصلنا مع فريق الإغاثة في الضفة الغربية قمنا بتوفير هذه الاحتياجات ."
ويوضح منسق الحملة في محافظة خان يونس على وافي :" لم يكن العمل سهل في ظل العدوان ،فأنت في كل لحظة معرض للاستهداف بشكل أو بآخر ،فأنت تعمل تحت القصف المتواصل ، الذي في الغالب يكون بشكل عشوائي لا يفرق بين أحد ،فكافة طواقم العمل الإنساني قد تعرضت للاستهداف ،فعندما يتم استهداف مؤسسات إنسانية دولية وتحمل إشارة واضحة مثل الصليب الأحمر ،فنحن أمام حالة الجميع فيها مستهدف ،لكن روح التضامن والتكافل كانت لدى جميع من قابلناهم ،فالكثير من الشباب الذين تطوعوا معنا أسرهم نزحت وبيوتهم هدمت ،الكثير منهم تعرضوا خاطروا بحياتهم من أجل إيصال مساعدات للمتضررين والمحتاجين ".
وعن الصعوبات أثناء العمل يوضح وافي :" العدد الهائل للنازحين وحجم الدمار الذي كنا نتعامل معه للمرة الأولى ،فقد تفاقم الوضع الإنساني بشكل سريع يفوق قدرتنا على الاستجابة في ظل حجم هذا العدوان ،ومما زاد الوضع صعوبة ، عدم قدرتنا على التنقل بسهولة وسرعة كافة لإيصال المساعدات في أثناء العدوان وتحت نيران القصف من كافة الاتجاهات ،بالإضافة لمحاولتنا إيجاد حلول سريعة لمشكلات كانت موجودة بالأصل مثل مشكلة المياه ،التي يعاني منها القطاع مسبقاً لكنها تفاقمت مع تدمير البنية التحتية للمياه ."
ومن شهداء العمل الإنساني كان أحد المتطوعين عماد عصفور وهو مسنق لجنة خانيونس في الاغاثة الزراعية قد أصيب هو وسبعة آخرين أثناء تقديمهم للخدمة الإنسانية ،حيث كانوا في طريقهم لتقديم المساعدة لمجموعة من المسنين المحاصرين في بلدة خزاعة ،واستشهد بتاريخ 30 يوليو على أثر جراحه ،عدا عن الكثيرين الذي أصيبوا أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني ،مثل مجدي عرفات منسق الحملة الميداني في مدينة غزة أصيب أثناء محاولته الهرب من استهداف قريب منه ،وكمال حمد الذي فقد عدد من عائلته في العدوان وأصيب أحد أبنائه أثناء المساعدة في تقديم الخدمة الإنسانية .
وكانت الإغاثة الزراعية قد أصدرت بياناً تثمن فيه جهود كافة طواقم العمل الإنساني التي عملت تحت نيران العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبت المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته في توفير حماية للعاملين في المجال الإنساني ،ومحاسبة مجرمي الحرب على استهدافها لهم بالشكل المباشر .
يذكر أنه ومنذ بداية العدوان استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي طواقم العمل الإنساني بشكل مباشر ومتعمد، حيث وصل عدد الضحايا في القطاع الصحي إلى 16 ضحية ،وأصيب 38 آخرون من الطواقم الطبية أثناء عملهم ، وتم استهداف 12 سيارة إسعاف ، وقصف 13 مستشفى بشكل مباشر ومتعمد ،وعدا عن 15 إعلامياً راحوا ضحية تأدية واجبهم الإنساني في نقل الحقيقة ،وقامت قوات الاحتلال باستهداف 11 مقر لمكاتب صحفية ومؤسسات إعلامية بشكل مباشر ،واستهداف 10 منازل لصحفيين يعملون في مؤسسات إعلامية محلية ،أما العمل في الدفاع المدني فراح ضحيته 7 أشخاص ،وأصيب 26 آخرين أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني .