البحرين تشهد اكبر مهرجانا للتضامن مع الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 19/08/2014 ( آخر تحديث: 19/08/2014 الساعة: 15:51 )
القدس- معا - شهدت العاصمة المنامة اكبر مهرجان للتضامن مع الشعب الفلسطيني والأهل في غزة، واستنكاراً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يقام في مملكة البحرين بعنوان "غزة تنتصر"، بحضور حاشد للمئات من البحرينيين والخليجيين والعرب المقيمين ومن أبناء الجالية الفلسطينية في البحرين ومن المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، اكتظت بهم مدرجات قاعة سينما "السيتي سنتر" بشكل غير مسبوق.
فقرات المهرجان الخطابي الشعري الفني الغنائي الذي نظمته جمعية الفاتح للإبداع الوطني، بالتعاون مع كل من: جمعية الكلمة الطيبة، وجمعية ومناصرة فلسطين، وموقع روض القصيد، وجمعية أيادي الاغاثية، وائتلاف شباب الفاتح، والجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع، بالتعاون والتنسيق مع سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، ألهبت الحضور الجماهيري الرسمي والنيابي والأهلي والشعبي الذين تعالت أصوات هتافاتهم ملوحين بالعلمين البحريني والفلسطيني مع أبيات ونصوص الشعراء البحرينيين والسعوديين والفلسطينيين المعبرة عن الغضب والحزن على الجرائم الإسرائيلية بحق الأهل في قطاع غزة، والتي تدعم وتشيد بالصمود الفلسطيني وتتعجب من الصمت الدولي للمجازر التي تحدث هناك.
كما شهد المهرجان مجموعة الأغاني للفنان البحريني الكبير سلمان زيمان غناها ولحنها وأهداها لفلسطين، وعدد من الأناشيد لفرقة أمواج البحرين، وعرض فيديو كليب وصور توضح بشاعة العدوان الصهيوني الغاشم على أطفال ونساء وشيوخ غزة، بالإضافة إلى عرض عمل فني لفنان ايرلندي يظهر المأساة التي يتعرض لها قطاع غزة.
وأكد المتحدث الإعلامي لجمعية الفاتح للإبداع الوطني الإعلامي عصام ناصر في كلمته التي افتتح فيها فقرات المهرجان على ضرورة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني من خلال إستراتيجية واضحة، تشجع الاستثمارات العربية في فلسطين لدعم صمود الشعب في مواجهة الاحتلال.
من جهته خاطب سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف الجماهير خلال كلمته موجهاً التحية للجمعيات المنظمة وللجماهير الغفيرة ولقيادة وحكومة وشعب البحرين الذين يساندون القضية الفلسطينية بكل ما أوتوا من قوة سواء على الصعيد المحلي أو العربي مؤكداً أنهم الأهل والعزة لفلسطين وأن التاريخ سوف يشهد للبحرين دعمها لفلسطين مستذكراً ما يردده العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في اغلب خطاباته وفي أكثر من مناسبة بأنه يجب أن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.
وأوضح السفير عارف أن مثل هذا المهرجان الحاشد سيكون له صدى كبير في قلوب الفلسطينيين ويشعر شعبنا أنه ليس بمفرده، وهو بمثابة صرخة مدوية إلى كل العالم ضد ممارسات الاحتلال، مشيرا إلى أن فلسطين لن تكون وحدها بل معها كل الأمة العربية والإسلامية وان هذا اللقاء هو تأكيد على أننا لسنا وحدنا، مشدداً أن أبناء غزة ونساءها وأطفالها يؤكدون أن الدم قادر على الانتصار على حد السيف وان الشعب الفلسطيني اثبت انه يستطيع مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية، مؤكداً على أن ثقافة المقاومة هي ثقافة سائدة لدى كل الشعب الفلسطيني منوهاً أن المقاومة لها عدة أشكال، فالشاعر والفنان والمعلم والفدائي كلهم يقاومون، واجتماعنا هذا هو رسالة مقاومة وتحدٍ، ولن نتخلى عن أي نوع من المقاومة وعلى رأسها الكفاح المسلح، مضيفا أن من أهم الانتصارات بعد حرب الإبادة التي شنت على الشعب الفلسطيني انه لا عودة إلى الانقسام الفلسطيني مرة أخرى.
وأشار السفير انه على الرغم من الضغوطات الإسرائيلية والابتزاز الأمريكي الذين يرفضون الوحدة الفلسطينية إلا أن الوحدة الفلسطينية التي جاءت معمدة بالدم على كل ارض فلسطين والشهداء الذين سقطوا من كل الفصائل الفلسطينية وانه لا رجعة للقسمة والانقسام حيث أن أهم أهداف هذا العدوان على شعبنا في قطاع غزة هو ضرب الوحدة الفلسطينية التي أنجزها ومتنها الرئيس محمود عباس مع كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وعقاباً للقيادة الفلسطينية لتوجهها إلى الأمم المتحدة للحصول على مقعد دائم لفلسطين ولتوقيعها على الانضمام للمؤسسات والمعاهدات الدولية، مؤكداً أن الوحدة هي من أهم الانتصارات خلال حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني، وهذا الاحتلال غير جاهز لأي عملية سلام الغير موجودة على أجندة الاحتلال، فسياسته هي قتل الأطفال والنساء
بدوره، ألقى بدر الهاجري كلمة عن ائتلاف شباب الفاتح بين خلالها أن الجرح العميق لنا كشعوب عربية وإسلامية هو القضية الأم فلسطين منتقداً البعض الذين أداروا ظهورهم للقضية الفلسطينية، مستنكراً تراجع همم البعض وكأننا نتحدث عن قضية من خارج هذا الكوكب، مضيفا أن الحرب الشرسة على غزة أثبتت أننا نحن الضعفاء ونحتاج من يحررنا من احتلال الوهن.
|293553|
وتابع الهاجري قائلاً: "أنتم يا أهل غزة البقعة العربية المتبقية التي تشعرنا أن الأمة لازالت عزيزة أثبتم أنكم تستطيعون حمل راية العزة، يفتخر بكم كل من حولكم فنحن نرى الآن الاسرائيليين ترنحون خوفا من الصواريخ المضادة التي أطلقت لأول مرة من أراضي فلسطين".
وأكد الهاجري أن قصف إسرائيل للمستشفيات والمدارس فضيحة كبرى للاحتلال ولهذا العالم، مشيرا أن هناك عار جديد ينسب لمجلس الأمن الدولي الذي سقط كثيرا ولازال يسقط من دون أن يخجل أمام القضية الفلسطينية.
بدوره أوضح الشاعر البحريني فيصل المريسي الذي ألقى واحدة من قصائده الحماسية خلال المهرجان أن المهرجان كان رسالة واضحة بأن القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في قلوب الأمة العربية ولن تغيب عن الوجدان العربي مهما اشتدت الظروف والمحن.
كما استضاف المهرجان ثلاث طفلات بحرينيات شقيقات هن آمنة وحصة ومريم هشام إنجنير، لا تتجاوز أعمارهن الـ12 عاماً جمعن عيدية العيد وبدأن في عمل مشروع خيري صغير لصناعة وبيع الحلوى بهدف تجميع اكبر مبلغ مالي ممكن للتبرع به لدعم أطفال الشعب الفلسطيني، كما تضمن المهرجان جمع تبرعات من قبل الجمعيات المنظمة بهدف توجيهها إلى فلسطين.
وفي نهاية المهرجان قام السفير الفلسطيني بتوزيع شهادات تقدير واعتزاز على الجمعيات المنظمة والمشاركين تأكيداً على التقدير الفلسطيني والاعتزاز بجهودهم وبحسهم الوطني الكبير تجاه القضية الفلسطينية داعياً الجميع إلى مواصلة هذه الجهود حتى تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها الأبدية، متمنياً أن نصلي جميعاً في رحاب المسجد الأقصى ويعلوه علم فلسطين خفاقاً عما قريب إن شاء الله.
يشار أن المشاركين في المهرجان الذي تولى عرافته محمد خلف عبدالله، هم من الفنانين :الفنان الكبير سلمان زيمان، فرقة أمواج البحرين، والمنشد عبدالله القاسمي، ومن الشعراء البحرينيين والسعوديين والفلسطينيين كل من: ياسر العتيق، سبيكه الشحي، محسن الحمري، خلفان ثاني، فيصل المريسي، رحاب يوسف، محمد آل مبارك، يحي بالحارث، عفاف الشرقي، بندر الرشيدي، سعود بن عمر، صالح السادة، مشعل المالكي، سمير الحاج، ونبيله زباري.