السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"كل شيء واي شيء في غزة عدا حرب استنزاف"

نشر بتاريخ: 19/08/2014 ( آخر تحديث: 20/08/2014 الساعة: 14:08 )
بيت لحم- معا- وضع خرق حماس لوقف إطلاق النار اليوم الثلاثاء حكومة إسرائيل أمام أول امتحان حقيقي يواجهها بعد نهاية عملية "الجرف الصامد" خاصة وان إسرائيل ترى في حماس مسئولة عن إطلاق الصواريخ بغض النظر عن الجهة المنفذة. قال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" روني بن يشاي في مقالته التي حملت عنوان "كل شيء وأي شيء في غزة سوى حرب استنزاف".

"تعطي إسرائيل الفلسطينيين إشارات واضحة بأنها لن توافق على إجراء مفاوضات تحت النار وأنها غير مستعدة أيضا للدخول في حرب استنزاف مع الفصائل الفلسطينية".

شكل إطلاق الصواريخ اليوم خرقا سافرا لالتزام وتعهدات حماس والفصائل الفلسطينية التي قدمها الوفد الفلسطيني للطرف المصري لذلك سارعت إسرائيل إلى سحب وفدها المفاوض ومن المنطقي الافتراض بأنها لن تعيد الوفد قبل حصولها على تعهدات وضمانات موثوق بها بان المفاوضات في حال تم استئنافها لن تجري تحت خروقات إضافية لوقف النار" أضاف بن يشاي.

"إسرائيل لن تتحدث تحت النار" قالت مصادر رسمية إسرائيلية مؤكدة إن إسرائيل تمتلك الإرادة وطول النفس والحصانة النفسية التي تخولها العودة للحرب حتى تدرك حماس والفصائل الأخرى بأنه لا يمكنهم العودة للتهديد بإطلاق الصواريخ وأنهم اكبر الخاسرين من خرق وقف إطلاق النار وان الأضرار التي تلحق بهم نتيجة هذه الخروقات أكثر بكثير من الفوائد التي سينالونها.

فاجأ إطلاق الصواريخ الجيش الإسرائيلي وأصحاب القرار في إسرائيل وكانت هناك معلومات عن مواجهة المفاوضات الجارية في القاهرة صعوبات لان إسرائيل لم تبدي استعداد للتنازل والاستجابة لطلبات حماس في المواضيع الدعائية والجوهرية التي تمس التسوية المقلصة التي اقترحها الطرف المصري وصحيح أن حماس وافقت على تسوية تقوم على أساس وقف إطلاق نار ونقل مساعدات إنسانية بكميات كبيرة إلى غزة لكن حماس لم تكن مستعدة لقبول طلب إسرائيل أن يتولى رجال ابو مازن والمنظمات الدولية مسؤولية نقل المساعدات إلى غزة وطلبت حماس فتح معبر رفح ألان كما أن إسرائيل لم تكن مستعدة للتنازل عن مطالبها الأمنية ولم توافق على إصدار إعلان يقول"تم رفع الحصار عن غزة" وفقا لما طلبت حماس.

وهذه الصعوبات كانت متوقعة أيضا يوم أمس لكن المصريين توقعوا إمكانية التغلب عليها لذلك بقي الوفد الإسرائيلي في القاهرة واتفق الطرفان على تمديد التهدئة لـ 24 ساعة وكان إطلاق الصواريخ مفاجأ لأنه جاء قبل انتهاء المفاوضات وكان يمكن ان تتوصل الأطراف إلى اتفاقات صغيرة كما اقترح المصريون.

واختتم بن يشاي مقالته بالقول"من لحظة إطلاق الصواريخ باتجاه بئر السبع ونتيفوت تم تفعيل وبشكل تلقائي "اتوماتيكي" الردود السياسية والعسكرية المتفق عليها والتي قررها رئيس الوزراء ووزير الجيش بالتشاور مع رئيس الأركان وكان الرد العسكري عبارة عن هجمات جوية فورية استهدفت بعض النقاط في القطاع فيما كان الرد السياسي توجيه الأمر للوفد الإسرائيلي بمغادرة القاهرة والعودة فورا إلى تل أبيب وبهذا أكدت إسرائيل موقفها الرافض للتفاوض تحت النار وأنها لن توافق أيضا على الدخول في حرب استنزاف وان الجيش سيعمل بكامل قوته لضمان عدم حدوث مثل هذه الحرب حتى وان كان ثمن ذلك الدخول الى قطاع غزة برا.