الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حزب الشعب ينعى الشاعر سميح شقير

نشر بتاريخ: 20/08/2014 ( آخر تحديث: 20/08/2014 الساعة: 19:29 )
القدس - معا - نعى حزب الشعب الفلسطيني إلى شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، وإلى الأمة العربية وإلى كل محبي الحرية والعدل والسلام في العالم، شاعر فلسطين الكبير سميح القاسم الذي وافته المنية مساء أمس الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض.

وقال الحزب في بيان وصل معا : يرحل سميح القاسم في هذا الوقت العصيب حيث يتعرض شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة إلى أبشع عدوان إسرائيلي، مخلفًا آلاف الشهداء و الجرحى وآلاف البيوت المدمرة، ومئات آلاف المشردين في وطنهم. ويتعرض شعبنا في الضفة الغربية وفي القدس، وفي الناصرة وحيفا والمثلت والجليل، إلى القتل والاعتقال والتنكيل، بهدف تركيعه وفرض الاستسلام عليه، وتهويد قدسه ومقدساته، وحرمانه من حقه في الحرية والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

يرحل سميح القاسم الذي كان منذ نشأته الأولى حاضرًا بثبات على أرض النضال اليومي بين الجماهير، مثلما كان حاضرًا في الشعر والأدب، للدفاع عن أبناء شعبه الباقين في وطنهم، من أجل الكرامة الوطنية وحماية الأرض من المصادرة والاستيطان وضد التمييز القومي. وكانت قصائد سميح المقاومة حاضرة بثبات في معارك الشعوب العربية من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم. وكان لهذه القصائد حضورها كذلك في المشهد الإنساني العام، حيث كان سميح القاسم انطلاقًا من فكره التقدمي ونظرته الثاقبة إلى الكون والحياة والمجتمع والإنسان، صاحب ثقافة شاملة مكنته من الالتزام العميق بأنبل ما في تراثنا العربي الإسلامي المسيحي من قيم، وبأفضل ما في الثقافة الإنسانية من مفاهيم ورؤى. كان سميح القاسم ينظر للقضية الفلسطينية باعتبارها البؤرة التي ينطلق منها ويعود إليها في شعره وفي نثره المكرسين لهذه القضية، وهو المحلق في الآفاق الشاسعة، معتبرًا أن أي نصر يحرزه شعبه الفلسطيني هو نصر للإنسان أينما كان، وأن أي نصر يحرزه أي شعب من شعوب أمته العربية، ومن شعوب العالم ضد القمع والاستبداد، وضد التخلف والجهل والمرض، وضد النزعات المذهبية والإقليمية والتطرف الديني، وضد الاستغلال والتبعية والهيمنة، إنما هو تعزيز لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي والعنصرية الصهيونية، ومن أجل الحرية و العدالة والسلام.

لن يغادرنا سميح القاسم، سيظل بأشعاره التي غنت للوطن وللحرية وللإنسان حاضرًا تمام الحضور بيننا، وسيظل بنثره الجميل المطعم بالسخرية وبالنظرة العميقة إلى الحياة ماثلا أمام عيوننا نستلهمه كلما ادلهم ليل الاحتلال من حولنا، وكلما وجدنا أننا في حاجة إلى شحنة من أمل ومن وتفاؤل لمواصلة النضال.