الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأورومتوسطي يدعو لمحاكمة إسرائيل بعد 50 يوماً من الانتهاكات في غزة

نشر بتاريخ: 26/08/2014 ( آخر تحديث: 26/08/2014 الساعة: 16:31 )
رام الله - معا - دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إلى محاكمة إسرائيل على انتهاكاتها الصارخة مع دخول هجومها العسكري على قطاع غزة اليوم 50.

وشدد المرصد على ضرورة محاكمة إسرائيل مع دخول هجومه على قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات يومه الـ50، والذي خلف مئات الشهداء وآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المشردين والبيوت المهدمة.

ودعا المرصد المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل لإحالة ملف القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وحث السلطة الفلسطينية على الانضمام بسرعة إلى ميثاق روما الخاص بالمحكمة، بما يعطي رسالة واضحة لكل الأطراف أنه ما من إفلات من العقاب، وأن من يقترف جريمة بموجب القانون الدولي سوف يحاكم عليها.

إحصائيات الهجوم
وقال المرصد في إحصائياته لليوم التاسع والأربعين من الهجوم إن 14 فلسطينيا استشهدوا بينهم 3 أطفال وامرأتان، نتيجة غارات إسرائيلية على القطاع، مبيناً ارتفاع عدد الضحايا الإجمالي إلى 2127 شهيدا، بينهم 544 طفلاً و302 امرأة.

وبلغ عدد الجرحى في اليوم التاسع والأربعين 54 جريحاً؛ تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 20 طفلا، و11 امرأة، وبهذا يرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم إلى 10744جريحاً، منهم 3258 طفلاً و2089 امرأة.

وأشار المرصد إلى أن ثلث الأطفال الجرحى الذين تجاوز عددهم 3 الاف جريح سيعانون من إعاقة دائمة.

ونفذ الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين 399 هجمة؛ منها 283 هجمة صاروخية و42 قذيفة من سلاح البحرية، و74 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 60664 هجمة، منها 8210 هجوم صاروخي، 15736 قذيفة من البحرية، 36718 قذيفة مدفعية.

وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف المنازل والمنشآت المدنية، حيث بيّنت الإحصائية أنّ الاحتلال دمّر الاثنين 141 منزلا، 39 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و102 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدء الهجمة إلى 16002، منها 2358 منزلا دمرت بشكل كلي و13644 منزلا دمرت بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات الالاف من المنازل التي لحقت بها أضرارا.

وعند منتصف ساعات ليل الاثنين دمر الطيران الإسرائيلي برج "المجمع الإيطالي" وسط غزة الذي يتكون من 13 طابقا ويضم نحو 50 شقة سكنية إلى جانب عشرات المحلات التجارية ومكتب مؤسسات محلية.

كما تحدث المرصد عن استمرار استهداف إسرائيل لدور العبادة، فقد استهدف الطيران الحربي بحسب الإحصائية 7 مساجد يوم الاثنين دمر أربعة منها بشكل كلّي وثلاثة بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم إلى 169 مسجدا، دُمّر 61 منها بشكل كلي.

كما استهدفت القوات الإسرائيلية يوم الاثنين جمعيتين خيريتين، ليرتفع بذلك عدد الجمعيات الخيرية المستهدفة إلى 31 جمعية تقدم خدمات لما يزيد عن مئتي ألف شخص.

وقال الأورومتوسطي إن عدد المشردين جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل ارتفع إلى قرابة النصف مليون مشرد (462,090)، غالبيتهم توزعوا على 90 ملجأً تابعا للأمم المتحدة.

وبحسب المرصد قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع بنحو 3 مليارات و460 مليون دولار، نتيجة استهداف 324 مصلحة تجارية وصناعية وقصف المنازل ومحطات المياه ومعالجة المياه العادمة، والمقارّ الحكومية، والمدارس، وقوارب الصيادين، ومحطات ومحولات الكهرباء، والمراكز الصحية، والطرق وخطوط المياه والكهرباء، والأراضي الزراعية، والمؤسسات الأهلية، والمساجد والكنائس والقبور.

استهداف مستمرّ للمدنيين:
شهد يوم الاثنين استشهاد السيدة فرحة ابراهيم العطار وطفلتها ومسناً آخر من عائلة طنبورة عمره 78 عاماً إثر قصف إسرائيليّ طالهم بينما كانوا جميعاً في منازلهم في شمال القطاع.

وقال الأورومتوسطي إن من الواجب على إسرائيل أن تقوم بحماية المدنيين، فيما هي استهدفتهم بشكل متعمد ولم تأخذ أدنى التدابير الاحترازية لحمايتهم، وإن استهدافهم بهذه الصورة الواسعة يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما المادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة، والتي نصت على واجب دولة الاحتلال في حماية المدنيين "ضد جميع أعمال العنف"، والمادة 33، التي تنص على "حظر العقوبات الجماعية، وجميع تدابير التهديد وتدابير الاقتصاص من الأشخاص المحميين".

وأشار الأورومتوسطي إلى أنه من الثابت أن إسرائيل لم تأخذ بالاحتياطات اللازمة عند تنفيذها لهذا الهجوم بما يجنّبها إحداث خسائر في أرواح المدنيين وممتلكاتهم، وهو ما يجعل من هجومها ضربا من "الهجمات العشوائية" حسب المادة (57) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، وهو ما يمثل جريمة حرب، بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكد الباحث القانوني في المرصد إحسان عادل "من الواضح أن إسرائيل تسعى للانتقام من المدنيين في قطاع غزة من خلال إيقاعهم تحت العقاب الجماعي".

ورأى عادل "أن على الأمم المتحدة بأذرعها المختصة، ولا سيما مجلس الأمن، المسارعة في اتخاذ إجراءات فعالة بحق إسرائيل وبما يقود إلى محاكمة المسؤولين عن هذه التصرفات اللاإنسانية".