وقف اطلاق النار بعيون الصحافة العبرية

بيت لحم- معا - مع دخول اتفاقية وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، بدأت وسائل الاعلام تتابع التصريحات الصادرة عن الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، للوقوف على حقيقية الاتفاق وما استطاع كل طرف تحقيقه بعد هذه الجولة من الحرب الصعبة.

وقد اختارت صحيفة "هأرتس" ما كتبه المحلل العسكري عاموس هرئيل تحت عنوان "انتهت الحرب بالتعادل القاتم" ليكون الخبر الرئيسي لليوم الاربعاء.

في حين نشرت صحيفة "معاريف" خبرا تحت عنوان "حماس خضعت لاسرائيل ووافقت على وقف اطلاق النار".

في الوقت الذي اختارت صحيفة "يديعوت احرونوت" عدة عناوين للتعليق على وقف اطلاق النار، من ضمنها انتقادات كبيرة وواسعة من الوزراء في حكومة نتنياهو لاتفاقية وقف اطلاق النار، كذلك تحليل للمحلل العسكري رون بن ايشاي والذي قال بأنه من السابق معرفة اذا اسرائيل انتصرت او حققت تعادل في هذه الحرب.

عودة على رأي المحلل العسكري لصحيفة "هأرتس" والذي توقع بأن هذه التهدئة سوف تصمد ويتم التوصل الى اتفاق طويل الامد، في حال لينت حركة حماس موقفها في بعض القضايا، معتبرا التنسيق مع مصر سيمنع حماس من تجديد ترسانتها العسكرية، ويشير الى حالة خيبة الأمل التي أصابت الجمهور الاسرائيلي من نتائج الحرب، حيث سمعت أصوات النحيب في اسرائيل فور الاعلان عن وقف اطلاق النار من اليمين واليسار، يوجد في اسرائيل اثنان من ثلاثة على قناعة بأنه كان يتوجب على الجيش استخدام مزيد من القوة وتلقين حماس درسا لا تنساه.

ويتفهم المحلل الشعور بخيبة الأمل للفارق الكبير في القدرات العسكرية والاقتصادية بين الطرفين، ويؤكد بأن الحرب لم تنته بانتصار أو هزيمة، بل بتعادل قاتم.

وتابع المحلل ليقول بأن اسرائيل كانت تفضل انتهاء الحرب قبل 3 اسابيع بعد ان استكملت تدمير الانفاق الهجومية، ومنذ ذلك الوقت لم تحقق شيئا وبدأ يتلاشى الانجاز العسكري وساد الغضب على القيادة السياسية والأمنية خاصة من سكان محيط قطاع غزة، ولكن في الأسبوع الأخير استطاع الجيش تحقيق بعض الاهداف "اغتيال القيادة العسكرية لحماس" وكذلك التدمير الكبير في قطاع غزة وازدياد الضغوطات الداخلية والخارجية على حماس، ساهمت في قبولها هذه الاتفاقية.

موقع صحيفة "معاريف" اعتبر موافقة حماس للمبادرة المصرية والتي تحمل في طياتها شروط اسرائيل خضوع كامل من حركة حماس لاسرائيل، معتبرة بأن حماس تلقت ضربات موجعة وقوية بالرغم من محاولات قيادات حماس السياسية الحديث عن نصر في هذه الحرب، خاصة بان حماس لم تستطع تحقيق أي هدف من الاهداف التي وضعتها والتي حاولت خلال الفترة الماضية ان يتضمن الاتفاق هذه الاهداف، مؤكده الصحيفة بان الضغوطات التي مورست على قطر من العديد من الدول أعطت نتائج بقبول خالد مشعل المبادرة المصرية دون ان يحقق أي من الاهداف التي اعلنها.

صحيفة "يديعوت احرونوت" تناولت الانتقادات التي وجهت لرئيس الوزراء الاسرائيلي بقبول وقف اطلاق النار، خاصة عدم عقده اجتماع للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت" للتصويت على وقف اطلاق النار، فقد اعتبر الوزير عوزي لانداو هذه الموافقة بالخطأ الكبير، في حين قال عضو الكنيست عوفر شيلح من حزب "يوجد مستقبل" بأنه من السابق لاوانة الحديث عن نتائج الحرب، وسبق وانتقد الوزير نفتالي بينت وكذلك تسيفي ليفني موافقة اسرائيل على وقف اطلاق النار.

المحلل العسكري للصحيفة رون بن ايشاي بعد تأكيده بأن حماس تلقت ضربات موجعة ومهمة على أكثر من صعيد، من خلال سقوط عدد كبير من مقاتليها والتدمير الكبير في قطاع غزة وكذلك سقوط عدد من القيادات الرئيسية لحماس ، فأنه من السابق لاوانه الحديث عن نصر حقيقي لاسرائيل في هذه الحرب أو الحديث عن تعادل.