الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

بينهن ثلاث شقيقات : تزايد عمليات قتل النساء في قطاع غزة على خلفية الشرف!

نشر بتاريخ: 01/08/2007 ( آخر تحديث: 01/08/2007 الساعة: 20:01 )
غزة - معا- خلال الأسبوع الماضي قُتلت أربع فتيات من بينهن ثلاث شقيقيات في قطاع غزة بطريقة بشعة وقد جرى التمثيل بجثثهن بطعنات سكين في أنحاء مختلفة من أجسادهن إحداهن ذبحت كالخراف بطريقة مهينة، اختلفت الروايات عن سبب مقتلهن، ولم يتمكن أحد من معرفة السبب الحقيقي وراءه.

وفي ظل غياب وكيل النائب العام عن حضور عملية التشريح مع الطب الشرعي، وفي ظل عدم صدور تقارير عن النيابة العامة حول هذه الجرائم تزداد الشائعات والتكهنات حول جرائم قتل النساء في قطاع غزة.

تعددت الوسائل :

القتل على خلفية ما يسمى شرف العائلة في المجتمع الفلسطيني، اخذ أشكالا متعددة فبعض من نفذوا عمليات القتل، فلتوا من العقاب على جرائمهم لاتبعاهم أساليب ملتوية في عملية القتل للتخلص من أثار الجريمة مثل دس السم للنساء، أو دفعهن للانتحار، أو الادعاء بالمرض، والقتل بإطلاق النار، أو طعناً بالسكين بطريقة بشعة، ودفنهن بطريقة مهينة، لإخفاء جرائمهم للهرب من العار والفضيحة التي تلاحق العائلة لفترات زمنية طويلة، وكذلك للهرب من المثول أمام القضاء ونيل العقاب على جرائمهم.

القتل على الشبهة :

ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطيني قديمة جداً، وأخذت أشكالاً وأبعاداً مختلفة تحت شعار التخلص من العار الذي يلاحق العائلة، ودائماً كانت المرأة هي الضحية، من دون البحث في التفاصيل، وكثير من هؤلاء ذهبن ضحية الوشاية أو الشبهة، من دون معرفة الحقيقة وإن تم التعرف على الحقيقة فقد تكون الجريمة قد ارتكبت وفقدت الضحية حياتها وهي بريئة، ذهبت ضحية تقاليد بالية وضعف القانون وغياب سيادته.

ارتفاع حاد تحت ظلال الفلتان :

ظاهرة قتل النساء ازدادت في السنوات الأربع الأخيرة وتنامت مع تصاعد ظاهرة الانفلات الأمني في الأراضي الفلسطينية، وذلك بعد قيام فصائل المقاومة بأخذ القانون باليد في عملية قتل للمشتبه بهم بالتعاون مع قوات الاحتلال في ظل تقاعس السلطة عن اعتقال العملاء. وتحديداً في العام 2002, و ظهور أنماط سلبية من الاعتداءات على سيادة القانون، ما سهل على بعض العائلات استغلال الوضع الأمني السيئ وغياب عمل النيابة العامة وضعف أداء الجهاز القضائي، واخذ القانون باليد، وزيادة كبيرة في الاعتداءات التي طالت حق المواطنين وفي مقدمتها قتل النساء على خلفية الشرف.

وعلى الرغم من الجرائم البشعة التي ارتكبت ولا تزال بحق النساء، فلم يتم التصدي لهذه الظاهرة المخيفة والمخزية بحق المرأة والمجتمع بشكل يفضي إلى الحد منها، بل على العكس من ذلك فقد زادت جرأة البعض، خاصة بعد سيطرة حماس العسكرية على غزة إعتقاداً أنهم سيفلتون من العقاب، في ظل غياب عمل الشرطة والنيابة العامة وسيتمكنون من التملص من جرائمهم، لدرجة أن عدداً ممن قتلن منذ مطلع العام الجاري بلغ (13) فيما يصل عدد القتيلات منذ العام 2005 حوالي (40) إمرأة.

تشوه لوعي الديني :

إن من أسباب زيادة هذه الظاهرة هو غياب الوعي المجتمعي وتشوه الوعي الديني في ثقافة المجتمع السائدة، والتي تجرم المرأة لمجرد الشبهات ولا تأخذ حتى بضوابط الشرع في هذا الإطار، فيما تهمل كون جرائم الشرف لا تقع إلا بطرفين. كما أن السوابق القضائية في التعاطي مع جرائم القتل على خلفية شرف العائلة شجعت ولم تزل على استمرار وتصاعد هذه الجرائم في مجتمعنا، حيث يجري إصدار أحكام مخففة بحق القتلة، ما يدفع إلى تحويل أي جريمة قتل حتى ولو كان دافعها حرمان الأخت من الميراث تحول إلى قضية شرف.