السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مكتبات الأطفال المرضى... أوقات معافاة مليئة بالتعلم والفائدة

نشر بتاريخ: 01/08/2007 ( آخر تحديث: 01/08/2007 الساعة: 20:58 )
رام الله -معا- في الردهة التي تصدح بأصوات الأطفال، ألوان تنادي من بعيد، تختلط فيها أصوات الضحك واللعب، على عكس الأصوات والألوان خارج الغرفة المزينة التي كتب عليها "مكتبة الأطفال"، في آخر الممر المليئ بغرف المرضى في قسم الأطفال بمستشفى رام الله الحكومي.

تأسست المكتبة في عام 2003، برعاية شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/ مراوي؛ وزارها بحسب أمينة المكتبة أكثر من 3500 طفل مريض، يأتون إلى المكتبة بهدف تقضية أوقات إقامتهم في المستشفى، ويحققون بذلك الهدف الذي أنشئت لأجله المكتبة، في التخفيف من معاناة الأطفال.

وتبدو سعادة أمينة المكتبة سهام البسط على وجهها، وهي تستقبل المزيد من الأطفال إلى المكتبة، تجالسهم وتعرف اهتماماتهم، فتساعدهم في تحديد الكتب لقرائتها، وتقول البسط "لقد عملت في المكتبة منذ اليوم الثاني لإنشائها وحتى الآن، وقد تعرّفت على آلاف الأطفال وعوائلهم، وأنشأت الكثير من الصداقات معهم، وأسعد كثيرا وأنا أراهم يحملون الحلوى بشفائهم إيذانا بعودتهم إلى بيوتهم، فيستذكروني، ويعرجون على المكتبة التي قضوا فيها أوقات معافاتهم، من أجل توديعها، تاركين في بالي الكثير من الأمنيات لهم بدوام العافية والصحة، والمستقبل الزاهر".

وتقضي البسط في المكتبة جل ساعات نهارها، فتعود الأطفال وأهليهم، وتدعوهم لزيارة المكتبة، والاستمتاع بما تطرح من كتب شيقة، وألعاب مسلية، تساعدهم على الخروج من أجواء العلاج التي فرضت عليهم، ولم تنفك البسط؛ تحمل الكتب إلى من لا يقوى على الحراك، في قسم الأطفال بالمستشفى. وتقرأ لمن لا يستطيع؛ القصص، والروايات، فهمّها أن تعيد ابتسامة محتها آلامهم، وترجع إلى خيالاتهم، ما يجب أن يكون فيها، من ألوان وحكايات وفرحة. وتستذكر البسط، بعض الأطفال الذين حفروا مكانتهم في المستشفى، فتعدد منهم الكثير، ممن كانوا يقرأون عشرات الكتب، من بين أكثر من 400 كتاب ومجلة تطرحها المكتبة.

الطفلة شيماء فيصل، قضت ليالي في المستشفى وزارت المكتبة، وجابت بين رفوفها، فوقعت عيناها الجميلتان على كتاب علمي، فأخذته ببطء وبرغم آلامها حملته إلى الطاولة، وأخذت تطّلع على محتوياته وصوره، واستبدلت أنّاتها بابتسامة علت وجهها، فكأنه أنساها الطريق إلى المستشفى، وإبر العلاج، واشتياقها إلى أهلها في قرية علار القريبة من طولكرم.

ويصف عبد الناصر الفاري، المدير الإداري في مستشفى رام الله فخرهم بهذه المكتبة، ويقول "لقد كانت مبادرة طيبة من شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/ مراوي، ولفتة، يشكرون عليها بحق، فهي دعوة للجميع للحذو بذات الاتجاه، والالتفات لما فيه الخير لصالح هذا المجتمع" وأضاف الفاري "أصبحت المكتبة وجها جديدا وحضاريا من وجوه المستشفى، فنصطحب معنا الوفود الزائرة إليها، ويندهشون من هذه الفكرة، ويصفونها بالشيئ النوعي، وأصبح الزوار يهدون المكتبة المزيد من الكتب والألعاب، بدلا من أن يهدونها بشكل شخصي للأطفال؛ وذلك من أجل أن تعم الفائدة أطفالا أكثر". وشدد الفاري على ضرورة أخذ الجميع زمام العمل على تطوير وإثراء المكتبة، والاستفادة من مبادرة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/ مراوي في خدمة الأطفال المرضى.

من جهتها تقول هاله الديسي مديرالعلاقات العامة و الاتصال في شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/ مراوي "ليس أجمل من أن نرسم ابتسامة على شفاه طفل، وكان هذا صلب هدفنا من إنشاء المكتبة، فإلى جانب مكتبة مستشفى رام الله؛ عممنا التجربة على مستشفى جنين، ومشفيين في قطاع غزة، وقريبا سننطلق في إحدى مستشفيات جنوب الضفة الغربية، بهدف منح المزيد من الأطفال، فرصة التعافي في أجواء من الترفيه والفائدة".

وأضافت الديسي "لقد عملت المشروبات الوطنية منذ أن تأسست عام 1998، على الإضطلاع بدورها كرافد هام لاحتياجات المجتمع، ووضعنا نصب أعيننا الاهتمام بشرائح الأطفال، لما يشكلونه من فئة كبيرة من فئات المجتمع الذي ننتمي له، وللمستقبل الزاهر الذي نتمناه لفلسطين على أيديهم".