سيد "بلاتر" .. هذا ما أريده
نشر بتاريخ: 02/09/2014 ( آخر تحديث: 02/09/2014 الساعة: 13:39 )
بقلم : محمد عوض
لم نخلق كفلسطينيين من أجل أن تصادر طائرات الاحتلال الإسرائيلي أحلامنا ، وأنا لا أنتظر أبداً شهادة من رئيس الاتّحاد الدولي لكرة القدم "جوزيف بلاتر" بأنني إنسان ، فأنا أعلم بذلك مسبقاً ، لكنه لا يعلم ، بأننا لا نعيش ظروفاً إنسانية .
أنا لا أريد من السيد بلاتر أن يدين – هذا إن فعل – ممارسات دولة الاحتلال بحق الرياضيين الفلسطينيين فحسب ؛ بل إن جل ما أريده الآن ، تعليق صور شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية على جدران مقر الاتحاد الدولي ، في مكتبك يا بلاتر ، أليس هذه رياضة تذبح ، وأنت رئيسها ؟!
إنني كإنسان أعزل ، لا أملك إلا رغيف من الخبز في يدي ، وبقايا الأوراق الناجية من القصف والعصف ، أريد ، ما يريده كل إنسان سوي ، أريد بشدة أن يُحاسب باسم الله والعدل ، من ارتكب بحقي كل الجرائم .
وكرياضي فلسطيني صغير ، لا أنتظر من أي رياضي فلسطيني كبير ، كائن من كان ، أن يعيد على مسامعي التصريح الروتيني ، بالسعي لمعاقبة الكيان المحتل ؛ بل إنني أريد محاسبة فعلية ، ولا يسألني أحد كيف ؟ فأنت أوجدت لذلك ، وعليك تدبر الأمـر .
قلتم دوماً ، افصلوا الرياضة عن السياسة ، ففعلنا ، وفصلنا ، وما فعلوا ، وما فصلوا ؛ المدرب والإعلامي عاهد زقوت لا يحمل صاروخاً ، إنما قلماً وكرة قدم ، وعشب الملاعب كان عطشاً للماء ، ولم يكن عطشاً للمواد المتفجرة ، ليفجروه ، أتعلم ذلك سيد بلاتر ؟
"32" رياضي فلسطيني استشهدوا في العدوان الأخير على قطاع غزة ، وإننا نبني بأيدينا الناعمة بعد كل عدوان ، ويهدم الاحتلال بطائراته ، ودباباته ، وسفنه الخشنة ؛ وإنك يا سيد بلاتر تدرك مدى صعوبة المقارنة بين هذا وذاك ، بين الضحية والجلاد .
سيد بلاتر ، مارتن لوثر كنغ قال : "إن الظلم في أي مكان أو مجال ، تهديد مباشر للعدل في كل مكان ومجال" ، وأنا أقول لك ، ولغيرك ، ما قال كنغ ، وما قاله أردشير بن بابك : "إذا رغب الملك عن العدل ، رغبت الرعية عن طاعته" .