الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عشرات الالاف من عناصر الشعبية يشاركون بمسيرة وعرض عسكري بغزة

نشر بتاريخ: 02/09/2014 ( آخر تحديث: 02/09/2014 الساعة: 19:22 )
غزة-معا - دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى تعزيز الوحدة الوطنية وعدم العودة الى مربع الانقسام في ظل وجود مؤشرات قد تعيدنا الى الفئوية والحزبية.

ودعا كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية خلال مسيرة نظمتها الجبهة اليوم بمشاركة جناحها المسلح الى الاعتماد على دماء الشهداء وصمود الشعب الفلسطيني في غزة في السير باتجاه انجاز الوحدة الوطنية على اساس الشراكة الوطنية وبرنامج سياسي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني.

كما طالب الغول بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وحماية المقاومة المسلحة وعدم السماح بنزع سلاحها وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني وعدم تكريسها. |294983|

وجابت المسيرة شوارع مدينة غزة حيث انطلقت من شارع عمر المختار باتجا برج "الباشا" الذي دمرته اسرائيل في اليوم الاخير للحرب، وحمل المشاركون رايات الجبهة الشعبية وحزب الله وأعلام قوى الممانعة كايران وسوريا بالاضافة الى العلم الفلسطيني، كما حمل المشاركون صورة لحسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني.

وقال هاني ثوابتة القيادي في الجبهة الشعبية ان المسيرة اليوم تأتي في اطار رسائل توجهها الجبهة الشعبية للشعب الفلسطيني على صموده الاسطوري في وجه العدوان على مدار واحد وخمسين يوما واحتضانه المقاومة ورسالة الى الذين وقفوا الى جانب الشعب الفلسطيني وشكلوا له سند خص بالذكر حزب الله وايران وسوريا ودول امريكا اللاتينية. |294984|

وشدد ثوابتة ان المقاومة لم تنته وستستمر مشددا ان المقاومة ستقف الى جانب شعبها في اعادة الاعمار، داعيا الحكومة وفصائل العمل الوطني ان يعملوا بمسؤولية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني. |294986| |294987|

بدوره أشاد جميل مزهر القادي في الجبهة الشعبية بالصمود الأسطوري لأبناء شعبنا وبمقاومته الباسلة التي تواصلت على مدار 51 يوماً والتي بدورها شكّلت تغيراً استراتيجياً في طبيعة الصراع العربي الصهيوني، وأحدثت انقلاباً في المفاهيم السياسية والعسكرية رغم الحصار والعدوان الشامل براً وجواً وبحراً.

وقال مزهر في كلمته امام المحتشدين "لقد مرغتم أنف هذا العدو المجرم في وحل غزة. وحققتم إنجازات هامة ستتعاظم خطوة خطوة وتتراكم لتكّون جسراً هاماً لتحقيق الانتصار على هذا العدو المجرم وللوصول لأهدافنا في العودة والحرية والاستقلال".

وقدم مزهر التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين عمّدوا بدمائهم الزكية طريق النصر الآتي لا محالة، وعلى رأسهم الشهداء القادة محمد أبو شمالة، ورائد العطار، دانيال منصور، صلاح أبو حسنين، شعبان الدحدوح، زكريا أبو دقة والرفيقين مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى محمود عباس وعبد الرحمن حدايد.

وأكد مزهر على أن سلاح المقاومة سيبقى موجهاً إلى صدور الاحتلال وأن أي محاولة لنزعه ستفشل ولن تنجح.

وأشار مزهر إلى الدور الهام والكبير للأسرى داخل سجون الاحتلال والذين كانوا دوماً في الخندق الأول في مواجهة الاحتلال، معاهداً إياهم ببذل كل الجهود والإمكانيات من أجل تحريرهم من زنازين الاحتلال.

واعتبر مزهر أن هذا الإنجاز والحدث الهام الذي تحقق في قطاع غزة بعد 51 يوماً من الألم والعزة والفخار يأتي متزامناً مع إحياءنا للذكرى الثالثة عشر لاستشهاد رفيقنا الأمين العام للجبهة الرفيق أبو علي مصطفى، والتي تؤكد على أن شعبنا الفلسطيني سيظل متمسكاً بالمبادئ والأهداف التي كرس الشهيد القائد حياته من أجل تحقيقها ودفع ثمنها غالياً.

وقال مزهر " لقد آمن الشهيد القائد أبو علي مصطفى بحتمية الانتصار على هذا العدو الصهيوني المجرم، وأن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لكنس هذا الاحتلال المجرم عن كل شبر من أرضنا.. وهو الشعار الذي جسده ملهمنا وأميننا العام الأسير القائد أحمد سعدات ورفاقه حينما ردوا على جريمة اغتيال القائد أبو علي مصطفى بعملية بطولية نوعية هي الأولى في تاريخ الصراع العربي الفلسطيني وهي تصفية المجرم العنصري رحبعام زئيفي".

وأشار مزهر إلى تقهقر الاحتلال وفشله في تحقيق أهدافه رغم استخدامه اعتى أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة دولياً نتيجة صمود شعبنا ، وبفضل ضربات المقاومة الفلسطينية وعملياتها النوعية ضد جيش الاحتلال وثكناته وعبر قصف العمق الاسرائيلي بالصواريخ متعددة المدايات، والتي أصابت المجتمع الاسرائيلي بالفزع والرعب، وأجبرته لأول مرة في تاريخ الصراع إلى النزوح والهروب من مناطق غلاف غزة إلى مناطق أكثر أمناً.

وشدد مزهر على أن الانتصار بهذه المعركة حل مرحلي لا يلغي الحل الاستراتيجي بإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

وأوضح بأن هذا الإنجاز وضع الجميع أمام حقائق جديدة ينبغي الوقوف أمامها طويلاً، واستخلاص العبر منها للاستفادة منها في معركتنا المستمرة مع هذا العدو.

وأشار مزهر إلى أن كل المظاهر البطولية التي بدت في العدوان أكدت على أن هذا الشعب عصي على الكسر وأنه صلب، وقال"من ينسى مشهد الطفلة الفلسطينية التي فقدت أبيها وعاهدته على الاستمرار في المقاومة، أو تلك السيدة المكلومة التي فقدت فلذة كبدها وهي تزغرد في عرس استشهاده.. أو ذلك الرجل الذي وقف على ركام منزله المدمر وبايع المقاومة وأكد أن كل هذا الألم فداءً لها" .

وأردف مزهر قائلاً "لمسنا جميعاً خلال هذا العدوان الشامل حاضنة شعبية كانت سنداً للمقاومة الفلسطينية في الميدان، وحصنت جبهتنا الداخلية من محاولات العدو الصهيوني لاختراق هذه الجبهة عبر القتل والتدمير وارتكاب المجازر والتهجير والتشريد، متوهماً أن بهكذا جرائم سيستطيع كسر هذه الحاضنة لكنه فشل وكل أهدافه تحطمت أمام صخرة الصمود والمقاومة".

وفيما يتعلق بانجازات هذه المعركة أكد مزهر على أن أولها هو الموقف الفلسطيني الموحد الذي شكّله الوفد في القاهرة والذي تمسك بمطالب شعبنا، وأنه رغم محاولات بعض المحاور الخبيثة للتدخل وفرض إرادتها ومواقفها على الوفد، إلا أن الموقف الفلسطيني الموحد تعالى أمام الخلافات الثانوية التي طرأت وقاد المعركة السياسية بكل اقتدار .

وأعرب مزهر عن تخوفه الشديد من الانقسام ومن أن يطل برأسه من جديد عبر التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات، مما يهدد بتبديد الانجازات التي تحققت في هذه المعركة ويعرّض أهلنا المشردين لمزيد من المعاناة والآلام، في الوقت الذي هم بحاجة لمن يداوي جراحهم ويخفف من معاناتهم،

وحذر مزهر من العودة لمربعات الانقسام المقيت، مشدداً على أن دماء الشهداء وتضحيات شعبنا ستطاردكم وستلعنكم إن لم تكونوا أوفياء لها".

ودعا مزهر كافة فصائل شعبنا إلى ضرورة العمل من أجل استكمال طريق الوحدة الوطنية والعمل الجاد لإيواء المشردين وإعادة الاعمار .

كما طالب مزهر بعقد مؤتمر وطني لمعالجة الاسباب ووأدها في مهدها في سبيل تحقيق مطالب شعبنا في الإيواء والإعمار حتى لا نزيد من المعاناة ويطيل أمدها.

كما دعا الرئيس إلى ضرورة الإسراع بدعوة للإطار القيادي المؤقت بهدف ترتيب البيت الفلسطيني ومعالجة جميع القضايا العالقة، مؤكداً على أن هناك ضرورات وطنية ملحة غير قابلة للتأجيل أو التلكؤ أو تجاهل المضي قدماً في صياغة استراتيجية وطنية جديدة بديلة عن التسوية والمفاوضات الفاشلة، استراتيجية تكنس أوسلو والمفاوضات والتنسيق الأمني للأبد، وتعيد الاعتبار لقضيتا الفلسطينية..

وشدد على ضرورة الإسراع بالتوقيع على اتفاقية روما، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه ومجازره بحق شعبنا الفلسطيني، وقال " إن هذه الخطوة تتطلب تحرك مباشر من الرئيس، ولا يجوز على الإطلاق، ولن نقبل أن يتم ربط هذه الخطوات الضرورية بمجرد تهديد فقط لتنفيذها في حالة فشل ما يُسمى مسلسل المفاوضات العبثية".

وحيا مزهر شعوب العالم الحر الذين هبوا متضامنين مع فلسطين وغزة وملأوا الميادين في أوروبا وأمريكا اللاتينية وكندا وفنزويلا وكوبا والأكوادور والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وجنوب أفريقيا حكومة وشعباً على قراراتها وإجراءاتها الهامة والتي شكّلت سنداً وداعماً حقيقياً لشعبنا في الوقت الذي رأينا فيه حجم التواطؤ الرسمي العربي، وزيف ما يسمى بالربيع العربي.

كما وجه تحية خاصة إلى "الأخوة" في سوريا العروبة وإيران والجزائر وحزب الله وإلى مصر وجميع الشعوب التي سندت ودعمت الشعب الفلسطيني.

وقال مزهر :"اننا أمام فرصة تاريخية ينبغي فيها استثمار الانجاز المعمّد بتضحيات شعبنا وصموده وبسالة مقاومته ، وأن الخيار الوحيد لدحر الاحتلال هو المقاومة والوحدة الوطنية".

من جانبها، أكدت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية خلال كلمة للناطق باسمها الرفيق أبو جمال " أن الانتصار بهذه المعركة خطوة على طريق التحرير يجب المراكمة عليها وطالبت بضرورة الإسراع بخلق جبهة مقاومة موحدة" .

وأشارت الكتائب إلى أنها سجلت نموذجاً مميز للمحترف الثوري الأخلاقي والمنضبط مؤكدة على أنها على أهبة الاستعداد لأي قتال قادم وأنه لا استراحة لها ما دام العدو على أرضنا

وشددت الكتائب على رفضها وعدم إيمانها بمفهوم التهدئة أو وقف القتال وبأنها لن تتوقف عن القتال حتى يرحل الاسرائيليين عن كل شبر من ثرى الوطن.

كما أعربت عن فخرها الشديد بمقاتليها الذين ضربوا أعظم الأمثلة في البسالة والقتال في جحر الديك، ورفح، وغزة، وبيت حانون، وخان يونس حيث أقدمت الكتائب في 27 يوليو بالقرارة جنوبي قطاع غزة على الإيقاع بقوة إسرائيلية خاصة كبدتهم خسائر كبيرة ما بين قتيل وجريح.

وخاطبت الكتائب العدو متحدية إياه بأن يأتي باسم أي مدينة "إسرائيلية" سلمت من رشقات صواريخه.