نشر بتاريخ: 03/09/2014 ( آخر تحديث: 03/09/2014 الساعة: 11:44 )
بقلم : جواد عوض الله
مع اقتراب أربعين يوما على رحيل الشاعر العربي الفلسطيني الكبير سميح القاسم ، نقف نحن في فلسطين خاصة وعالم القاسم عامة، وقفة إجلال وإكبار لهذا الهرم الشامخ الذي أوصل بقطار ثقافي عابر للقارات، قضيته الوطنية عبر قصائده الشعرية ،في قوالب ثورية وأدبية وثقافية ونضالية إلى العالمية ،وبأكثر من لغة أجنبية .
وفي الوقت الذي سيحيي ذكراه في اربعينه، لفيف من السياسيين والمثقفين والشعراء في فلسطين عامة ،تجدنا كذلك نحن معشر الرياضيون سنعمل ،فالقاسم اكبر من شريحة مجتمعية معينة ،فاكبر من متثقف وسياسي وثائر وشاعر ،كان للجميع وأثر في الجميع و يفتقده الجميع .
إننا كرياضيين إذ نقدم ابلغ كلمات العزاء للوطن والعالم عامة برحيل هذا القومي العربي الفلسطيني ، لنسجل كذلك كل عبارات التقدير لكافة الشرائح الفلسطينية التي وقفت احتراما وإكبارا للقاسم في رحيله ،وافردت مساحة من اعلامها ،وتغطيتها وقت غيابه، رغم انشغالنا جميعا كما باقي العالم بالعدوان الذي غيب الكثير من غزة فغيب الشهداء الأحياء، والجرحى ،والمنشآت والشجر،وغيب البسمة من اطفالنا ،وكذلك غيب النشاطات الرياضية التي تصنع الفرحة.
سميح القاسم ، ليس غريبا هذا الغياب المتزامن مع الشهداء ، فرائحة غيابك من رائحة الشهداء في الضفة وفي غزة ،عطرة ومعطرة لمن يقرأ العربية ،ورسائلها اللغوية ،وكما هي رسائلك الشعرية مليئة برفض الأحتلال ،كانت وصايا الشهداء .
نعم غيابك جاء في خضم علو صوت غزة النازف والمثخن بالجراح ،واستحضرناك ؟! وسنعمل على تكريم القاسم ،ولن ننساه ،فلم ينسى القضية والثورة والكوفية ، وعلينا تقدير عطائه الثقافي والأدبي اسوة بالقادة والشهداء والشعراء العمالقة ،وكما حرص الأخ اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية على رثائه يوم رحيله ، وسبق وكرم درويش عند غيابه ،سيعمل على تكريم شقيق محمود درويش ،وتوأمه في القصيدة الوطنية والثورية ،فشعراء القضية والثورة الفلسطينية ،فرسان الكلمة ،ومطلقي بيوتها الشعرية ،لهم في القلب الفسطيني مساحة عارمة من المكانة والتقدير ،لدورهم ولمساهمتهم في نشر القضية ،هكذا عهدناهم وعرفناهم ،وبتكريمهم نرد بعضا من حقهم علينا .
ان شريحة الرياضيين الذين سطروا بلغتهم الرياضية الخاصة عبر ثقافتهم الرياضية العامة ،ابلغ عبارات الوفاء لغياب محمود درويش من خلال إقامة الكثير من البطولات الرياضية والمسابقات التي حملت اسمه ، بدا من بطولة الدوري التصنيفي لكرة القدم ،وقتها ،مرورا بالبطولات التنشيطية بمختلف الألعاب ومن مختلف الاتحادات والمؤسسات الرياضية ، وصولا لإطلاق اسم الراحل درويش على ميدان الفروسية الذي دشن في مدينة أريحا ،لكفيل هذا المجتمع الرياضي وقادته وهو اهل كذلك لتقدير الراحل الحاضر سميح القاسم.
من هنا ،ان معشر الرياضيين يحيونك ويفتقدون غيابك ، سياسيين كانوا و مهندسين ،أطباء وعاملين ،متعلمين ومثقفين ،شعراء وفنانين، وعمالا وأشخاصا عاديين ،يحيون ذكراك من خلال الرياضة ،فالرياضة للجميع ومن الجميع لك تحية ، وان من يحترم حضور القاسم ويفتقد غيابه ،فإنما يحترم اللغة والثقافة والفن والأدب والعلم والروح والشعر والثورة والحرية والمراة والغزل ويقدس الوطن وادوات النضال له .
[email protected]